القرارات الخاطئة لعنة على المؤسسات تتوارثها الأجيال…

القرارات الخاطئة لعنة على المؤسسات تتوارثها الأجيال…/ #عيسى_الشبول

بعض المسؤولين يتخذون قرارات ارتجالية بدوائرهم تسيء لتلك المؤسسات، وأقصد هنا القرارات التي تتعلّق بالإنشاءات وتغيير ملامح شكل البناء في المؤسسة أو الدائرة، وتستمر هذه الأخطاء عشرات السنين ويتوارثها موظفي تلك الدائرة وتصبح جزءاً من التركة فيما بينهم، ويتم البحث عن مسؤول جريء يُصحح تلك الأخطاء، وأكثر الأحيان لا نجده..مثال: المركز الثقافي الملكي..هذا المركز تمَّ بناؤه في مطلع الثمانينات من تصميم شركة انجليزية وتنفيذ شركة هندية ليستوعب الأنشطة الثقافية والفنية في العاصمة عمّان وتمَّ تصميمه على غرار مركز ثقافي في لندن، وروعي في تصميمه بناء قاعات مهمّة ومسارح ومقصورة خاصة للضيوف بحيث تُقام أنشطة في جميع القاعات في آنٍ واحد دون أن تؤثر أي فعالية على الأخرى من ناحية الإزعاج والمداخل والمخارج واستُخدمت مواصفات عالية في عزل القاعات، وتمَّ توفير نظام مُحكم لمكافحة الحريق، وكانت الإدارة والكادر والفنيين الذين يعملون به في بداية تأسيسه انجليز تمَّ تكليفهم لهذه الغاية..ومن ضمن أقسام المركز كان جناحاً للإداريين مُلحق به صالة تُستخدم ككفتيريا وكانت غاية في الجمال مُطلّة على أشجار وورود تسرُّ الناظرين…الشاهد من الكلام جاء مديراً(ولا أتكلّم بصفة شخصيّة)واتخذ قراراً بإلغاء هذه الكافتيريا وتحويلها الى مكاتب للموظفين..هكذا بكل مزاجيّة موُذية، وأصبح جناح الإداريين لا يصلح للإستخدام المكتبي بسبب خنق هذا المكان..وتابع عبقريّته بإنشاء سور أمام المركز ..وعندما سألته لماذا السور يا أستاذ؟؟!! (من الأمام بمحاذاة الشارع الرئيسي) قال بالحرف الواحد (خايفين من الحراميّة)..الشركة الإنجليزية التي صمّمته راعت في بنائه أن يكون من الأمام بدون سور (فقط أدراجاً جميلة وأشجاراً غاية في الروعة ممتدة حتى الشارع الرئيسي، وعدم وجود سور كان له التفاتة جميلة أنَّ الثقافة للجميع وبدون أي تقييد…السور حتى هذه اللحظة موجود والعبث بجمال واجهته الأماميّة ما زال مستمراً…
ليس المركز الثقافي الملكي وحده من تمَّ العبث ببنائه، الأمر مُتشعّب وفي مختلف الوزارات..في بلدتي الشجرة وفي المدرسة التي خرّجت كل الأجيال وما رافق ذاكرتنا من تصميم لطيف للبناء المدرسي وساحاته وحدائقه وأشجاره.. يأتي مسؤول نص كُم ويأمر بإعدام أشجار السرو التي يزيد عُمرها عن أكثر من ٨٠سنة من أجل بناء أجنحة أخرى وبناء أسواراً بين المباني…قبل سنة مررت من أمام المدرسة التي تعلّمت أنا وأبناء بلدتي فيها ودخلت أتجوّل فيها (من باب الحنين)..بصراحة شعرت بالإختناق من الأجنحة المُكتظّة والأسوار وعدم وجود ساحات وملاعب…واضح أنَّ أكثر المسؤولين لديهم تحسس من الأسوار!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى