#القمع_الأنيق أو أناقة القمع
بعد فجرنا نحن الفقراء ،ونحن عائدون من الصلاة ، نمسك هواتفنا النقالة ،نقلبها لنقرأ ما بات يشبه وطناً لنا و فردوساً لكل من هو ليس نحن ، هبوط حاد في بورصة الأقلام التي كانت أشرس ما تكون حين كان للرأي الآخر معنى ، و انحدار غير مسبوق بقيمة التسول الكتابي الشديد الحذر على منعطفات قانون الجرائم الإلكترونية الأنيق ، والذي وأد الكثير الكثير من الطاقات ،و أغلق باب العقل وشبابيك التفكير المنطقي وغير المنطقي ،مما ينبىء بالعودة لصفر الجاهلية ما قبل الأولى .
لست ضد قانون جرائم إلكتروني يحترم الشخصنة ويفرق ما بين النهج العام وذات الشخص بأبعاده الاجتماعية والعقائدية والأسرية ، لكنني ضد تكبيل وجهات النظر ضمن معايير النقد البناء ، وضد هذا القمع المتأنق للاجهاز على زوايا النظر بأعين غير حكومية ومنطق غير رسمي ، فثمة فرق بين أن تعمل و تتركني أحكم على نجاح تجربتك وفشلك كوني أتعايش بين العينات التي تعيش التجربة وتنعكس عليها آثارها السلبية لتقوم أنت مكامن الخلل ، وتعالج السلبيات كي يكون هذا العمل صحيح و خالٍ من التشوهات ، وثمة فرق أن تقوم بتزيين العمل بسلبياته وتفرض القناعات دون حاجتك لسماع النتائج بشقيها السلبية والإيجابية.
شخصنة القوانين أو قوننة الشخصنة كلاهما لا يمت للغة العقل بصلة ، فالشعوب لا تنهض إلا بتعدد وجهات النظر ، فكا يقول المثل العربي الشهير:” لو تساوت الأذواق لكسدت البضاعة”.
أعادني صباح صحافتنا بالسواد الأعظم من أقلامها للمثل الشعبي الذي ردده الأحداد :” لا غاب سرحان البلاد وذيبها قيل بيها ابو الحصين ونام”.