القطامين بين طبيعة الظروف وظروف الطبيعة..

القطامين بين طبيعة الظروف وظروف الطبيعة..
قاسم الزعبي

كنت أتابع هذا الرجل أيما متابعة.. وكنت أقتنع به كباقي الشعب الذين وجدوا ضالتهم عنده.. من قرارات وحلول ونصائح…

هذا الرجل استطاع بكل دهاء ومهارة أن يلقم سبطانتنا ببارود فاسد لا يقتل نملة… وكأنه اعتاد كغيره من الساسة أن يمتهر فن الكلام والاقناع ثم ما يلبث أن يكون التطبيق لايوازي ذاك التنظير…

معن القطامين ماهر جدا في انتاج فيديوهات يتأنق فيها ويخرجها ويمنتجها بكل ما أوتي من مهارات اخراجية ليمارس فينا نظرية الاقناع البصري والسمعي معتمدا على حواسنا المعطلة وعاطفتنا المتأججة والتي تدعم أي شخص يعارض الحكومة…

معن القطامين تسلم وزارة العمل كونه رجل اقتصادَ.. وكنا قد نصحناه وزمرة من متابعيه بألا يقبل ذلك المنصب حتى لا يكون المنصب هولوكوستاً يحرق شعبويته الرائجة..

ثم خرج علينا بعد تسلمه الوزارة ليبرر قبوله المنصب… فأقنعنا بأن التشاركية في صنع القرار أفضل بكثير من النقد… فقبلنا ذلك وقلنا في قرارة نفوسنا فلنعطه فرصة حتى لا نطلمه ونكون نحن والحكومة قد ساهمنا في تجميع حطب محرقته الشعبوية…

معن القطامين رغم حبنا له وتقديرنا لعلمه لم يقدر حبنا له وتقديرنا لعلمه… بل أصبح أكثر ظهورا على أي وسيلة اعلامية.. فمرة عبر مقابلات فيسبوكية مبثوثة بالمباشر… ومرة عبر لقاءات تلفزيونية مخطط لها ومبرمجة أسئلتها…

القطامين الذي سأله أحدهم عن الضمان.. فأجاب بكل منطقية وعلمية (الضمان بسلم عليك).. وهنا أوقعنا معاليه بين ظنين لاثالث لهما… اول الظنون أن الضمان(بح).. فعبارة بسلم عليك هي كناية عن انتهاء الأمر وعدم جدواه… وثاني الظنون أن معاليه يسخر أيما سخرية ممن سأله ومن الشعب كافة…

أمس.. خرج علينا الدكتور معن وذلك بعد تعرضه لحملة كبيرة عبر وسائل التواصل والتي تطالبه بتطبيق جزء يسير من نظرياته التي اعتادها… فقال( أعطوني ظروفا طبيعية لتروا عملي..)

قبل الرد على هذه العبارة بالتحديد لا بد أن تعرفوا أن معن سياسي واقتصادي ومخرج ومنتج وشاعر وكاتب ومن عائلة مثقفة وسياسية.. اذ سجن أبوه ونفي ثم عاد وأصبح مديرا للتربية في الزرقاء وعمان ومستشارا في السفارة الاردنية في سورية…

معن حرم من ابيه بعد سجنه ثلاث سنوات بسبب بعثيته وارائه السياسية… وهذا يعني أن معنا عاش ظروفا قاسية واستطاع أن يكمل تعليمه…

وبما أن معناً عايش ظروفا قاسية… فهو يطالبنا اليوم بأن نعطيه ظروفا طبيعية لنرى عمله… طيب معاليك ماذا نقول لوصفي التل الذي عايش ظروفا صعبة وقاسية جدا وجدا ونهض بالبلد وحمى العرش انذاك؟ ماذا تقول لأبيك الذي سجن ونفي ثم رباكم وعلمكم أحسن تربية؟ ماذا تطلب من شعب اردني منهك ومنهمك وأنت تعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه؟

أرجوك يا دكتور معن.. كن منصفا… ولا تدق في أقفيتنا مسمارا اخر.. فوالله ما عادت المسامير والخوازيق تؤثر بنا وليس لها مكان أصلا في أقفيتنا…

إن كان لسان حالك يقول إن حلول الأرض انتهت.. وننتظر حلول رب السماء فاستقم أو استقل كما استقلت من اذارة المكتب الخاص للنسور…

أنت قبلت المنصب وأنت تعلم أن كورونا قضت على ما تبقى من أحلامنا وأمانينا… فلا تطلب منا ما لا نستيطع تقديمه لك…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى