كلام في الانتخابات النيابية / جميل يوسف الشبول

كلام في الانتخابات النيابية
عندما تنجح الحكومات بتهميش دور المجالس النيابية واضعافها فاعلم انك وبلدك قد دخلتم بدائرة
الفساد واصبحتم بحاجة الى دائرة اخرى مولودة من رحم الدائرة السابقة تكون مهمتها المعلنة
مكافحة الفساد .

عندما يصرح مسؤول امني سابق ويقال انه كبير في حينه يسعى جاهدا لتبرئة نفسه من عوالق
الفساد ببيع ممتلكات لم يملكها بعرق جبينه للتسديد بان 80 نائبا في احد المجالس النيابية من
صناعته فاننا نكون قد دخلنا ببؤرة الفساد اي ان فسادنا اصبح عالي التركيز.

وعندما يقوم مجلس نيابي بعدم الموافقة على قانون ويعود ليوافق عليه بعد نصف ساعة فقط فاعلم
ان الشفاء اصبح مستحيلا وان الصحيح السليم بين جموع المرضى مصاب لا محالة.

في كل المجالس السابقة كان القسم بان الانتخابات ستكون نزيهة وكانت الاجراءات كبيرة فالحبر
الازرق على الاصبع سينتقل هذا العام لاماكن اخرى من الجسد واعتقد ان من اقر قصة الحبر كان
مشاركا بعملية تعداد الاغنام والماشية والتي كانت نتيجتها اننا نسبق السودان في اعداد الثروة
الحيوانية والغي التعداد في حينه والكلفة مش محرزة.

مقالات ذات صلة

ان الحديث عن التزوير قبل الانتخابات جريمة قد تدخل صاحبها السجن اما بعد انتهاء عمل المجلس
فهي اشبه بمقلب اعده صديق سخيف بحق صديق اخر لينتهي المشهد بالضحك من قبل الطرفين
والجمهور والى اللقاء في مقلب جديد .

لم يعد المواطن يصدق اي كلام صادر عن الجهات الرسمية بعد ان لدغ من نفس الجحر عشرات
المرات وعليه وبما ان كل شيء قابل للبيع والمبادلة وان المجلس القادم لن يختلف عن سابقه فانني
اقترح عمل مزاد على 120 مقعد نيابي والبيع لاعلى سعر على ان يوزع العائد على الناخبين بدلا من
محلات الكنافة والخطاطين وحدهم ونكون بذلك حركنا السوق اقتصاديا ولا تدري فقد يكون ذلك بداية
لدوران عجلة الاقتصاد “المكربجة”.

يعلمنا التاريخ بتسكين العين وتشديدها بان سقوط الامبراطوريات سببه الرئيس الفساد ولم يسجل
التاريخ لامبراطورية فساد سقطت انها اعترفت بفسادها حتى بعد السقوط ولا قول في هذا اصدق من
قول المولى عز وجل “واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون “.
صدق الله العظيم .

جميل يوسف الشبول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى