الفلسفة في المجتمع الأردني

#الفلسفة في #المجتمع_الأردني

بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

​يشهد المجتمع الأردني حاليّا وعيًا فلسفيّا شبه رسميّ، فقد نجح المركز الوطني للمناهج في إقرار مادة الفلسفة، وإدخالها ضمن مناهج التعليم بأشكال مختلفة بدءًا من الروضة، وحتى نهاية الدراسة الثانوية، ونجحت وزارة الثقافة قبل ذلك في إصدار عدد من الكتب الفلسفية، ونفَضت الغبار المتراكم عن مفهوم الفلسفة، وتقديمها إلى المجتمع وشبابه بطُرِق سهلة وميسّرة.

​ حصلت من معرض الكتب على عدد من هذه الكتب مثل: المعتزلة، وهي أول جماعة أعادت الاعتبار إلى العقل وتقديمه على النقل، أو على الأقل تأويل النقل ليناسب العقل أو ليكون قادرًا على تقبّل النقل، وكتابًا آخر عن الأخلاق عبر مختلف الثقافات والفلسفات العالمية، بدءًا من الفراعنة  ومرورًا بالبوذية والزرادشتية والكونفوشية،  والفلسفات اليونانية، والإسلامية والفلاسفة الحديثين، والمعاصرين، ووصولًا إلى تحديد مفهوم الأخلاق وعلاقتها بالإرادة الحرّة والاختيار، وليس إلزامًا وامتثالًا لأوامر خارجية.

​ فالأخلاق عقلية تنبع من الوجدان أو الضمير الداخلي للإنسان، وسأكتب بالتفصيل عن هذه الكتب، وغيرها من إصدارات وزارة الثقافة، وجهد وزرائها من باسم الطويسي، والعايد، وهيفاء النجار.

​كما يلاحَظ  تداعي الفلاسفة الأردنيين إلى تشكيل جمعيات فلسفية؛ لتقوم بخلق الوعي الفلسفي وحماية الفلسفة من غارات الجهل والتضليل.

​المطلوب هو إيجاد بيئة صديقة للفلسفة والتفلسف، وما أحوجنا إلى بيئة تحترم العقل، وتعيد الاعتبار إلى العقل العربي الذي خضع لقرون من الترهيب والتهديد والتكفير بل والقت!.

إن بيئة الفلسفة تتطلب حرّية تطلق العنان إلى العقل وتحرّره من أغلاله! هذه البيئة تحتاج تفلسفا مرتبطًا بحياة الأفراد والمجتمع! قيل عن فيلسوف كان يراقب النجوم، فوقع في حفرة أمامه حتى جاء سقراط وأنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، ورفع شعار “اعرف نفسك بنفسك” وهذه هي البداية الحقيقية للتفلسف!

​والبيئة الفلسفية السليمة تتطلب تفلسفًا  شابّا وليس كهلًا، وهذه هي مَهمّة قيادات الفلسفة!. أما إداريّو الفلسفة في المركز الوطني للمناهج، فمطلوب منهم الكثير!

​المركز الوطني تقدّم كثيرًا، وعلى المسؤولين الآخرين اللحاق به، فلا نمتلك الوقت لتفكير روتيني في بناء البيئة  الصديقة للفلسفة!

​تقدّم المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين بإعداد مشروع لتنمية مواهب معلّمي الفلسفة ما يبشّر بالخير!

​أكرّر، كان علينا البدء ببناء البيئة الصديقة للفلسفة قبل أشهر! نعم نحن متأخرون!! ولن نستطيع البدء بتدريس الفلسفة بعد عام من الآن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى