
القتل كأثر جانبي
على غلاف رواية تراب الماس تجد عبارة مكتوبة تلخص المحتوى , والعبارة رغم غرابتها لكن وكانها لا تلخص الرواية فقط بل تلخص مجازية تراب الماس الذي يمثل جزء من طبيعتنا كبشرية .
عبارة (( عندما يصبح القتل أثرا جانبيا )) …
وكانها تلمح بقول أن كل دواء يحوي داءً اخر , فكأي علاج يحوي اعراض جانبية غير محببة الموت ايضا عرض جانبي للعلاجات التي استخدمتها الانسانية لحل مشاكلها .
تراب الماس ( او برادته مسحوق الماس بعد طحنه ) , ابتلاعه يؤدي لأورام وتقرحات على طول المريء والمعدة والامعاء والسبب ان تلك الحبيبات حادة جدأ ودقيقة جداُ بحيث ان التخلص منها بعد ابتلاعها وانتشارها في الجسم شبه مستحيل .
السخرية الحقيقة تتمثل بان هذا المسحوق القاتل مصنوع من الحجر الاكثر حباً لدى الجنس البشري ومن اكثرها غلاءً ايضاً .
فالحجر الاكثر لمعاناً هو الاكثر حدة وكباقي الاشياء الجميلة لامعة براقة ولكنها صلبة وقاسية وبقلة الحكمة تصبح قاتلة .
الغريب بانه وبسبب اعتقاد سائد في العصورالوسطى تم استخدام تراب الماس كعلاج للامراض , وفي الهند في فترة معينة تم استخدامه لعلاج مشاكل الاسنان , اليس حجرا ثميناً ؟؟ فمن البديهي انه علاج فريد حتى ان كان يسبب الموت !
ما الغريب ؟ فلطالما استخدمنا القتل للحصول على السلام .
والهجوم للحصول على الدفاع , لطالما حصلنا على الضجيج نتيجة للسكوت , وارعبتنا فكرة التقييد التي قد قد تكون نتيجة لاستخدام الحرية .
لطالما قتلنا قلوبنا لنستخدم عقولنا , ونادينا باسم العقل لقتل الحب .
حتى الكوكب لم يسلم من تراب الحجر الثمين ( فمنذ اكتشاف النفط ” الذهب الاسود ” بباطن الارض حتى قيدنا السماء بغلاف جوي أكثر سماكة .
فحضارة التكنلوجيا تقتل بسهولة الطبيعة .
وهذا ماذكرته سابقا ( تراب الماس ) مجاز واضح لما يحصل تماما على متن هذه الكرة الارضية .
فكما يقول الفيلسوف إيمانويل كانت (( من خشب الانسانية الاعوج لا يمكن صناعة شيء مستوي )) , وستبقى البشرية لاتمانع العمى التي قد تحصل عليه من المواد اللامعة .