القضايا اللقيطة / شبلي العجارمة

القضايا اللقيطة

من فهد شوي شوي إلی جابر وصولاً إلی الطقوس التلموذية التي تقام في مقام النبي هارون بالبتراء ،وحتی قضية عوني مطيع وشرکاه ،وکذلك قضايا مشابهة لا يتسع المجال لسردها فقد تم تداولها والکشف عنها بالصوت والصورة والوثيقة ولا زال المسٶول الأردني يتنصل هارباً من مسٶولياته،هذا المشهد لم أجد في اللغة ما يحاکيه سوی مصطلح”اللقيطة“ أو ”نطفة الحرام“ التي مرت في لحظة اللاوعي والخروج عن مألوف العادة والمعتقد والعرف ،فبعد أنّ بان حملها وانتفخت بطنها والتکهنات بدأت بالبحث عن تعليل الحکاية ، وبعد أنّ وضعت حملها وتکشف المستور تخلی کل الشرکاء وأصحاب العلاقة ومراکز القرار عن هذا الحرام والعيب والفضيحة ، وما نلبث أنّ نفتح أبصارنا ونستجمع قوانا ونلملم شتات عقولنا محاولين استيعاب ماحصل ،حتی يبدأ فصل ذر الرماد في العيون من تصريحات وبيانات وتبادل الاتهامات بحثاً عن الضحية الأضعف لذبحها ومسح السکين بصوفها ولطي ملف القضية .
وزير الأوقاف يستنکر ،ورٸيس سلطة الإقليم يصرح بالتشکيك بکل ما يدار ،ووزارة السياحة تصمت ثم تتحدث بخفوت وخجل ، وفي نهاية المطاف تتخلی القيادات ومراکز صنع القرار عن مسٶولياتها وتتنصل من واجباتها حتی تصبح هذه القضية أشبه باللقيطة أو ابن الحرام الذي يبحث عن أبويه أو أحدهما ولا يجد سوی مکان الخطيٸة التي ولد فيها وتم دفنه فيها دون معرفة الأسباب ومسببيها .
بات الوعي الشعبي وضمير المواطن ومنابر التواصل الاجتماعي أدوات رقابية فاعلة ذات مصداقية ودقة متناهية في کشف وجه المسٶول وتعرية جسد الحقيقة وفضح الألقاب الطويلة التي تسبق إسم المسٶول الذي سرعان ما يتخلی عن کل المسٶوليات التي يتضمنها دوره الجوهري، في حين أنّ الإعلام الرسمي الذي لا زال علی نظام واجب النسخ والتصحيح والتلقين يطخ في سکاکا بينما العرس في عرعر.
ولا زلنا نرقب حدثاً واحداًً نحدث أطفالنا عنه بأن الوزير الفلاني والمسٶول العلنتاني قدم استقالته علی خطأٍ أو خطيٸة اقترفتها يداه بسبب التسيب في داٸرته أو مديريته أو وزارته ،کما لا زلنا نتوق أنّ نشهد ملفاً لقضيةٍ واحدة تخص مراکز وصناع القرار قد تم طيها علی مسامعنا وأبصارنا حسب المقتضی القانوني العادل، فهل يا تری سنخرج من بوتقة ”موتة الفقير وفضيحة الغني ما حدا يدري فيهن “؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى