لمَ ضقت بِنَا يا وطني / د اخلاص يخلف

لمَ ضقت بِنَا يا وطني

أحترت وقلمي ونحن على أبواب أن نودع عام هرم أبيض شعره وشارف على الرحيل .. هل نذكر لحظات الفرح التي سرقناها من عمره ؟ أم لحظات الحزن التي فرضها عنوة على اعمارنا ؟ ونحن من هللنا ورحبنا بقدومه ونحن نودع العام الذي سبقه عل القادم يحمل بين أيامه ما نتمنى…
وازدادت حيرتنا ونحن نسلط الضوء على حصيلة ذلك الزمن الذي ولى وانقضى بلا رجعة ليسطر في سجله أحداث ووقائع من تاريخنا الإنساني بأشكالها وأنواعها واصدائها التي ستبقى تردد صدى وقعها في عمق ذاكرتنا الجمعيه التي لا تمحى على كافة الصعد لانها لم تخلو من القهر والعذابات على المستوى الإنساني … وتدهورت إلى أدنى مستوياتها على الصعيد السياسي والاقتصادي أيضا… فقدت فيها الانسانيه مضمونها فتجرأ القوي على الضعيف وتبدلت الرحمة بالقسوه واختل ميزان العدل لترجح كفة الفاسدين والمنافقين وأصحاب المصالح الشخصية والولاءات الكاذبه التي لم تكن يوما ألا ولاء لأنفسهم ومكتسباتهم وتقسيم غنائمهم .. وحيد الصادق الصدوق وألامين والكفؤ لأنه يسبح عكس تيارهم وأهوائم ويكشف ويفضح عوراتهم… وأحدودب ظهر المواطن من أحمال ثقيله ألقت بها الحكومات ومجالس النواب المتعاقبة على ظهره بحجة الازمات الاقتصاديه التي كان لهم اليد الطولى في وجودها فلم تجد بدآ لستر عجزها إلا بفرض مزيدآ من الضرائب ورفع الأسعار عليه لنكون أمام طبقتين لا ثالث لهما طبقة المبشرين من الذوات وابنائهـم وأقربائهـم وانسبائهـم ومن لف لفهم ..إن لا يمسهـم ضيم ولا يخلو مركزآ مرموق منهم… وهؤلاء بينهم وبين العامة ومعاناتهم وهمومهم واوضاعهم المعيشيه حجاب … فبات خطابهم وكأنهم من دولة شقيقة أو صديقه جاءوا الينا بقصد السياحه…
وطبقة العامه أبناء الحراثين الذين تقطعت بهم سبل العيش الكريم فضاقت بهم الحياة ..وضاقوا ذرعآ بها …ومع ذلك لم يشكو حالهم إلا لرب العزة ليحسبهم الناس أغنياء من التعفف .. فمعيار الكرامة عند الفقير لا يجزء ..بينما قد يصبح شظايا عند أصحاب المصالح!!
وظلوا رغم ذلك ملح الأرض وحناءها يروونهـا بدمهم الطهور حين يحتاجهم الوطن وشواهد الوفاء كثيره عليهم وأخرها شهداء الكرك الذين أرتقوا للعلين حين تردد صدى صوت علياء الضمور من قلعتها الشامخه … ( بالعيال ولا بالأرض والعرض) فرددوا بعالي الصوت أطلب عيال يا وطن واتمنى.. فيما كان الذوات وابنائهـم يجلسون في بيوتهم التي تشبه القلاع ينعمون بالدفئ ويحاربون على شبكات التواصل الاجتماعي بالايك والشير ويتسائلون أين تقع قريفلا.. والبعض الآخر مشغول بتقسيم غنائم المناصب والمواقع داخل حدود الوطن وخارجه كل حسب اللغات التي يتقنها ودرجة القرابه او الصداقة أو المصلحه من صانع القرار .. تلك هي الصوره الحقيقيه وان كان البعض لا يريد أن يراها ويعتبرها من باب اللوم والقسوة على الوطن أو الجحود ..فيتحفنا وجوقته الموسيقيه بعبارات الولاءوالانتماء والأغاني الوطنيه التي ما عادت تغني أو تسمن من جوع في هذه المرحله..فمن يحمل الوطن وشمآ في الروح والقلب يخاف عليه من مشهد مماثل يدور حولنا لا سمح الله نشاهده صبح مساء على نشرات الاخبار سببه الظلم والقهر وعدم العدالة الذى كان أحد الأسباب المستقطبه للشباب للارتماء بحضن المنظمات الإرهابية لأنهم بلا طموح أو مستقبل ..
فليس بالتصفيق والشعارات الرنانة وإنصاف الرجال تبنى الأوطان ونحافظ عليها ونصونها..
لا بد لنا مع بدء سنة جديده أن نقف وقفة تأمل صريحه ننظر إلى ما تحقق ونبني عليه أن كان خيرآ.. وما أخفقنا به بسبب تراكم أخطائنا وعدم جديتنا في أصلاح حقيقي ما أحوجنا وما أحوجهم أليه حتى لا نقول مع نهاية العام الجديد الذي نستعد لأستقباله …
لمَ ضقت بِنَا يا وطني وقد كان حلمنا أن يزول الهم عنا عند بابك ؟ ؟ ؟
ويبقى الأمل في صحوة حقيقيه ما دام في كل سنه عام جديد ….
وكل عام وانتم بخير

اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. لعمرك ماضاق بنا وطن شرفته السماء بكونه جار القبله الاولى وحارسها وباب البيت العتيق ولامين على سلامة رواده من زمن رفع القواعد لقلعتى عجلون والكرك
    هجوم وحوش الانسانيه من ملاحده وخوارج ومزوري اديان عباد الهوى العنصريين ادعياء العلمانيه والديموقراطية المفصلة على مقاسات بنود قمصانهم والمناسبة لالوانها
    كل هؤلاء حاقدين على هذه القلعه لانها تمنعت وكانت عصية على الانحلال رغم تسليط الفساد وتياراته على انسانها
    حما الله وطننامازال به من يعرف ان لااله الا الله وتفور دمائه اذا اعتدي مجرم مارق على كرامة الامنين به
    شكرا لسواليف
    حيا لله قلم حر يكتب لحرية وكرامة انسان بلده

  2. والله ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق …..مصيبة الاردن انه بلد كريم باهله على مافيه من ضائقه معطاء فوق طاقته وسمح لدرجة التهاون في حقوقه مما سهّل على المتسلقين ان يركبوا ظهره والمتسلقون دائما جشعون لا يرحمون وطنا ولا مواطنا همهم فقط ما يجنونه.. وولاءهم فقط بقدر ما يستفيدونه .. ومصيبة الارد ن فيهم وهو بهذه الحال تبقى كبيرة وعظيمه لا يستطيع تحملها وحلها الا برجاله المخلصين الذين ماتوا وعاى الله فيهم العوض …

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى