الكباريتي وأبو الراغب في جديد اسرار ويكيليكس

خبرني – خاص – ترجمة محمود مغربي

كشفت وثائق ويكيليكس مؤخرا عن لقاء جرى بين رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي والسفير الأميركي الأسبق إدوارد غنيم صيف عام 2002 بمبادرة من غنيم نفسه تناولت بعض القضايا الأردنية والإقليمية.
وفقا لوثيقة”ويكيليكس” التي رصدتها وترجمتها “خبرني”، فقد أبدى الكباريتي خلال زيارته من قبل غنيم في مكان لم يحدد مكانها، ووصفت بـ “زيارة مجاملة”، وجهات نظره في بعض القضايا والمستجدات آنذاك على الساحة الدولية، التي كان أبرزها الغزو الأمريكي المرتقب للعراق، والانتخابات الأردنية عام 2003 التي جرت في عهد حكومة علي أبو الراغب، والسياسة المحلية للأردن، والاقتصاد الأردني، وقضية الاختلاس الكبيرة من بنوك اردنية التي تورط فيها مدير المخابرات الاسبق سميح البطيخي ( صهر الكباريتي ) ومجد الشمايلة.
وقال الكباريتي – خلال الزيارة المؤرخة بـ 22 تموز من عام 2002 – إن نفي رئيس الوزراء آنذاك علي أبوالراغب المتكرر للرأي العام عن وجود قوات أمريكية في الأردن تستعد لغزو العراق، وأن الأردن سيدعم أمريكا في ذلك التوجه، أعطى انطباعاً خطيراً.
وأوضح أنه حال حدوث الضربة الأمريكية للعراق واكتشاف أن تصريحات أبو الراغب لم تكن صحيحة، فإن خيارين لا ثالث لهما أمام رئيس الوزراء، إما أن يرحل وحكومته، أو أن يضطر للقول إن ” الواقع السياسي اضطرنا إلى تغيير كامل في سياستنا”.
وأعرب الكباريتي في ذلك التاريخ عن قلقه جراء تصريحات أبوالراغب المنافية للواقع، والتي تجعل التحكم بالرأي العام وتوجيهه أمر بالغ الصعوبة.
وأضاف أن الموقف الأردني المعلن وقتها من الحرب على العراق، أقلق بعض أصدقاء الدولة، ضارباً مثالاً على مسؤولين كويتيين كبار، أبدوا استياءهم من موقف أبو الراغب، وأكد أن الكويتيين سألوه إذا ما كان أبوالراغب تلقى رشوة مالية لقاء هذا الموقف.
الكباريتي قال إنه دافع عن رئيس الوزراء، وأبلغ محاوريه الكويتيين إن هذا كله جزء من حملة سياسية محلية للتعاطي مع الوضع السياسي الراهن.
إلا أنه أكد أن تلك الاستراتيجية، التي استخدمها أبو الراغب، كانت ستعطي بكل تأكيد نتائج عكسية.
وكشف الكباريتي عن أن ارتباط نجل رئيس الوزراء بعلاقات تجارية مع العراقيين بدا “مشبوها للغاية”.
وفي رده على سؤال للسفير حول عملية تحويل غير قانونية للنفط العراقي، قال الكباريتي إن الدافع الوحيد كان المال مشيراً إلى وجود رشوة مؤكدة في العملية.
واضاف أن جزءا من تلك الأموال كان يذهب للجيش، والجزء الأكبر منه يذهب لمن أسماهم “الرؤوس الكبيرة”.
وبين الكباريتي أن الحكومة آنذاك كانت قليلة الخبرة والدراية بمثل هذا النوع من الأعمال، ونتيجة لذلك، باتت الحكومة معرضة لخطر اكتساب سمعة سيئة باعتبارها “مجموعة رخيصة من صناع القرار”.
واستحضر الكباريتي في اللقاء اليوم الذي طلب فيه من أبو الراغب تشكيل الحكومة، وقال الكباريتي إنه نصح الأخير قائلا له “بمجرد أن تصبح رئيساً للحكومة فلا سبيل أمامك سوى الانحدار”، وأنه، أبو الراغب، سيكون بحاجة للحظ وللتفاني في عمله. وطلب الكباريتي من أبو الراغب أن يفكر في اللحظة التي يطلب فيها إليه الاستقالة، متسائلاً “ماذا سيكون إرثك؟ هل سيظهرك كأحد المصلحين؟”.
وكان الكباريتي يفكر في أن أبوالراغب بدلاً من أن يكون “رجل الخليج القوي” اختار أن يكون “رجل النفط العراقي القوي”، مؤكداً أنه بعد خمس سنوات من ذلك التاريخ، سينظر لأبو الراغب على أنه أحد عملاء صدام الذين اشتراهم.
وقال الكباريتي إن هذا هو الإرث الذي أراده أبو الراغب لنفسه على ما يبدو، من خلال تصريحاته وارتباطاته المؤيدة لنظام صدام حسين.
يذكر أن الكباريتي بدأ حياته في القطاع الخاص، حتى عام 1989 عندما دخل مجلس النواب الحادي عشر، قبل أن يتسلم عدة حقائب وزارية في نفس السنة والسنوات التالية، منها السياحة والآثار والعمل والخارجية، ثم شكل حكومة في الفترة 1996 – 1997.
وفي نفس الفترة تقريبا سطع نجم المهندس علي أبو الراغب، الذي تسلم خلال عضويته في مجلس النواب عدة حقائب وزارية منها التموين والصناعة والتجارة والطاقة والثروة المعدنية حتى شكل حكومته في الفترة 2000-2003.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى