#الكاتب #المقاتل و الكاتب #المخاتل !
بسام الياسين
استدعى الخليفة عمر بن عبد العزيز،الامام البصري،وقال له :ـ بمن استعين على الحكم يا بصري ؟. فقال له :ـ يا امير المؤمنيين، اما #اهل_الدنيا لا حاجة لك بهم ،واما #اهل _الدين فلا حاجة لهم بك. فتعجب الخليفة وقال :ـ بمن استعين اذاَ ؟!. فقال البصري العارف بالله :ـ عليك باهل #الشرف…فإن شرفهم يمنعهم عن #الخيانة.فالخيانة لا تقتصر على الاستشارة،وانما تنسحب على اهل الرأي والتوجيه كافة ومن اهمها اهل الكتابة !.
الكاتب المقاتل، شجاع يتزنر بحزام ناسفٍ من كلمات متفجرة،بيده المباركة، يسحب صاعق الحرف القنبلة المدوية. هو وحده من يؤرق مضاجع الخارجين عن سكة الحقيقة،بكلمة حق الواقعة باعلى سلم الجهاد.بها ينزع النوم من عيون المنحرفين عن جادة الصواب.هو خيرُ و ابقى، من عشرة احزاب مُدجنة،تقتات على معالف الخزينة،وافضل من دزينة كتبة يستكتبون،كما خطب الجمعة المكتوبة،واطهر من معارضة مستأنسة، كدجاج المزارع الراقدة بحاضنة الحكومة .
الكاتب الاصيل يهز اركان المعبد لإيقاظ اهل الغفلة،يقطع بساطور المعلومة اليد الممتدة على مال الدولة / مال الامة.هو سيد المرحلة، القادر على استضافة شمس الله الموقدة لطرد العتمة.استجلاب الرياح المزوبعة،لكنس الفاسدين المحصنيين بهالات كاذبة. استحلاب الغيوم المثقلة بالمطر،لتفجيرالينابيع الغائرة.هو حامل الراية المتقدم في المقدمة. بيمناه مصباح الحكمة وعلى راسه تاج المعرفة.هو ليس افضل من غيره،لكنه ـ دواس ظلمة ـ، يضرم النار بالخطوط الحمراء،ليصنع من التابوهات توابيت لاهلها،لاجل تحرير العقول من امراضها الراسبة في لا وعيها.
الكاتب الاصيل لا الدخيل، مقالته فاعلة مؤثرة. مبدع ضميره رقيبه،لا احد غيره يراقبه.لا يخشى على لقمته لانها بيد ربه،ولا هرواة ـ قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ـ يمتلك طاقة روحانية عالية،قوة ذاتية لها ذبذبات كونية، تلتقطها الاركان الاربعة، لذا يتمتع بحماية شعبية اكثر وقاية، من الحصانة البرلمانية، لانه ينقل اوجاعهم ويسلط الاضواء على احوالهم. لا تلهيه تجارة ولا تغريه منفعة،ولا يسعى لاعطية.
الكاتب المقاتل زوبعة، اينما حلَّ يحرك كلَّ ما حوله.تسونامي يُحسب حسابه، قبل ان يحرك امواجه. لا يُريح ولا يستريح. شغفه الامساك بالحقيقة،فضح باعة الكلام في سوق النخاسة.رفع منسوب الجرأة.مشروعه قائم على المواجهة،شعاره ان الشجاعة لا تميت، والجبن لا يطيل عمرا،ورزقه في السماء، لا بخزائن الحكومة.فارتقى الى صورة البطل في المخيال الشعبي الذي لم يتلوث بفساد ولم ينحن لاغراء.
الكاتب النقي التقي، منارة ملهمة،ينبوع صدقٍ تتهافت الجموع على مائه.لهذا ان لم تكن كلمتك ظفراَ يجرح او شفرة تذبح،فهي ساقطة في حاوية. نقيضه الكاتب المخاتل ـ مخادع مراوغ ـ،همه النجومية، شرهة مدسمة من تحت الطاولة،لذلك لا يكون موضع ثقة،ولو نظم معلقة وعلقها على استار الكعبة المشرفة،لان رسائله،ضالة مضللة،ما يدل على عقده الراسبة في لا شعوره، ساهمت في تكوينه النفسي، ودمغت سلوكه بالتمرد قيم مجتمه واجماع الاغلبيه،فخسر نفسه ولم يأخذ من سوى اللعنة ولو ربح الدنيا .