القانون الرابع عشر .. قانون الخطأ والصواب

القانون الرابع عشر
#قانون #الخطأ و #الصواب

أنس معابرة

إنتشر مرض الطاعون في العالم خلال العصور الوسطى، وتحديداً في القرن الرابع عشر للميلاد، وتفاوتت الدراسات في تحديد عدد القتلى نتيجة ذلك المرض الخبيث، فبعض الدراسات تشير الى أنه قتل ما يُقدًّر بنحو 75 إلى 200 مليون شخصاً وفقاً للمؤرخ فيليب دايليدر.
في عام 2007، أشارت البحوث الأخيرة إلى أن 45% إلى 50% من سكان أوروبا بشكل عام ماتوا خلال أربع سنوات بسبب الطاعون، ففي أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وإيطاليا وجنوب فرنسا وإسبانيا، حيث انتشر الطاعون لأربع سنوات على التوالي، ومات 75% إلى 80% من عدد السكان، أما في ألمانيا وبريطانيا مات 20% من عدد السكان، وفي الشرق الأوسط فإن الموت الأسود قتل نحو 40% من سكان مصر.
لا يَبدو أن حكومات أوروبا إستجابت لهذه الأزمة بشكل إيجابي، لأنه لم يكن أحد يعرف سبب أو كيفية إنتشار المرض في عام 1348، إذْ أنّ انتشار الوباء كان يتميز بسرعة كبيرة، لدرجة أن الأطباء لم يكن لديهم وقت للتفكير في أصوله، وقد كان من المألوف أن يتعرض نحو 50% من سكان المدن للموت، بل حتى الأوروبيون الذين يعيشون في مناطق معزولة، كانوا يعانون من ذلك المرض.
بينما كان المعالجون في القرن الرابع عشر عاجزين عن تقديم تفسير لسبب إنتشار المرض، لم يفكر أحد في ذلك القرن في مكافحة الفئران والقوارض كوسيلة لردع الوباء، فقد حدثت العديد من الهجمات العنصرية في ذلك الوقت، وبدأ الناس يعتقدون أن غضب الله هو ما أدى الي ذلك. ففي آب/أغسطس 1349، حدثت إبادة جماعية وموت جماعي، وساد الإعتقاد لدى العامة بأن الطريقة الوحيدة للشفاء من المرض من خلال نقله الى شخص آخر، لدرجة أن المرضى كانوا يقتحمون البيوت على الناس ويبادلونهم الأحضان، بقصد نقل المرض اليهم والنجاة بأنفسهم.
وفي مطلع عام 2019 إنتشر وباء كوفيد 19 المعروف ب “كورونا”، بدأ العلماء على الفور في تحديد سبب المرض، وتمكنوا خلال فترة قصيرة من التعرف على الفيروس المُسبّب للمرض، وتلخصت نصائحهم في الإنعزال وتجنب الإختلاط والأماكن المزدحمة، لدرجة أن الكثير من الدول أغلقتْ حدودها ومطاراتها، وأوقفتْ الكثير من النشاطات الاقتصادية، وتم تأجيل العديد من الأحداث العالمية المهمة، وأصيب مئات الملايين بالمرض، ومات بسببه عشرات الملايين، لدرجةٍ عجِزتْ فيها بعض الدول مثل الهند عن التخلص من جثث الموتى، ودخل العالم في مرحلة من السبات. الى أن تمكن العلماء بعد مضي أكثر من عام على بداية الجائحة من تطوير لقاح فعّال ضد المرض، وتوزيعه على الدول، لتخف حدة المرض، ولكن خطره ما زال يتهدد العالم حتى كتابة هذه الكلمات.

• الخطأ والصواب؛ مسألة نسبية
لو قلتَ لأحدهم اليوم أن الناس في العالم خلال القرن الرابع عشر لم يعرفوا سبب وباء الطاعون، وعن معتقداتهم في سبب المرض وكيفية التخلص منه، لضحك من جهلهم في ذلك الوقت، ونظر الى تصرفاتهم تجاه المرض بأنها كانت خاظئة تماماً.
بينما ستختلف وجهة نظره عن طريقة تعاملنا مع وباء كورونا في القرن الحادي والعشرين، وسيقدِّر سرعة الكشف عن سببه، وتوفير العلاجات والأدوية، وتوزيعها للدول حول العالم، وسيرى بأنها طريقة صائبة تماماً.
ولكن كيف سينظر لنا الناس في القرن الثلاثين أو الأربعين؟ كيف سيرون طريقة تعاملنا مع وباء كورونا؟ هل سينظرون الينا بنفس الطريقة التي نظرنا بها الى الناس في القرن الرابع عشر خلال وباء الطاعون؟
إن الخطأ والصواب مبادئ نسبية، تختلف من زمن الى آخر، ومن شعب الى غيره، وتتأثر بالثقافة المجتمعية، والديانات، والعادات، والتقاليد الموروثة.

• ما نراه صواباً، قد يراه غيرنا خطأً
في الوقت الذي نرى أن “إكرام الميت دفنه” حسب شريعتنا الإسلامية، يرى الهندوس بأن “إكرام الميت حرقه”، وكانت الفراعنة ترى إكرامه في تحنيطه، ودفنه الى جانب كنوزه ومقتنياته، وترى بعض الثقافات بأن إكرامه في الإحتفاظ برماد جثته في قارورة، أو نثره فوق أحد الأنهار أو الجسور.
فالدين هو أحد المصادر الرئيسة التي تحكم على تصرفاتنا بالخطأ أو الصواب، فبر والوالدين مثلاً من أهم الأمور التي يحثنا الإسلام عليها، بينما نرى إهمال الآباء في الديانات الأخرى منتشر وبكثرة، لدرجة تصل بالوالدين الى رفع قضايا في المحاكم ضد أبناءهم للمطالبة بالرعاية والعناية والنفقة.
وتُعتبر الموروثات التي تربينا عليها، وتناقلها الأجداد والآباء عبر السنوات، من أحد مصادر تعريفنا للصواب والخطأ أيضاً، فوالد جدي كان يلبس الثوب والغترة، وجدي أيضاً، ومن بعدهم أبي، ووجدت نفسي ألبس الثوب بكل عفوية وسهولة، ولا أرتاح في لبس البنطال والقميص. بينما تجد بعض الثقافات لباسنا غريباً، ويفضلون البزة الرسمية، أو البنطال والقميص عليه.
وضع ساق على أختها امام الضيوف يُعتبر من قلة الأدب والوقاحة في عاداتنا، ولكنه عند الأمريكيين نوع من أنواع الود والراحة، والإستئناس بالضيف. وكذلك النظر في العين خلال الحديث الى شخص ما هو نوع من أنواع الإنتباه والتقدير في عادتنا، ولكنه يُصنَّف عند اليابانيين كشكل من أشكال الوقاحة والتعدي على الخصوصية.
الموروثات قد يكون لها دور أكبر مما تتوقع في تحديد الصواب والخطأ، وقد تتغلب أحياناً على التعاليم الدينية، أو المناهج التعليمية.
قرأت قصة لشابين إرتحلا من قريتهم الى المدينة بقصد دراسة الهندسة، وكانا يزوران قريتهم مع نهاية كل فصل، ويتناقشان في الأمور المختلفة خلال الطريق الطويل من والى القرية. إنتقد أحدهم فكرة مقامات الأولياء المنتشرة في بلادهم، وكيفية لجوء الناس اليهم في قضاء حوائجهم في مخالفة صريحة لتعاليم الدين الإسلامي، الذي نهى عن عبادة القبور والتقرب الى أصحابها، بإعتبارهم لا يضرون ولا ينفعون.
ولكن زميله كان له رأي مختلف، فلقد كان مقتنعاً بأن الأولياء لهم من الكرامات الكثير، ويقضون حوائج الناس وهم في قبورهم. وبعد فترة من النقاش؛ إقترح الأول طريقة لإثبات خطأ زميله، من خلال إشاعة وجود مقام لأحد الأولياء في منطقة مهملة من قريتهم خلال عودتهم اليها.
وبالفعل؛ قاموا بنشر الإشاعة بين الناس خلال زيارتهم للقرية، ولم تطل مدة إقامتهم هناك، فسرعان ما عادوا الى دراستهم في المدينة.
بعد عدة شهور عادوا الى القرية خلال الإجازة، وتفاجأوا بأن أهل القرية قد قاموا بتنظيف تلك المنطقة، وأقاموا فيها مقاماً لأحد الاولياء حسب الإشاعة التي أطلقوها بأنفسهم، ففرح الأول بتحقق وجهة نظره، ونظر الى زميله الثاني ليجده قد رفع يديه، وبدأ بقراءة الفاتحة أمام المقام المُزيف، الذي صنعوا أسطورته بأنفسهم.
فلم تحُل تعاليم دينه، ولا مستواه التعليمي من السير وراء خرافة صنعها بنفسه، وعندما شاهد المقام؛ لم يتمالك نفسه من الشروع بقراءة الفاتحة كعادته خلال زيارته للمقامات.

• أن تكون على صواب
ربما تكون على صواب في مسألة ما، ولكن يجب أن تتذكر دائمأ أن الصواب كما أسلفنا مسألة نسبية، فما يقع الى يمينك على سبيل المثال، سيكون على يسار مُحدّثك، وإذا كنت في الطابق الثالث؛ فإن الطابق الثاني يقع الى الأسفل منك، بينما يعلو من هم في الطابق الأول.
وإذا وصلت الى مرحلة اليقين في صحة مسألة ما، عليك أن تحترم آراء الآخرين ومعتقداتهم، وأن تراعي مصادر المعلومات المختلفة لديهم. لقد كان جاليليو غاليلي على صواب فيما يخص مسألة كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس، مؤكدأ على نظرية نيكولاس كوبرنيكوس في مركزية الشمس، ولكن كان للكنيسة آنذاك رأي آخر، ووصل بهم الأمر الى معاداته، والحكم عليه بالهرطقة، وفرض الإقامة الجبرية عليه، ومنع مؤلفاته وآراءه من التداول بين الناس حتى وفاته.
وبعد أكثر من مئة عام، إعترفت الكنيسة بخطئها، وسمحوا بطباعة كتبه وتداولها، وفي عام 1939 قام البابا بيوس الثاني عشر بوصف جاليليو ب “أكثر أبطال البحوث شجاعة، لم يخش من العقبات والمخاطر ولا حتى من الموت”.
وفي عام1992 تقدمت الهيئة العلمية بتقريرها إلى البابا يوحنا بولس الثاني، الذي قام على أساسه بإلقاء خطبة، وفيها قدم إعتذار من الفاتيكان على ما جري لجاليليو غاليلي أثناء محاكمته أمام الفاتيكان عام 1623، وحاول البابا إزالة سوء التفاهم المتبادل بين العلم والكنيسة، وأعاد الفاتيكان لجاليليو كرامته وبراءته رسميًا، وتقرر عمل تمثال له فيها. وفي عام 2008 قام الفاتيكان بإتمام تصحيح أخطائه تجاه جاليليو بوضع تمثال له داخل جدران الفاتيكان، وفي العام نفسه أشاد البابا بندكتيوس السادس عشر بمساهماته في علم الفلك أثناء إحتفالات الذكرى ال 400 لأول تليسكوب لغاليلي.
حاول أن تقدم الحجج والبراهين الدالة على صحة موقفك، ولكن بطريقة تراعي فيها ماء وجه الآخرين، وتأكد دوماً بأن كسب الأشخاص أفضل بكثير من كسب المواقف، تماماً كما فعل جاليليو، الأمر الذي كان سبباً في إعادة كرامته العلمية له، حتى ولو بعد 400 عام.
لقد كان الأنبياء على يقين تام بأن رسالتهم هي الصواب بعينه، وحاولوا إيصالها الى أقوامهم بالحسنى، من خلال الدعوة باللين، وتقديم الحجج والبراهين، تماماً كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه، وأمضى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 23 عاماً من حياته في محاولة إقناع قومه برسالته.
ويُستحب أن تكون دعوتك الى نظريتك مصحوبة بالأسلوب الجيد، تماماً كما فعل الحسن والحسين رضي الله عنهما في تعليم عجوز الوضوء، من خلال التظاهر بعدم معرفته بالطريقة الصحيحة، الى أن وصلت رسالتهم للعجوز، وأدرك صحة وضوءهم.

• إذا كنت على خطأ
يجب أن تضع بالحسبان أن ما تقوم به أو تقوله ربما يكون خطأ، وأنه من المستحيل أن تصل الى درجة الكمال والمثالية، وقبل أن تشرع في مجادلة الآخرين ومقارعتهم؛ يجب أن تقوم بمراجعة معلوماتك، والتأكد من صحتها.
لقد إتخذ الرسول موقعاً قبل بداية معركة بدر، ولكن سأله الحباب بن المنذر رضي الله عنه: “مَنْزِلٌ أَنْزَلَكَهُ اللهُ لَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَعَدَّاهُ، وَلَا نُقَصِّرُ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَة ُ؟”، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ”، فقال الحباب: “يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمَنْزِلٍ، وَلَكِنِ انْهَضْ حَتَّى تَجْعَلَ الْقُلُبَ كُلَّهَا مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِكَ، ثُمَّ غَوِّرْ كُلَّ قَلِيبٍ بِهَا إِلَّا قَلِيبًا وَاحِداً، ثُمَّ احْفِرْ عَلَيْهِ حَوْضاً، فَنُقَاتِلُ الْقَوْمَ، فَنَشْرَبُ وَلَا يَشْرَبُونَ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ”، فقال النبي الكريم: “قَدْ أَشَرْتَ بِالرَّأْي”.
وحاول الفاروق أبن الخطاب أن يضع حداً لغلاء المُهور، ووضع سقف لها بأربعمائة درهم، فإعترضته امرأة من قريش فقالت: “يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم؟”، فقال: “نعم”، فقالت: “أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟”، فقال: “وأي ذلك؟”، فقالت: “أما سمعت الله يقول: {وآتيتم إحداهن قنطاراً} [النساء، 20]؟” فقال: “كل الناس أفقه من عمر”، ثم رجع فصعد المنبر وقال: “إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل”.
من الوارد أن يقع الإنسان في الزلل بين الحين والآخر، ولكن التراجع عن الخطأ هو الصواب بعينه، بل هو شكل من أشكال الفضيلة، ولا يمنع الكِبر الإنسان من الإعتراف بخطئه والتراجع عنه، وتقديم الإعتذار في حال ثبوت الخطأ.
ومن الصواب أيضأ أن نقبل تراجع الآخرين عن خطئهم، وغفران ذلك لهم، وعدم الحكم عليهم بالفساد أو رفض كل أراءهم نتيجة لخطأ إرتكبوه، فذلك القبول قد يكون دافعاً لهم للبحث عن الحقيقة في مواضيع أخرى كان يعتقد أنه معتقداته صحيحة فيها.
إن الإصرار على الخطأ قد يُصبح أكبر من الخطأ نفسه، وبالتالي تكون قد جمعت بين خطئين؛ الخطأ، والإستكبار عن الحقيقة، لقد أخطأ آدم عليه السلام عندما أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، ولقد أخطأ أبليس حين رفض السجود لآدم عليه السلام بأمر من الله، فإعتذر الأول ورجع وأناب الى ربه، فأكرمه الله بالنبوة والرسالة وصار أبو البشر، وأصر الثاني على خطئه وعاند وأستكبر، ليصبح الشيطان الرجيم الى يوم الدين.

• القانون التراجعي في الخطأ والصواب
يتجدد الحديث عن القانون التراجعي الذي أشرت له في “قانون الألم”، وقد نجد له تأثيراً مهماً في مسألتيّ الخطأ والصواب أيضاً، بالإضافة الى إمكانية تطبيقه على مسائل مختلفة في حياتنا.
إذا وصلت الى مرحلة متقدمة من الإعتقاد بأنك على صواب في مسألة ما؛ فإن ذلك الإعتقاد سيعزز شعورك بعدم اليقين من تلك المسألة، وكلما زاد علمك في تخصص معين؛ إكتشفت بأنك لا تعلم شيئاً في ذلك التخصص.
أما إذا كان الشك يخالجك في مسألة ما بأنها خاطئة، فإنك ستسعى الى معرفة المزيد حولها، وستبقى في مرحلة من البحث الى أن تصل الى الصواب والحقيقة.
شخصياً أشبهُ العلم والمعرفة ببقعة ضوء في مساحة كبيرة من الظلام، وكلما إتسعتْ بقعة الضوء، زادت مسافة تماسها مع الظلام من حولها، وبدأت بإدراك جهات مختلفة من الظلام والجهل.
وكلما كانت تلك البقعة صغيرة؛ كلما كانت مسافة تماسها مع الظلام من حولها قليلة، وتبادر الى ذهنك أنك تعلم الكثير.
يقول أبن قتيبة: “لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه عالم فقد جهِل”.

خلاصة القانون

الخطأ والصواب مبادئ نسبية، تختلف من زمن الى آخر، ومن شعب الى غيره، وتتأثر بالثقافة المجتمعية، والديانات، والعادات، والتقاليد الموروثة.
الدين هو أحد المصادر الرئيسة التي تحكم على تصرفاتنا بالخطأ أو الصواب، وهو الذي يدفعنا الى أفعال الخير والبر، ويحذرنا من إرتكاب الأخطاء والمعاصي، تماماً كمثاليّ بر الوالدين وعبادة المقامات.
الموروثات قد يكون لها دور أكبر مما تتوقع في تحديد الصواب والخطأ، وقد تتغلب أحياناً على التعاليم الدينية، أو المناهج التعليمية.
العادات والتقاليد تتحكم في تصوراتنا للصواب والخطأ، وتتباين بين الثقافات والأمم والشعوب، مثل مسألة النظر في العين خلال الحديث، أو وضع ساق على أخرى أمام الضيوف.
إذا كنت على صواب؛ صاحب نظريتك بالحجج والبراهين، وتحلى بحسن الخلق والأسلوب الطيب، وتقبل وجهات نظر الآخرين.
إذا كنت على خطأ، لا تتحرج في طلب الحقيقة والسعي لها، وتراجع عن خطئك في الوقت المناسب، فالإعتذار عن الخطأ هو أول خطوة نحو الصواب.
من الممكن تطبيق مبدأ القانون التراجعي على مسألتي الصواب والخطأ، فعند إعتقادك بأنك عالم زاد مقدار إحساسك بجهلك، وكلما ظننت بأنك على خطأ في مسالة ما، زاد بحثك للحقيقة حولها، ومن المنطقي أن تصل لها، حتى ولو بعد حين
العلم والمعرفة أشبه ببقعة ضوء في مساحة كبيرة من الظلام، وكلما إتسعتْ بقعة الضوء، زادت مسافة تماسها مع الظلام من حولها، وبدأت بإدراك جهات مختلفة من الظلام والجهل. وكلما كانت تلك البقعة صغيرة؛ كلما كانت مسافة تماسها مع الظلام من حولها قليلة، وتبادر الى ذهنك أنك تعلم الكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى