القلم .. يدوّن امومتي..
#زاهدة_العسافي
بعد أن كبر اولادي والحمد لله واصبحوا شمساً ساطعة ووجوه خير وفخراً كما تتباهى العشيرة بابنائها أو الجيش بابطاله واوسمة انتصاراته .. يدوّن القلم اليوم صورة تلك الايام المليئة بزحمة العمل حيث انني كنت موظفة وأم .. الصغار لا تتعلق ارواحهم الاّ بالشوق والحنين وكما تشدّ الاشجار اغصانها من داخل تكوينها نبتةً صغيرة نمت وترعرعت ، كانت الساعات والدقائق متداخلة اذكر انني اجري .. اطبخ بسرعة .. اترك الدار الى حيث محل العمل.. ثم اعود الى جنتي حيث اللهفة .. اطعهم محبة واسقيهم روحي.. اجيد لغة الحب وحده معهم اوزع عليهم كعكة الحنان ، ولانني لوحدي والنهار مليء بالانشغال تراه احمله تحت ابطي ينحصر لكنه سعيد وانا امسح البلاط لا ارميه أرضا احمله معي وانا اطبخ هو في احضاني كانت تميّز ساعاتي السرعة والاستعجال ولم اضجر ولم اتعب ابداً .. كانت الامومة لي شرف وشهادة تقدير لنفسي انني احب هؤلاء البراعم وأُشعرهم بهذه المحبة الكبيرة والعميقة هذه السرعة بهذه السنين جعلتني اكتسب أن اتناول طعامي بسرعة امشي بشكل سريع اعمل في المطبخ بشكل اسرع لم يتسلل الهدوء الى داخلي الاّ اليوم .. انتهت مدة الوظيفة وكبروا الصغار واصبحوا رجالا ونعم الرجال شباباً تفخر بهم الشمس وتمسح كل يوم وجهوهم الغضة بنور جديد ..
اعود لذاتي لكي اعيد توازني واخفف السرعة .. اتناول طعامي بهدوء واقلل من سرعة المشي ونالت الايام بعضاً من قوة البدن ولم يلمسني الوهن وانا اتكئ على شبابي الرائعين اشعر انهم قوتي وقوة نبضي وحلاوة ايامي …
يا ربي الامومة فخرُ .. وذكريات .. وبناء انسان .. يعني انك شاهق مثل تلك الجبال التي خلقها الله بقمته وسفحه لانه جبل يقاوم كل رياح تهب وقد يضم بين جنباته الماس واذهب والزمرد وكل المعادن الثمينة تنشأ وتنمو وتترعرع داخل التراب بعد مئات السنين من التكوّن وتظهر بهذا البريق الذي يقدر بثمن كبير وجمالية تزينّ بها الاعناق والايادي زينة ما بعدها زينة وجمال .. وورحمة لا تعرف النهاية ..تلك القلادة وذلك البريق والجمال هم اولادي الرائعين الذين تزدان بهم وتتجمل نفسي ، أزين بهم ايامي التي تفرح بهم واكتب آمالي واعلقها على صدورهم لكم احلى الايام ولي الامل ان اتابع كل حياتكم وهي تزدان وترفل بالسعادة والخير والنجاح والعافية …