” الفلوجي يذبح ويهان ” من قبل الحشد / فيديو

سواليف

أطلق نشطاء وإعلاميون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، هاشتاغ “#الفلوجي_يذبح_ويهان”، عنوانا لحملة الغرض منها فضح الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحشد الشعبي بحق المدنيين من سكان مدينة الفلوجة.

وشملت الحملة نشر مقاطع فيديو وصور تظهر ممارسات التعذيب والإهانة التي تمارسها المليشيات الشيعية بحق أبناء المدينة الذين فروا من معارك تشنها القوات العراقية، مدعومة بمليشيات “الحشد” لاستعادة الفلوجة من سيطرة تنظيم الدولة.

وبحسب بيان لمنظمي الحملة، تلقت “عربي21” نسخة منه، فإنه “بعد اندلاع المعارك، ذبح السكان وأهينوا بلا رحمة ونكل بهم، من قبل مقاتلي تنظيم الدولة على أرض الفلوجة والقصف العشوائي، ومليشيات إيران على أطراف الفلوجة”.

وأكد البيان أن الهدف من الحملة “إيقاف الانتهاكات بحق المدنيين وعمليات القتل والتنكيل على يد الأطراف المتصارعة؛ ليسمع ويرى العالم ما يجري من جرائم”.

وتظهر لقطات من مقاطع الفيديو المتداولة، قيام عناصر المليشيات بضرب مدنيين عزل من سكان الفلوجة بعد طرحهم على الأرض بطريقة مهينة، وتوجيه جملة من التهم إليهم، على رأسها الانتماء لتنظيم الدولة، إضافة إلى إجبارهم على نعت أنفسهم بـ”النساء”.

ولاقت الحملة تفاعلا كبيرا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معربين عن تضامنهم مع سكان المدينة، التي يرى البعض منهم أن ما تعانيه الفلوجة هو ضريبة يدفعها أبناؤها نتيجة لمقاومتهم المحتل الأمريكي، منذ عام 2003 وحتى خروجه من العراق عام 2012.

وقال وزير المالية السابق رافع العيساوي في تغريدة له على حسابه في “تويتر”: “أين تفرون” هدد بها الحشد من يحاول الخروج من الفلوجة، وثقوا جرائم الحشد ضد المدنيين لمقاضاتهم.

من جهته، قال الإعلامي العراقي سرمد أكرم في تدوينة له على “فيسبوك”: “كما في كل معركة، داعش ليس هو المستهدف هناك معامل لإنتاج وتصنيع التطرّف عبر هذه الأفعال”، مرفقا مقطع فيديو يظهر فيه أحد عناصر “الحشد” وهو يعتدي على مدنيين من الفلوجة.

ويؤكد “عمر الجمال” وهو إعلامي وناشط عراقي في تغريدة له: “يُحتجز نحو 470 من أهالي الفلوجة والصقلاوية والكرمة في ثلاثة جملونات، كل أربعة بقنينة ماء، مع اعتبارهم متهمين حتى ثبوت براءتهم”.

أما الإعلامي زيد عبد الوهاب، فقد أعلن في تغريدة له على “تويتر”: “غرق 13 مدنيا من أهالي الفلوجة غالبيتهم من النساء والأطفال، حاولوا الوصول إلى الضفة الثانية باتجاه ناحية عامرية الفلوجة”.

وعلق الناشط “أحمد سعيد” على الحملة بالقول: “ناس راضعة حقد من 500 سنة تريدها توكف وتنصر مظلوم وتفرق بين مدني وداعش؟ هل تحتاجون جرعات أكثر من هذا كي تستيقظوا من أحلام الوطن؟”.

وتتهم منظمات حقوقية دولية مليشيات عراقية منضوية تحت مليشيات الحشد الشعبي، بارتكابها جرائم قتل واختطاف وحرق للمنازل ودور العبادة في المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة.

يذكر أن ناشطين بثوا في وقت سابق مقطع فيديو لقائد مليشيا أبي الفضل العباس، أوس الخفاجي، يقول فيه إن “الفلوجة هي منبع الإرهاب منذ 2004 وحتى يومنا هذا، ولا يوجد فيها شيخ عشيرة آدمي، ولا إنسان وطني ولا ملتزم دينيا، حتى في مذهب أهل السنة”.

وفي تحريض على أهل المدينة، قال الخفاجي في كلمة له أمام أتباعه، إن “هذه المعركة فرصة لتطهير العراق، لاستئصال ورم الفلوجة منه وتطهير الإسلام منها، فهذا شرف لا بد من المشاركة فيه وأن نناله، ويجب أن نكون من السباقين في هذه المدينة”.

العبادي يقر بالانتهاكات

واعترف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، السبت، بوقوع انتهاكات ضد أهالي الفلوجة، لكنه اعتبرها تجاوزات “ليست منهجية”، موجها بإيقاف متهمين بـ”التجاوز” على مواطنين خلال العمليات العسكرية الجارية في مدينة الفلوجة.

وقال العبادي إن “هناك أخطاء، وأنا أعترف، ولدينا مقاتلون شاركوا بمعارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد”، لافتا إلى “أننا لا نقبل بأي تجاوز، وأكدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان، وتحترم كرامتهم”، وفقا لبيان صدر عن مكتبه.

وأضاف أن “التجاوزات ليست منهجية، لكننا لن نسكت عنها، ولن نتستر على أحد”، مشيرا إلى “أننا أصدرنا أمرا بإيقاف بعض المتهمين بتهم قتل وتجاوز على المواطنين، وسيقدمون للعدالة”.

وكان تحالف القوى العراقية حذر، السبت، من استمرار “الانتهاكات” ضد أبناء الفلوجة، وفيما أشار إلى أن ما يجري في المدينة يمثل اختبارا وطنيا حقيقيا يحدد مصير المعارك المقبلة، لا سيما معركة الموصل، فقد حمل رئيس الوزراء مسؤولية إدارة المعركة بما يضمن الحفاظ على وطنيتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى