القسام مصحصح
فشلت عملية خان يونس التي قامت بها الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية مستعينة بقوات النخبة، والسبب ببساطة ان المقاومة في غزة مصحصحة، ولم تركن لحظة للكسل والهدوء.
العملية ملتبسة، فالتوقيت غريب جدا، حيث طاولة السياسة اثناء الهجوم الاسرائيلي كانت تعمل على انضاج اتفاقية تهدئة تريدها غزة واسرائيل بذات القدر من الحاجة.
ايديولوجيا، الصهاينة عدو غادر لا امان لهم، وجريمة خان يونس تؤكد المؤكد، لذلك على المقاومة ان تظل متيقظة، وقد اثبتت رغم ارتقاء الشهداء انها كذلك وبامتياز.
امنيا، الاحتلال كان يسابق الزمن من اجل تنفيذ العملية، وعلى ما يبدو، لأنه يريد تأسيس حالة تجسسية قبل الانخراط في تهدئة ينجم عنها تفاهمات ميدانية.
لذلك، تقررت العملية رغم خطورتها، ولكنها فشلت، وجوبهت بيقظة من المقاومة اثبتت للاسرائيلي ان كتائب القسام تعيش جاهزية لا يستهان بها.
سياسيا، أستبعد ان تكون العملية تعبيرا عن خلاقات داخل الحكومة المصغرة، واستبعد ان لا يكون نتنياهو بصورتها، فهذا التحليل لا يروق لي ولا اعتبره مناسبا لطبيعة المأسسة التي يعيشها العدو.
الاحتلال يشعر بالفشل، ومن يتابع ردود الفعل الاعلامية والسياسية عندهم لن يجد كبير عناء كي يدرك انهم يتلاومون، وانهم يشعرون بالخزي والعار المحلي.
من جهة اخرى، لن تتطور عملية خان يونس الى مواجهة شاملة «حرب رابعة»، فلا اسرائيل تريد ذلك ولا حماس ايضا، فالعملية انتهت بأرضها، والجهود المصرية ستحتوي التصعيد.
بل على العكس، ستثبت هذه المواجهة قدرتها التحريكية للتهدئة المنتظرة، فالعيون الصهيونية تنظر للشمال اكثر من الجنوب، واعتقد ان المقاومة اثبتت في ليلة خان يونس انها ند لا يستهان به.
غزة صامدة، مقاومتها مصحصحة بدرجة مرتفعة، ولكنها تستحق بعض التموضع والهدوء، تستحق ان ترتاح قليلا، وراحتها ستكون استعدادا اكبر لكل المواجهات.