
سواليف
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري، متوجهاً بالشكر للحكومة اللبنانية “على جهودها في إطلاق سراح الفاخوري”، بحسب تعبيره.
وحطّت طائرة أمريكية قادمة من قبرص الخميس في مقر السفارة الأمريكية في لبنان، حيث تواجد العميل عامر الفاخوري.
وكانت المحكمة العسكرية الدائمة في لبنان قررت إسقاط التهم بحق العميل لصالح كيان الاحتلال عامر الفاخوري، المعروف باسم “جزّار الخيام”.
وجاء قرارها على شكل قبول دفوع شكلية تقدّم بها وكلاء الفاخوري، بذريعة مرور الزمن على التهم الموجهة إليه.
وندد حزب الله في بيان قرار المحكمة العسكرية مشدداً بأن القرار جاء تحت ضغط الأمريكي للإفراج عن الفاخوري الذي كان ينسق مع جيش الإحتلال في فترة احتلال جنوب لبنان معتبراً بأن هذا اليوم هو يوم حزين للبنان والعدالة.
وأصدرت المحكمة العسكرية في لبنان الاثنين قرارا بإطلاق سراح قيادي سابق في مليشيا “جيش لبنان الجنوبي” الذي تعاون مع الجيش الإسرائيلي أثناء احتلاله جنوب لبنان خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وقضى قرار المحكمة العسكرية بكفّ التعقبات عن عامر فاخوري المعروف لبنانيا بـ”جزار الخيام”، من جرم تعذيب سجناء في معتقل الخيام وتسبّبه في وفاة اثنين منهم.
وأثارت عودة الفاخوري الذي يحمل الجنسية الأميركية، من الولايات المتحدة عبر مطار بيروت في سبتمبر/أيلول 2019 غضبا واسعا في لبنان وسط اتهامات بممارسته التعذيب داخل معتقل سابق في بلدة الخيام أثناء احتلال إسرائيل جنوب البلاد.
واعتبرت المحكمة أن الجرائم المسندة إليه “لجهة تعذيب سجناء في العام 1998 سقطت بمرور الزمن العشري (أي مرور أكثر من عشر سنوات على وقوع الجرم المدعى به)، وقررت إطلاق سراحه فورًا ما لم يكن موقوفا بقضية أخرى”.
ويلاحق الفاخوري في دعوى أخرى رفعها عدد من المعتقلين السابقين في سجن الخيام بتهمة اعتقالهم وتعذيبهم، إلا أن قاضي التحقيق لم يستجوب الفاخوري بعد ولم يصدر مذكرة توقيف بحقه نظرا لوضعه الصحي بعد اكتشاف إصابته بداء السرطان خلال توقيفه.
وغادر الفاخوري لبنان عام 1998 قبل عامين من الانسحاب الإسرائيلي، وفي العام ذاته صدر حكم غيابي بحقه بالسجن لمدة 15 عاما مع الأشغال الشاقة لاتهامه بالعمالة لإسرائيل.
واوقفت السلطات اللبنانية في أيلول2019 عامر الفاخوري الذي كان قيادياً في ما كان يعرف بـ”جيش لبنان الجنوبي”، وهو مليشيا مسلحة كانت تتعامل مع جيش الإحتلال في جنوب لبنان خلال الثمانينيات والتسعينيات.
وكان الفاخوري القائد العسكري السابق لمعتقل الخيام في جيش أنطوان لحد، على علم مسبق بموعد الانسحاب من جنوب لبنان في 25 ايار 2000، وتبلغ بالاجراءات العسكرية واللوجستية المقررة قبل ان يعرف اي مسؤول في جيش لبنان الجنوبي او غيره.
وسجن الخيام هو معتقل يقع على تل مرتفع ضمن بلدة الخيام في موقع حصين يطل على شمال فلسطين من جهة وعلى مرتفعات الجولان السورية من جهة ثانية ويؤمن السيطرة عليهما.
وقال معتقلون سابقون إن الفاخوري تولى مسؤولية قيادية في معتقل الخيام حيث سجن وعُذّب المئات من اللبنانيين والفلسطينيين خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الجنوب والتي استمرت 22 عاما حتى العام 2000.
واتهمت منظمة العفو الدولية “جيش لبنان الجنوبي” الذي كانت إسرائيل تموّله وتسلّحه، بارتكاب أعمال تعذيب “منهجية”، لا سيما في معتقل الخيام.
وضمّ ذلك الجيش مجموعة من نحو 2500 عنصر، وتشكل إثر انشقاق وحدة من الجيش اللبناني عن القيادة عام 1976 خلال الحرب الأهلية (1975-1990) بعدما جرت محاصرتها في الجنوب، وراحت تقاتل المليشيات الفلسطينية واليسارية آنذاك.
وفرّ كثيرون من عناصر وأفراد عائلات المجموعة إلى إسرائيل في العام 2000، ويواجه المتعاملون اللبنانيون مع إسرائيل عقوبات قاسية قد تصل إلى السجن مدى الحياة.




