
القوة لا تُقاس بالأرض.. بل بالوعي الذي يديرها
#القوة_الحقيقية للدولة لا تُقاس بمساحتها الجغرافية ولا بعدد سكانها، بل بقدرتها على إدارة هذه العناصر بتوازن ووعي. فالجغرافيا قد تمنح الدولة موقعًا استراتيجيًا وموارد طبيعية، لكنها تبقى بلا قيمة إذا لم تُستثمر بطريقة تحقق الاستقرار الداخلي وتخدم مصالح الناس. #الأرض وحدها لا تصنع #القوة، إنما العقل الذي يديرها هو من يحولها إلى مصدر نفوذ وصمود.
حين يُوزّع السكان بعدل داخل الجغرافيا، تتحقق العدالة في الخدمات والفرص، ويقلّ الشعور بالتهميش أو الفجوة بين المركز والأطراف. هذا التوازن في التوزيع لا يحافظ فقط على استقرار الدولة، بل يخلق انتماءً حقيقيًا يجعل المواطن جزءًا من مشروع وطني مشترك، لا مجرد رقم في إحصاءات.
أما الوعي السياسي، فهو الركيزة الثالثة للقوة. هو ما يجعل الدولة تفكر بعقل استراتيجي، وتعرف كيف توظف موقعها وسكانها لخدمة أهدافها. من دون وعي سياسي، تبقى الإمكانيات مجرد أرقام، وتتحول الموارد إلى عبء بدل أن تكون مصدر قوة. الوعي هو ما يضمن إدارة عادلة، ويمنع التهميش، ويصنع شعبًا مدركًا لمسؤولياته قبل حقوقه.
فالقوة ليست في الأرض وحدها، ولا في عدد السكان، بل في الانسجام بين الجغرافيا، والعدالة في التوزيع، والوعي في الإدارة. الدولة التي تدير هذه العناصر بذكاء تُصبح قوية من الداخل قبل أن تُصبح مؤثرة في الخارج. أما الدولة التي تُهمل أحدها، فهي تضعف مهما بدت صلبة من الخارج، لأن أساسها الداخلي يكون هشًا.