الفلسطينيون هم من اصل شرق اردني !

الفلسطينيون هم من اصل شرق اردني !
د. بهاء الدين التميمي

قد يستغرب البعض من العنوان ولكنها حقيقة تاريخية وجغرافية، فمعظم العرب وغير العرب الذين دخلوا فلسطين او ما يسمى حاليا فلسطين مروا على الاردن او استوطنوا فيها حقبا من الزمن قبل الهجرات بين شقي النهر شرقا احيانا او غربا احيانا، ولكن المؤكد ان معظم الهجرات بدأت من الشرق ، فالحدود بين الاردن وفلسطين هي أطول حدود وهي ممتدة جدا مقارنة بالحدود الفلسطينية مع مصر ولبنان.
حتى ان الكنعانيين والفينيقيين وهم امتداد لشعب واحد ما كانوا ليهاجروا من جزيرة العرب ويقفزوا عن الاردن فقد استوطنوا الاردن ومنها ذهب بعضهم لفلسطين،
وجاء العرب الأوائل وبدؤوا حضاراتهم من المنطقة بشكل عام ولَم يضعوا خرائط تفصل الشرق عن الغرب بل كانت القبائل التنوخيين تنتشر في بلاد الشام والعراق والتنوخيون منهم الانباط سكان جنوب الاردن، و الغساسنة في الاردن وسوريا والمناذرة اللخميين في العراق ، ورغم ان البيزنطيين حكموا فلسطين مع الاردن الا ان القبائل العربية كانت متداخلة سواء تحت حكم الغساسنة المباشرة او البيزنطيين المباشر ، فالقبائل اللخمية كانت تنتشر في وسط وجنوب الاردن و فلسطين وهم اولاد عم مع القبائل التنوخية الاخرى. ومن هذه القبائل الداريين الذين سكنوا منطقة الخليل والكرك.

وبعد الفتوحات الاسلامية جاءت كثير من القبائل العربية والكردية من شتى الاتجاهات الى المنطقة وغالبا ما تستقر في الاردن وتذهب لفلسطين ومن ثم تذهب للأردن وهكذا في هجرات داخلية لا تنقطع لها علاقة بمصادر الرزق والتجارة وكذلك العادات القبلية مثل الجلوات، وكذلك لها علاقة دينية ايضا بقدسية الأماكن مثلا كالقدس وبيت لحم.

من اكبر عشائر الاردن بني حسن، الذين جاؤوا بعد فتح صلاح الدين للأردن وفلسطين، وفِي فلسطبن اقطعهم صلاح الدين تسعة قرى من قرى القدس، وينتسب لهم في فلسطين خاصة في مناطق القدس حاليا اكثر من مئة عائلة، ومن العشائر الاردنية ايضا بني صخر في فلسطين ، ومنهم عشائر الزبن في بيت حنينا القدس وغيرهم، وهناك عائلات فلسطينية في الغور الفلسطيني من العدوان ايضا، كما ينتشر عرب الحويطات في مناطق مختلفة من فلسطين من عكا شمالا مرورا بقرية الطور بالقدس وأريحا وبئر السبع.

وعشائر الحمايدة منتشرون بالرملة وبئر السبع، كما ان هناك عدة عشائر فلسطينية ترجع للمومنية في عجلون وهناك عائلات فلسطينية مختلفة ترجع للعمرو في الكرك منهم عشيرة الجرادات والجعافرة في فلسطين.

ومن القصص المتكررة هو عشائر ترجع لنفس الجد على ضفتي الحدود، فمثلا ابو الدراهم القيسي عند هجرته للكرك قبل مئتي وخمسين عاما من الحجاز بقي ابنه بطش جد البطوش بالكرك وعاش باقي ابنائه في دورا الخليل واليه يرجع معظم عائلات دورا مثل ال عمرو، الحروب، درويش، العواودة وغيرهم.

وايضاً دلقمون وتهتمون اخوان هاجروا من الحجاز فذهب دلقمون لاربد وذهب تهتمون لفلسطين ، ونفس الامر بين عائلات الحيارات بالسلط وطوقان بنابلس، والنسور الأدارسة المغاربة بالسلط وأبناء نويهض في جنين وكذلك عشيرة العمري في الاردن مع العمري والمسادين في فلسطين وبني هاني في أربد والنمر في نابلس، وكذلك عشائر التل والشواقفة والرقاد بالأردن مع عشائر الزيادنة في فلسطين وكلهم احفاد ظاهر العمر.

وغيرها مئات ان لم يكن آلاف العائلات المشتركة التي بدأت في الاردن وانتهت في فلسطين او ذهبت لفلسطين ومن ثم رجع بعضها للأردن او انها جاءت من العراق والحجاز وانتشرت على ضفتي الحدود الحالية.

لا انفي في مقالي ان بعض العشائر جاءت من مصر او من الشمال ولكن الحدود الاردنية كانت هي في الغالب ملاذ حتى العشائر المصرية المهاجرة لفلسطين حتى ان موسى عليه السلام وقومه دخلوا العمق الفلسطيني من الاردن وما زال ضريح النبي موسى في نبو في الاردن شاهدا على ذلك فالطبيعة الجغرافية للمناطق شرق النهر ساعدت كثيراً من الشعوب القادمة للمنطقة من العيش شرق النهر قبل التفكير بالهجرة غرباً مقارنة مع الحدود الجنوبية المصرية لفلسطين مثلاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى