الفلوجة تموت جوعا

سواليف
فاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، الثلاثاء، مع هاشتاغ “#الفلوجة_تقتل_جوعا” عنوانا لحملة أطلقها ناشطون وإعلاميون عراقيون رفضا للحصار الذي تفرضه القوات الأمنية على المدينة.

وفيما أكدت الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار تردي الوضع الإنساني داخل الفلوجة، فقد دعا منظمو الحملة إلى إيصال المواد الضرورية للأهالي، بعد حالات انتحار عدة شهدتها المدينة.

ووصل عدد ضحايا الحصار المفروض على مدينة الفلوجة منذ سنتين، إلى نحو أربعة آلاف قتيل وستة آلاف جريح، قضوا نتيجة القصف والمجاعة والنقص الحاد في الأدوية، معظمهم من الأطفال والنساء، ورجال كبار، حسبما ذكرت هيئات إغاثية محلية.

وقال مدير حملة “الفلوجة تقتل جوعا” محمود القيسي إن هدفهم هو “الضغط على الحكومة المركزية للسماح بإدخال المساعدات اللازمة لأهالي الفلوجة المحاصرين”، مطالبا الحكومة وقواتها الأمنية بعدم “معاملة الأهالي الذين يقتلون جوعا جراء الحصار المطبق عليهم، معاملة تنظيم الدولة الذي استخدمهم كدروع بشرية”.

وطالب القيسي، سياسيي محافظة الأنبار التي تتبعها الفلوجة إداريا، ومجلس محافظتها، أن “يساندوا أهلهم في إيصال المواد الضرورية لإدامة الحياة بعد وفاة العشرات من الأهالي جراء الجوع، فهم يعتاشون على الحشائش وعلف الحيوانات الذي يستخدم كخبز بعد طحنه لمرات عديدة”.

حالات انتحار

من جهته، قال مفتي الديار العراقية رافع الرفاعي في حسابه على “فيسبوك” نقلا عن تقرير، إن “الأيام القليلة الماضية سجلت حالات انتحار في مناطق مختلفة من مدينة الفلوجة”، مشيرا إلى أن “أما وطفليها انتحروا بعد أن قامت الأم برمي أطفالها في نهر الفرات، ولحقت بهم هي الأخرى، بسبب الجوع ومقتل زوجها على يد تنظيم داعش”.

وقام رجل من أهالي ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة بالانتحار هو وعائلته بعدما تناولوا مادة سم الفئران، وذلك بسبب الجوع ومنعهم من قبل تنظيم داعش من مغادرة المدينة. وإن حالات وفاة بين الأطفال وكبار السن سجلت بسب نقص الغذاء والدواء، فيما أكدت مصادر طبية من داخل الفلوجة أن الأسابيع المنصرمة سجلت 13 حالة وفاة، ثمانية أطفال وخمسة من كبار السن، وفقا لما نقله المفتي.
من جانبه، دعا الإعلامي العراقي محمد العرب في مقطع مصور بثه على حسابه في “فيسبوك”، إلى التفاعل مع الحملة التي أطلقها ناشطون عراقيون لإنقاذ أهلها، من حملة تجويع مقصودة تتعرض لها المدينة من “مليشيات موالية لإيران و إرهابيي داعش”، لافتا إلى أن أهالي المدينة يقتاتون على الحشائش والأعشاب.

ودعا “العرب” المنظمات الحقوقية الناشطة في مجال حقوق الإنسان إلى الاهتمام بما تعانيه مدينة الفلوجة، لافتا إلى أن المدينة تتعرض لـ”إبادة” مرة أخرى بعد ما شهدته أيام الغزو الأمريكي على العراق، مشيرا إلى أن “جهات تسعى إلى تدمير المدينة من خلال حملات اغتيال وقصف ممنهج على مناطقها”.

دروع بشرية

إلى ذلك، قال مجلس محافظة الأنبار في بيان له الثلاثاء، إن “الوضع الإنساني لأهالي الفلوجة متردّ جدا والحياة أصبحت صعبة للغاية في المدينة ويتعرض المدنيون، خاصة النساء وكبار السن، لحالات الإغماء، وقسم منهم فارقوا الحياة وأقدموا على الانتحار بسبب نفاد الغذاء والدواء وعدم وجود متطلبات العيش فيها”.

وأضاف المجلس أن “تنظيمات داعش الإرهابية تقوم بمجازر وإبادة جماعية للمدنيين في الفلوجة من خلال فرض الإقامة الجبرية عليهم ومنع خروجهم من المدينة واستخدامهم كدروع بشرية، وقتل جميع المدنيين والأسر التي تحاول الخروج من الفلوجة أو الفرار من ظلمهم”.

ودعا المجلس في بيانه، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي إلى الإسراع في تحرير مدينة الفلوجة واستعادة السيطرة عليها، وفي حال تأخر تحريرها “ندعوه لفتح ممرات لإدخال مساعدات إنسانية وإغاثية للمدنيين المحاصرين فيها تجنبا لحدوث وفيات بسبب الجوع”.

يذكر أن محافظ الأنبار صهيب الراوي، ناشد في وقت سابق قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن إنزال مساعدات إنسانية جوا على المدنيين المحاصرين، وقال إن “هذه هي الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات بعد أن لغّم تنظيم الدولة مداخل المدينة ومنع المدنيين من مغادرتها”.

عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى