القتل الرحيم بين اروقة الجامعات..
بقلم: د.فلاح العريني.
التعليم الوجاهي من ضروريات الحياة..
وقد تتفاوت الحاجة إلى #التعليم #الوجاهي من #تخصص #جامعي إلى آخر رغم اهمية ذلك في جميع #ميادين #التعليم..
الا أن الحديث عن تخصص الطب يستلزم جانباً عملياً أكثر منه نظرياً وبنسبة قد تفوق التسعين بالمئة..
فدراسة #الطب تستوجب #مختبرات #طبية وبيولوجية وتماس مباشر مع الأجهزة والادوات المخبرية، ويلحق بها جانب التطبيق العملي في #المشافي #الصحية سواء التابع منها للخدمات الطبية أو وزارة الصحة..
ولكن مانسمع به ونشاهده ومايصلنا من شكاوى من الطلبة عبر صفحتنا، يجعلنا نقف في حيرة من أمرنا حول سؤال استهجاني طارد للسلوك السوي، سؤال قوامه:
كيف يتم العبث بالعنصر البشري والتلاعب بحقه في الحياة والرعاية الصحية من خلال تخريج اطباء في المستقبل القريب وبالمئات ممن يحملون درجة البكالوريوس في الطب البشري والزج بهم بين سندان الحياة ومطرقة الموت دون خبرة أو أدنى مراتب الجانب العملي في التعليم؟
هذا مايحصل في جامعاتنا التي جنحت إلى التعليم الوجاهي ظاهريا، ولكنها كثفت من مصطلح ال (On Line) للكثير من مساقات الطب وخصوصا المواد المخبرية والجانب العملي، متعذرة بالخوف عليهم من جائحة كورونا، في الوقت الذي تقيم فيه الاحتفالات بالعام الدراسي الجديد وسط حضور مايقارب سبعمائة طالب وطالبة في مدرج طبي سعته الحقيقية لاتتجاوز الاربعمائة شخص.
أي تناقض تعليمي وأي سلوك خاطئ تلجأ اليه مثل هذه الجامعات..!!!
نعلم جيدا أن الكثير من جامعاتنا تلهث وراء المال لتغطية عجزها وسوء ادارتها المالية، من خلال الموازي دون حسيب أو رقيب، ولكن أن يكون ذلك على حساب طلبة الطب تماما فهذا عمل اجرامي وسلوك جرمي يقع تحت بند الجرائم المستمرة التي تستمر فيها النتيجة الجرمية بشكل متواتر..
مانسمعه من تصريحات اكاديمية ومبررات نجزم بأنه كلام غير دقيق وليس ذو معنى اطلاقا، فتوقيف القبول في الطب أولى من التمادي في الاساءة لمخرجات التعليم والتطاول على حياة البشر من خلال تخريج افواج شكلية تحاكي تخصص الطب دون أن تعيشه واقعا أو سلوكا..
جامعاتنا في مأزق خطير يتمثل بكارثة الأعداد الباهضة من الطلبة والتي تجاوزت الحد المسموح به بنسبة لايقبلها العقل ولاتتسعها ساحات الجامعات ولاتسامح بها الضمائر الحية، اضافة إلى النقص الشديد في اعضاء الهيئات التدريسية وزيادة نصاب العضو الاكاديمي على حساب نوعية وجودة التعليم..
اضف إلى ذلك تزاحم اعداد الطلبة في الشعبة الواحد بحيث وصل العدد في أحد المساقات إلى مئتين وسبعة عشر طالباً في إحدى جامعاتنا الفتية، علماً بأن قوانين وانظمة هيئة اعتماد الجامعات وضمان جودتها جعلت النسبة خمسة وعشرون طالبا لكل عضو هيئة تدريس في الشعبة الواحدة..
خلاصة الأمر إن غياب الوازع الوطني والضمير الحي الذي يصرخ بأمانة ووطنية ومسؤولية جعلنا نصل إلى مانحن عليه من خروقات كارثية يهتز اليها ضمير كل وطني شريف عاش لاجل هذا الوطن ونهضته..
حقاً مؤسفة ومؤلمة تلك الادارات الفاشلة التي اخذت على عاتقها التمسك بالكرسي على حساب الوطن وبزوغ شمس ابنائه.
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد..
اللهم أني استعين بك على ايصال صوتي قبل الندم..
د.فلاح العريني