القطيع
ذكريات….
محمد طمليه
كنتُ ذات يوم تلميذا في الابتدائي/كنت واحدا من #قطيع بائس يذهب كل صباح الى #المدرسة على مضض, ولمجرد ان يتعرّض هناك لعمليات تنكيل يمارسها #معلمون حاقدون للغاية: كان الجميع كذلك, فالأب متجهم, والأم تشتم بوقاحة متناهية, والشارع مريب, وطاقم العائلة نام من دون عشاء: لقد اكتشفنا “الطبيخ” في وقت متأخر نوعاً ما.
افكر هكذا: لم نكبر, ولكنا نجونا.
المدرسة بحد ذاتها #عقوبة, و #المدير شرس, ومربي الصفّ تلقّى هدية هي عبارة عن “مطرق رمّان” يضبربنا به على المؤخرات, ومراسل المدرسة جاهز عندما تقتضي العقوبة استخدام “معدّات”: الحبال في المقدمة/المجريات كانت توحي ان الغاية هي اجتثاث الطفولة من جذورها.
نضع هذا جانبا, ونتكلم عن المعلم الجديد الذي جاءنا البارحة.
اذكر انه كان طويل القامة, قويا, وهناك شرر يتطاير من عينيه: ادركنا حالا ان الرجل ليس سهلا, فجفلنا بصورة جماعية, وصرنا لا نسمع سوى وقع قدميه الكبيرتين في الغرفة, ونبض قلوبنا في الصدور.
لم يتكلم مطلقا, بل ظل يرشقنا بنظرات سحقتنا تماما. ولكنه تكلم اخيرا, ببساطة, هكذا: “انت. قف. اسمك الكامل, وبلدك, واسم امك” فوجئ التلميذ بالطلب المتعلق باسم الام. فوجئنا جميعا. كارثة. ان اسم الام عار وعيب ويمكن ان يجعل التلميذ ذليلا الى الابد. الولد مرتبك ومصعوق, والمعلم مصمم. ثم انفجر التلاميذ في الضحك عندما قال الولد ان اسم امه “قطنة” وانفجرنا مرة اخرى قال احدهم “شيخة”, “بهيجة”, “فلحة”, و “ذيبة”.. وهكذا.
جاء دوري: من السخف ان اعترف بالحقيقة في هذا الجو الصاخب, مع قناعتي ان اسم امي معتدل: “حليمة” بقيت ساكتا الى ان كرر المعلم الطلب بجلافة متناهية, فوجدتني اقول: “سوسن”. وندمت..