القانون السابع: قانون النجاح والتفوق

القانون السابع: #قانون #النجاح والتفوق

أنس معابرة

إذا ما نظرتَ من حولك ستجد أن الناس يختلفون بشكل كبير، يختلفون في مستوياتهم الفكرية والثقافية، وفي مستوياتهم التعليمية، بل حتى في مستوياتهم الاقتصادية والإجتماعية. ولكن هل كتب الله على البعض أن يصلوا الى مراحل متقدمة في التعليم؛ بينما كتب على البعض الآخر أن يضل يقبع في أوحال الجهل؟ وهل منح الله الهداية والتوفيق والنجاح للبعض؛ وحُرِم منه البقية الباقية؟

ربما تجد أن الأخوة من نفس الأسرة، ومن نفس الأب والأم، وتشاركوا نفس ظروف الحياة والمعيشة والتربية، وتعرضوا لنفس ضغوط الحياة ومصاعبها، وواجهوا تقلباتها المختلفة، ولكن إنتهى الأمر في أحدهم طبيباً أو مهندساً أو أماماً لمسجد أو داعية مشهور أو رجل أعمال، بينما الآخر يعمل في دكان صغير، أو يمتلك حرفة بسيطة، وربما إنتهى به الأمر في أحد السجون لإرتكابه جريمة ما. فما هو وجه الإختلاف بين الإثنين؟ لماذا كان التوفيق والنجاح من نصيب الأول، بينما عانى الثاني من غيابه عن حياته؟

كنت قد كتبت في الماضي مقالاً بعنوان: “عشرة نصائح لتوجيهي مثالي”، ذكرت فيه عشرة أسباب تقود طلاب الثانوية العامة الى النجاح والتفوق، وهنا نذكر الأسباب التي تدعم نجاحنا وتميزنا في هذه الحياة شكل عام، وتكتب أسماءنا في قوائم الناجحين والمتفوقين، وتجعلنا ممن يشار إليهم بالبنان بين جميع افراد المجتمع.

  • توفيق الله وهدايته

لقد كان لسيدنا يعقوب عليه السلام إثنا عشر ولداً، فلماذا كان يوسف عليه السلام من بينهم من رأى بأن الشمس والقمر وأحد عشر كوكباً يسجدون له؟ ولماذا خصه الله بالنبوة من بينهم؟ ولماذا رفض أحد أبناء سيدنا نوح عليه السلام الإيمان بالرسالة بينما آمن البقية؟ ولقد كان لعبد المطلب عشرة من الأبناء، فلماذا كان عبد الله هو من يقع عليه الإختيار ليكون الذبيح من بينهم؟ ثم يفديه أبوه بمائة من الأبل ليكون هو والد الرسول صلى الله عليه وسلم؟

لقد كان الإختيار الإلهي هو الفيصل في كل الحالات السابقة وفي جميع الحالات المشابهة، وكانت هداية الله وتوفيقه هو السبب في أن أصبح يوسف عليه السلام نبياً يحكم مصر بكاملها بينما بقي إخوته يتضورون جوعاً، وهو السبب في أن هلك ابن سيدنا نوح الرافض للإيمان ونجى البقية؛ ليكون نسلهم هو الأساس للبشرية، وهو ذاته السبب في أن إختار النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبياً لخاتم الرسالات.

إن توفيق الله وهدايته هو السبب الرئيس الذي يكتب للبعض منا أن يتبع سبيل الحق، وأن يختار الطريق الصحيح لحياته ومستقبله. وبالمقابل يختار البعض طريق الضلال والفجور، لتنحدر حياتهم الى أسفل سافلين، ولا يذكرهم التاريخ بشيء.

فإذا أردت أن تنال من توفيق الله وهدايته ما يؤهلك لتحوز على النجاح والتفوق عليك أن تتبع أوامره وتجتنب نواهيه، فالصلاة والصيام والزكاة والصدقات وصلة الرحم والدعاء وقيام الليل والنوافل كلها عبادات تقربك من الله عز وجل ليشملك بتوفيقه وهدايته. ولقد خاطب الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: “وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْءٍ وأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا”، فلولا توفيق الله وهدايته وحمايته للنبي عليه الصلاة والسلام لنجحت محاولات البعض في خروجه عن مساره الذي إختاره الله له.

  • التخطيط

السبب الثاني من أسباب النجاح والتوفيق هو التخطيط، يجب أن تعرف منذ البداية من أنت، وماذا تريد من حياتك، ولماذا تعيش، وما هي أهدافك في هذه الحياة، وبالتالي تبدأ بالتركيز على الأمور التي تحقق لك تلك الأهداف وتوصلك اليها.

يجب عليك أن تقوم بوضع العديد من الخطط لحياتك، خطط قصيرة الأمد تمتد لأسبوع أو شهر وربما سنة كاملة، وخطط طويلة الأمد تمتد لعدة سنوات وقد تصل الى العشرات منها في بعض الأحيان.

تخطط أن تدرس مثلاً، وبالتالي تضع خطة لدروسك اليومية، وخطط لمراجعات إسبوعية، وخطط للإطلاع على المراجع المختلفة لتوسيع المدارك والآفاق. وتخطط جيداً لدراستك الجامعية، في أن تركز على المواضيع التي تبرع فيها، فليس عيباً أن تخطط لدراسة الفنون أو الرياضة لأنك تمتلك موهبة فنية أو ميولاً رياضية، وليس عيباً أن تخطط لدراسة ميكانيك السيارات مثلاً لأنك تهوى ذلك التخصص وتهوى السيارات، فمن المستحيل أن يكون الجميع أطباء أو طيارين، وربما كان نجاحك في تخصص معين كالرسم مثلاً، أكبر من نجاح طبيب إفتتح عيادته الخاصة وفشل في تكوين سمعة طيبة وشهرة واسعة.

ومن المهم جدا أن يحتوي برنامجك على عدد من الخطط البديلة في حال فشلت خططك الرئيسة، فربما تحول ظروف الحياة وصعوباتها في تنفيذ تلك الخطط، ويكون لك في الخطط البديلة المخرج والمنقذ من السقوط في بحور الفشل.

الإنسان الفاشل يتخبط في الحياة دون هدف أو غاية، لا يضع أية خطط قصيرة أو طويلة المدى، يسير في الحياة بعشوائية خالصة، يميل حيث يميل الناس، ويترك نفسه لظروف الحياة كي تتحكم بحياته كيفما إتفق، ينفق راتبه بالكامل في بداية الشهر دون تخطيط ثم يتضور جوعاً لبقية الشهر، لا يخطط لدراسة أو عمل أو إفتتاح مشروع، أو المشاركة في عمل ناجح، وبالتالي لن يتم إدراجه في قوائم الناجحين أبداً.

التخطيط عملية صعبة وتحتاج الى الجهد والصبر، والسير على الخطة يحتاج الى نفس طويل وعزم ومثابرة، وأبسط الأمور تحتاج الى تخطيط، وكنت قد أشرت في أحد مقالاتي سابقاً “إبريق الشاي والتخطيط الناجح” أن عملاً بسيطاً كإعداد إبريق شاي يحتاج الى التخطيط، والى عدة خطوات للوصول الى الهدف بنجاح.

  • إدارة الوقت

الوقت من الأمور الهامة جداً في حياتنا، وذلك لأنه محدود، وكن على دراية تامة بأن أي وقت تضيعه دون فائدة؛ سيكون على حساب موضوع هام قد أهملته، وستجني ثمرة ذلك الإهمال ولو بعد حين.

الإنسان الناجح يقدر قيمة الوقت جيداً، فيستيقظ منذ الصباح الباكر ليبدأ في إستغلال وقته بشكل مثالي، يقسم وقته خلال يومه بين العبادة والعمل أو الدراسة، ويضع للأهل والجيران والأصدقاء حصة من ذلك الوقت، وعند نهاية اليوم يجد أنه قد حقق كماً كبيراً من الأهداف، وأنه ما زال يسير حسب الخطة التي وضعها لنفسه، وقد تجد في “قانون البركة” الذي تم الحديث عنه سابقاً المزيد من الفائدة حول إستثمار الوقت وإستغلاله.

الإنسان الفاشل يقضي حياته دون إعطاء أية أهمية للوقت، يُضيع الكثير من وقته بين النوم والكسل، وبدل أن يقرأ كتباً أو أن يطالع فكرة بسيطة أو يراجعها تجده يدخل مع البعض في حوارات عقيمة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، قد يقضي وقته بين ألعاب البلاي ستيشن ومباريات كرة القدم والأفلام والمجلات الهابطة، ومتابعة صيحات الموضة وأخبار الفنانين والمشاهير.

إدارة الوقت لا تعني الحرمان من المتعة وممارسة الهوايات، بل تعني أن تمنح لكل شيء وقتاً مناسباً بما لا يطغى على موضوع آخر مهم، ويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: “إن لربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه”، وإذا ما طبقت هذه الحِكمة النبوية ستجد أنك قد حققت الإستغلال الأمثل للوقت دون إفراط أو تفريط.

  • إقتناص الفرص

قد يتاح لك في بعض الأحيان فرصة معينة، ربما تكون فرصة للإستثمار، أو الدراسة، أو السفر، فإذا لم تقم بإنتهاز تلك الفرصة وإستغلالها ستضيع لأحد أولئك الناجحين الذين يترقبون الفرص، وربما لن تعود لك تلك الفرصة مرة أخرى، وستكتب على نفسك الفشل.

ولكن لكي تقوم بإستغلال أية فرصة متاحة يجب عليك أن تكون جاهزاً في أي وقت، فعندما تريد الإستثمار الاقتصادي مثلاً؛ وجب عليك مراجعة أحوال السوق متطلباته، ودراسة الحالة المادية الخاصة بك، والإطلاع على العرض والطلب في الأسواق، وتحديد مجال الإستثمار بدقة بعد التأكد من النجاح، وإتخاذ جميع المحاذير لتجنب الخسارة والفشل.

وإذا ما أتيحت لك الفرصة للسفر والإغتراب بقصد الدراسة أو العمل، وجب عليك أن تكون متسلحاً بالمؤهلات العلمية والفنية، وأن تمتلك من الخبرة ما يؤهلك لدخول ذلك المجال بجسارة، فمن المستحيل أن تسافر بقصد الدراسة الجامعية وأنت تفتقر الى شهادة الثانوية العامة، أو أن تبحث عن فرصة عمل في دولة أجنبية وأنت لا تمتلك من المهارات ما يؤهلك لذلك.

الإنسان الفاشل هو إنسان غير جاهز في جميع الأوقات، تتاح له العديد من الفرص، ولكنها تضيع على مرآه ومسمعه، لم يؤهل نفسه ليكون جاهزاً حين تحين الفرصة ويقتنصها، بل تأتي الفرص وتضيع ويبقى هو في حسرته الدائمة عليها.

  • مرافقة الناجحين ومتابعة سيرهم

إذا كنت ممن يتطلعون الى النجاح ويرغبون به؛ يجب عليك أن تختار رفقتك على أساس النجاح والتفوق، فمن المستحيل أن تكون من الناجحين المتميزين وأنت تنعم بمجموعة من الأصدقاء الفاشلين في حياتهم ومستقبلهم.

يقول الله عز وجل في سورة الكهف: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا”، فإذا أردت النجاح في الحياة الدنيا والآخرة، وجب عليك أن ترافق تلك المجموعة من الناس الذين يساعدونك ويدعمونك ويشجعونك على الوصول الى تلك الغاية.

ويقال في الأدبيات: “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”، ففي نفس الوقت الذي تربَّع فيه آينشتاين على عرش العلم في عصره؛ كان له من التواصل والمراسلات والنقاشات مع غيره من العلماء ما قاده الى الوصول الى نظرية النسبية، ولم يكن أحد ليعلم من هو ستيف وزنياك لولا أنه كان شريك ستيف جوبز في تأسيس شركة أبل عملاق التكنولوجيا الحديثة.

إذا لم تجد الى جانبك تلك الزمرة التي حققت النجاح أو تتطلع اليه، وجب عليك أن تتابع سير الناجحين، وأن تقرأ قصص نجاحهم لكي تتعلم من الصعوبات التي مروا بها، فبعضهم قد غامر بكل ما يملك من اجل مشروعه ووصل الى ما أراد، والبعض الآخر قد أعلن إفلاسه عدة مرات في سبيل النجاح قبل أن يحقق هدفه ويصبح من الأغنياء على مستوى العالم أجمع.

الشخص الفاشل يحيط نفسه بكوكبة من الفاشلين أمثاله، يتبادلون فيما بينهم أسباب فشلهم، ويتجنبون سيرة النجاح والتفوق، وإذا ما طرحت بفكرة للنجاح للخروج من الوحل الذي انت فيه، تسابق ذلك الجمع على تخذيلك وتثبيط عزائمك، وأقنعوك بألف سبب للفشل في تلك الفترة، بينما تغاضوا عن ألف سبب آخر لنجاحها.

في بداياتي ككاتب؛ حاول العديد من الزملاء في العمل والأقارب تثبيط عزائمي، وكانوا يشيرون الى قلة عدد المتابعين القراء لما أكتب، بل كانوا يشيرون الى بعض الأخطاء الإملائية التي أسقط فيها سهواً، بينما شجعني البعض على المضي قدما فيما أريد، وأشادوا بأفكار بعض المقالات التي أطرحها، ونصحوني بدورات متخصصة في الكتابة والنحو، كل ما فعلته في ذلك الوقت أن إستبعدت الفئة الأولى من قائمة المقربين وأبقيت على الفئة الثانية.

  • الشجاعة والإقدام

من صفات الشخص الناجح أنه شجاع مقدام، يمتلك من الجرأة ما يتيح له خوض غمار التجارب الجديدة، ولا يمنعه التردد من الدخول في مشاريع جديدة سواء كانت تعليمية أو إستثمارية.

الإنسان الناجح ليس خجولاً يتخفى في أثواب الآخرين، تجده دائماً في الصف الأول من الأحداث، متكلم لبق يقنع الآخرين بحوارات منطقية واقعية، لا يخشى الحديث أمام العامة في المناسبات والإجتماعات.

وعلى الرغم من شجاعته وجرأته، إلا أنه إنسان واقعي لا يسبح في فضاء الخيال، بل تجده مقداماً في الأمور بعد الدراسة المستفيضة للأحداث، ومتابعة حثيثة للمستجدات، وتخطيط دائم وتوقع لما قد سيحدث في تالي الأيام.

الإنسان الفاشل هو شخص جبان، يخشى دائماً من المستقبل، لا يمتلك الجرأة اللازمة لخوض التجارب الجديدة، ويخشى كذلك الدخول في مشاريع جديدة، بالنسبة له البقاء في الواقع المظلم أفضل بكثير من الإتجاه نحو المستقبل الغامض، وبالتالي لا يسعى للتغيير في حياته.

  • التفاؤل

التفاؤل هو صفة مصاحبة للإنسان الناجح، يرى شعاع الأمل مهما كان ضعيفاً وخافتاً، يتطلع دائماً الى الجانب المشرق من الأحداث.

قد يذكر البعض أن من التفاؤل أن ننظر دائماً الى نصف الكوب المملوء بالماء وألا ننظر الى النصف الفارغ، ولكن الإنسان الناجح هو من يستطيع أن يستغل ذلك الماء الموجود كأن يشربه أو أن يجد من يشربه، أو يسقى به شجرة ليجني منها ثمرة بعد حين.

من أهم شروط التفاؤل هو أن ترافق مجموعة من الأشخاص الإيجابيون، الذي يدعونك دائماً الى التفاؤل، ويعتبرون الفشل هو خطوة نحو النجاح، كما قال أديسون حين كان يعمل على تطوير المصباح الكهربائي: “أنا لم أفشل، ولكني وجدت 1000 طريقة لا يعمل بها إختراعي”.

الإنسان الفاشل هو شخص متشائم، لا يرى من العين إلا سوادها، ولا من المستجدات إلا سلبياتها، قد يذكر على مسامعك الكثير من السلبيات لمشروعك حتى المستبعدة منها، ولكنه لا يذكر أية إيجابية واحدة لذلك المشروع.

يعمل الشخص الفاشل على تهبيط عزائم الآخرين من حوله، فكما أنه إنسان سوداوي النظر يعشق الفشل دائماً؛ فهو إنسان لا يحب أن يرى النجاح ويكره أن يرى الأشخاص الناجحين من حوله.

  • التربية الذاتية

إذا وضعت مبلغاً من المال في جيب إثنين من الشباب، وطلبت منهم قضاء ليلة خارج المنزل، كيف تتوقع أن تكون تصرفات كل منهم؟

قد يستعمل الأول ذلك المال لقضاء ليلة في أحد النوادي الليلية، أو أن يصرفها على المنكرات، بينما يقوم الآخر بإستثمار ذلك المال أو يدخره للمستقبل، وربما يقضي ليلته معتكفاً في أحد المساجد.

الإنسان مخير في تصرفاته، وضح له الخالق عز وجل الطريقين، وأتاح له حرية الإختيار بينهما، فلقد قال الله عز وجل في محكم كتابه: “وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ”، وسوف يحاسبه الله يوم القيامة على الطريق الذي إختاره لنفسه.

التربية الذاتية هي ذلك النوع من التربية الذي يكتسبه الإنسان شخصياً، ربما قد تكون ناتجة عن كتاب قرأه، أو شريط إستمع له بينما كان في الحافلة أو السيارة، أو ربما تنتج عن تجارب شخصية مر بها خلال حياته، أو من خلال تجارب حدثت للآخرين وكان شاهداً عليها.

إذا أردت أن تكون اك تربية ذاتية إيجابية؛ وجب عليك إستقاء خبراتك من مصادر نقية، وسيكون لك في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه والصحابة الكرام وتابعيهم معيناً لا ينضب من حالات النجاح والتفوق المتميزة.

الصحابي سلمان الفارسي من أشهر الأمثلة على ذلك؛ تخيل أن تكون المسؤول عن المحافظة على نار الفرس مشتعلة، ثم تبدأ بالبحث عن الحقيقة، وتجوب البلدان والمدن، وتتعرض للإستعباد والقهر، ولكنك لا تكف عن البحث عن الحقيقة، الى أن تصل الى الحقيقة، وتلتقي بالنبي الكريم، ويسجل لك التاريخ حضوراً لا ينساه البشر. وربما قد تجد في سيرة الداعية “يوسف أستس” أيضاً مثالاً لما أرنو على توضيحه.

تقول مارجريت تاتشر: “يظن الناس أنه ليست هناك مساحة كافية على القمة، إنهم يميلون للتفكير بأن القمة هي قمة إفرست التي لا تقهر، وأقول هنا أن هنالك مساحة هائلة تتسع للكثيرين على القمة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى