القول والعمل…

القول والعمل…
جمال الدويري

كم نتحدث ونكتب ونغني للوطن، للولاء والانتماء، للهوية والحدود والعسكر والنشامى والماجدات والتضحيات ومشاريع الشهادة والشهداء، نثرا وشعرا وحداء ودحية وجوفية، عن حبنا للتراب والأردن الوطن والدولة والتقدم والتميز والعلم. الأردن اولا، كلنا الأردن، لننثر التراب الماسا وبطيخا، الانسان اغلى ما نملك، لنستثمر بالانسان، مئات المبادرات وربما الالاف للتوعية والتدريب و (التنوير) …الخ، ثم نسقط بامتحان رخصة محاربة الجوائح والأزمات، نسقط بتغليب العام على الخاص، نسقط بمحنة الأنانية وحب الذات، نسقط بالادمان لأن استطيع القول: انا غير.
نسقط بامتلاك تصريح حركة دون ضرورة او مشروعية، فقط لنكون غير، نسقط ببيع التصاريح والثراء على حساب الوطن المفجوع بالكورونا والابتلاء.
نسقط بخنق ثلاجاتنا بالخبز، لا لحاجة، بل لنخنق بنفس الخبز، الذي حرمنا منه محتاجا او جائعا، حاوياتنا الصماء التي لا تحتاج خبزنا.
نسقط عندما نحرم احدا يحتاج بما لا نحتاج.
كل الشعارات واللغة المنمقة المسجوعة والمقفاة، تسقط في قفا التخلف وانعدام الصدق من انفسنا اولا. تسقط كلها عندما تجافي النظرية التطبيق، وعندما نسعى جميعا للكلام دون العمل.
ماذا بالله عليكم، لو اجتاحتنا حرب لا سمح الله، او كورونا او احدى اخواتها، لا قدر الله، اكثر فتكا او أشد حقدا على الحياة؟ ماذا لو كانت التصاريح والخروج غير المبرر، بمثابة شهادة استقبال صاروخ او صلية رشاش او طعنة حاقد بغيض؟
ماذا لو…؟
ايها الأردنيون…لا تخيبوا امال انفسكم بكم، ولا امل الوطن بكم، ولا تنسوا ان الله سبحانه يرقبكم ويأمل بكم، فاتركوا نبيكم عليه الصلاة والسلام يباهي بكم الأمم.
ملكان اثنان يرابطان على يمننا وشمالنا ويرصدان ما نفعل او لا نفعل، ولا يغادران كبيرة او صغيرة، فلا تظلموا انفسكم بإشغالهما بما يثقل الموازين بالندم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى