سواليف
تختلف التقارير التي تصنّف ترتيب الدول الأكثر سعادةً حول العالم، وذلك بسبب اختلاف المعايير والمؤشرات المعتمدة. لكن لعلّ القاسم المشترك بين مختلف التصنيفات هو احتلال فنلندا مراتب متقدمة على اختلاف المعايير المتبعة، وآخر هذه التقارير ما صدر قبل يومين عن معهد ليغاتوم البريطاني حول أكثر الشعوب سعادة.
هذا البلد الشمال أوروبي، يعتبر من أفضل الدول حول العالم وفق معايير مختلفة: من أكثر البلدان استقراراً وأكثرها أماناً (تصنيف غلوبال بيس إندكس). كما أن فنلندا أيضاً ثالث أغنى دولة في العالم، وفي المرتبة الثالثة في الدول الأقل فساداً (منظمة الشفافية الدولية)، والثانية لناحية التقدم الاجتماعي للمواطنين. ووفق صحيفة “ذا غارديان”، فإنّ النظام القضائي في فنلندا هو الأكثر استقلالية في العالم (تصنيف world justice project)، وأفراد الشرطة هم الأكثر ثقة، ويتمتع مواطنوها بأعلى مستويات الحرية الشخصية. كما أن سكان فنلندا يتمتعون بالمساواة الجندرية بين النساء والرجال، ويحتلون المرتبة الخامسة من حيث المساواة في الدخل. أطفالهم هم الأقل معاناة من سوء التغذية، كما يحتلّ المراهقون الفنلنديون المرتبة الثانية لناحية الشباب الأكثر قراءة في العالم.
لكن تاريخ فنلندا لم يكن دائماً بهذا الازدهار، فأكثر من 10 في المئة من سكان هذا البلد ماتوا من المجاعة بين عامي 1866 و1868، وذلك لأسباب طبيعية منها تلف المحاصيل الزراعية نتيجة الأمطار الكثيفة في الربيع والصيف. ومنذ العام 1868، بدأت فنلندا (كانت تحت الحكم الروسي وقتها) بوضع برامج لتنويع الزراعات المحلية وتخزين المحصول الزراعي.
ومع بداية تطوير الاقتصاد، بدأت تبرز قوانين تتيح المساواة الاجتماعية لتكون المرأة الفنلندية من أوائل النساء المرشحات لمناصب سياسية عام 1906. كما أن الكنيسة فرضت على النساء والرجال التعليم؛، فكانت تخضع أي ثنائي إلى امتحان قراءة قبل قبول إجراء مراسم الزواج منذ منتصف القرن التاسع عشر.
بعد الحرب العالمية الأولى، بدأت البلاد بالتركيز على التعليم الجامعي، حتى قيل إن أساتذة الجامعة هم من صنع شكلها الحالي (30 في المئة من الرؤساء كانوا أساتذة جامعيين، ورؤساء حكومات).
(العربي الجديد)