القلم الذي لا يكتب

القلم الذي لا يكتب
رائد عبدالرحمن حجازي

أحد الأصدقاء روى لي ما حدث معه أثناء مراجعته لإحدى الدوائر ، حيث كانت له معاملة كان قد مضى عليها أكثر من سنتين ، وكلما ذهب للمراجعة بخصوصها كانت الإجابات تتراوح ما بين توكل على الله كلها أكمن يوم وبتكون معاملتك جاهزة أو أن المعاملة في المراحل النهائية لاتخاذ القرار أو انها تحت الدراسة ، ولا زال على هذا الحال منذ سنتين أو أكثر .
مؤخراً التقيت به وسألته عن تلك المعاملة طبعاً ليس من باب الفضول وإنما للإطمئنان . فكان جوابه مضحكاً وبنفس الوقت مؤلماً . فقال لي : يا أخي زهقت وأنا براجع بهالمعاملة وحملت حالي وفتت على المدير وشرحت له قصتي من طق طق للسلام عليكم . فما كان منه إلا أن طلب معاملتي على الفور واطلع عليها ثم تناول قلمه وراح يكتب ويُسمعني بصوت عالي ما كان يكتبه (تحوّل للقسم المعني للتنفيذ فوراً) وذيّلها بتوقيعه .
أنا : ممتاز يعني إنتهت سولافتك ؟
هو : لا والله بعدها
أنا : لويش ! مهو بتقول المدير حولها للتنفيذ
هو : أه وهاظ اللي أنا كنت مفكره مثلك . لكن بعد أكمن يوم راجعت القسم المعني وسألتهم شو صار بالمعاملة ؟ فكان الجواب كالعادة : بدها أكمن يوم وهي الآن في المراحل النهائية . فقلت للموظف : يا رجل المدير شرح عليها وأني واقف عنده وبالعلامة كتب عليها تحوّل للقسم المعني للتنفيذ فوراً !
أنا : وشو كان رد الموظف ؟
هو : فتح ملف المعاملة وقال لي تفضل شوف هاي صفحة الشروحات وما بيهاش شرح من المدير
أنا : لا يكون المدير شارح على ورقة ثانية بالمعاملة !
هو : نبشناها ورقة ورقة أني والموظف
أنا : طيب ما راجعت المدير مرة ثانية !
فقال لي ومع ضحكة ساخرة : لويش أراجعه ! مهو المكتوب امبين من عنوانه ، الظاهر أن المدير عنده على الطاوله قلمين ، قلم بكتب وقلم ما بكتب .
#رائد_عبدالرحمن_حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى