[review]
أستطيع أن أفهم قيام بعض محلات الملابس بعمليات التصفية في نهاية الموسم والتخلص من البضاعة في أقل من نصف التكلفة ، كما استطيع أن أفهم قيام المشاريع الصغيرة والدكاكين المتعثّرة، بعمل تصفية هائلة على كل ما لديها من سلع ومواد للخلاص منها بغية انهاء النشاط الى الأبد .
لكني لا استطيع أن أفهم على الإطلاق ان يقوم وطن بعمليات "تصفية" هائلة على مقدراته و موجوداته ومشاريعه الناجحة تحت أي ظرف كان..فثروات الوطن ليست "بنطلوناً" اضع عليها لاصق خصم الــ 50% ،ولا "شلحة" أعلقه أمام المارين بخصم 75%… كما أن الإخلاص لتراب هذه الأرض ليس موسميا حتى نقبل العروض عليه مهما ارتفعت عمولة البائع، الوطن ليس دكاناً ولا "بسطة" يمكن نقلها من مكان الى مكان أو حملها على الاكتاف ان ضاق بها المكان ، كما أن مواطني هذا البلد غير مختلّي الصلاحية ولا الأهلية حتى يتم بيع رزقهم وحقوقهم بهذه الطريقة "الوصائية" ، والتنازل عن ثروات البلد االقليلة والنادرة والثمينة بمنتهى السمسرة واللصوصية والاستخفاف..
***
عندما يسرق الكبار"يكمشن" الصغار حتما …لذا ، لا ألوم تلك الموظفة التي تعمل في وزارة خدمية عندما باعت سيارة "أودي" حكومية لشقيقها بــ 150 دينارا فقط*ً..ولا أجد انه من الانصاف التحقيق معها في هيئة مكافحة الفساد…دون التحقيق مع من باع أرض العبدلي التي تثمن بمئات الملايين ببعض"الملاليم"…ودون التحقيق مع من باع شركة الكهرباء بموجوداتها وأرباحها – على طريقة التصفية- بربع تكلفة الأرض …ودون التحقيق مع من باع البوتاس بخمس القيمة الفعلية.ودون التحقيق مع من باع شركة الاتصالات الأردنية بما يساوي "ارباح سنة واحدة" ومع من باع ميناء العقبة…وشركة أمنية…و"الحمة الأردنية" وغيرها وغيرها…
أبداً أنا ضد محاكمة تلك الموظفة التي قامت بفعل "ألتصفية" على سيارة حكومية "اودي" لشقيقها بــ150 ديناراً…قبل محاكمة من باع شركة الفوسفات الأردنية ذات الموجوادت الـ"75" مليوناً بـذات "التصفية" الى شركة رأسمالها 10 ألاف دينار!!!!…
انا ضد محاكمة تلك السيدة.. قبل محاكمة جميع "ساسة الغفلة" الذين حولوا هذا الوطن العظيم العظيم ، إلى مجرد "نوفوتيه"!!!
* خاص بخبرني
