القائد #بوتين يفقأ بالون #القطب_الواحد بدبوس #اوكرانيا..
ا.د حسين محادين
(1)
منذ سيادة القطب العولمي الواحد وانتهاء الحرب الباردة بداية تسعينيات القرن الماضي، لم تتجرأ اية دولة وبالمطلق في “عالم القطب الراسمالي المعولم والواحد” على مخالفة السطوة الغربية ممثلة بما عُرف بدول المركز في أيدلوجيتها الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية النافذة كونياً” الارض والفضاء” منذ ثلاثة عقود في الاقل، كما فعلت روسيا بقيادة بوتين , وتحديد مع لحظة بدء اجتياحها لاوكرانيا قبل يومين والمرشحة تداعياتها الى الاستمرار تباعا بشكل دائري عبر شعوب ودول العالم على هذه البسيطة استنادا الى اطروحات علم اجتماع السياسة .
إن هذا الاجتياح وأن كان موقعيا في اوكرانيا، فتداعياته ستحطم الكثير مما كان يُعتقد قبلاً بأنها قدر او مسلمات غربية ملزمة للدول والشعوب الاخرى.
(2)
لعل ابرز هذه التغيرات الكونية الجديدة التي ستفجرها بشكل صارخ جسارة قرار بوتين بعد ان طور وحصن بلده وعمق حضوره في العالم اولا، والذي تجلى في اجتياح اوكرانيا، ما يلي:-
- سيكون له نتائج تغييرية عميقة في إعادة تشكيل بنية وادوار النظام الكوني” الأرض والفضاء”بقسمات حياتية جديدة بالتدريج، بعد ان تبين بما لا يقلل الشك للمتابع، ان الدول الغربية المعولمة وبفكرها المنفعي الخالص لمصالحها وبعيدا عن اعلامها المسموع والمرئي فضائيا الذي يبيع الوهم للضعاففي عالم اليوم الهلامي، فالمعطيات التاريخية والميدانية تؤكد ان هذا الغرب”دول المركز” لا ولن تقاتل نيابة عن اعوانها/اتباعها دولا ام حكام، وما نتائج الربيع العربي وتخليها عن حكام عرب رحلوا الا دليلا مدعما لهذا الاستنتاج المترابط مع تخليها اليوم ايضا عن اوكرانيا البلد والحاكم معا ، وان مصالحها اولا، يمكن ان تقوم مع من يحكم ويخدم مصالحها اي كان حتى وأن كانت روسيا في مقبل الايام.
-ان التحالف الضمني بين روسيا والصين قد فتح شهية الصين مثلا نحو تايون والتي ربما تتجاسر عبر قرار بحاكي الاجتياح الروسي لاوكرانيا ان حدث فأن هذا يعني عمليا، تهاوِ متسارع لسطوة الدول الغربية المعولمة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تسيدت منذ ثلاثة عقود.
اخيرا.. ان القرار الروسي في هذا الاجتياح قد مثل نفسيا وميدانيا وشريعية دولية وخزا جديدا لشجرة حواس الشعوب المُستغلة والمتضررة من سيادة القطب الواحد الجشعة وهي الاكبر في العالم للأسف ، وبالضد من قِلة راسمالية معولمة مُستغِلة لضعف الكثير من البلدان وخصوصا ثرواتها البشرية و الثروات الطبيعية معا ، فهل نحن مقبلون -بغض النظر عن سرعة هذه التغيرات – على اعادة توزيع شكل وبنية النظام العولمي الجديد. بعد انجاز روسيا لقرارها الناري والذي سيبقى ملتها في اوكرانيا وغيرها بعد الآن..؟
لكن الثابت للبرز في استنتاجي ان الحياة وعناوين الشعوب والدول المضطهدة وأولوياتها في الانتفاض والبحث عن بيئة عادلة نوعا ما لم تعد بعيدة المنال كما كانت قبل قرار الرئيس بيوتن ونجاحه الكلي في تعرية خطاب وواقع الدول والسياسات الغربية المرة نتيجة ذات القطب الواحد وان القادم هو بداية التعدديات الدولية في المحصلة على الارجح بعد ان اخذ هذا العالم في الصحيان غالبا.
*قسم علم الاجتماع-جامعة مؤتة.