#الفخ
فوق #المنبر كان #الشيخ
يقرأ خطبتهُ عن ورقة
ملتزماً منتبهاً جداً
سكونٌ… تشديدٌ…. جزمٌ
لم يُخطئ في الصفحة الأولى بأيةِ حركة
يقرأُ للناس عن الطاعة
أطيعوا الحاكم….
إنَّ الطاعةَ رأس الحكمة
طفلٌ يلهو… أدار المروحة لصوبهِ فجأة
فإنثرت أوراق الخطبة
صمت الشيخ لفترة
الشيخ تلعثم
و الحال تأزّم
و ملامح وجههِ مُصفرّة
و بعد الجهر…خَبَأ الصوت
منكسراً تتخلله الغصة
قال أطيعوا الحاكم…
فالطاعة سادسةُ الأركانِ الخمسة
و الحاكم هو سيف الله
دون #الحاكم تسقطُ حتى أعظم دولة
قانون الحاكم قرآن
و إن إختلف مع الأديان
فالحاكم لا يخطئ بتّة
هاتوا تفسير الإنجيل …
و حتى تفسير القرآن
فحتماً من فسرها قديماً..وقعَ بهفوة
نظر الشيخ إلى الساعة
و تسللّ من خلف المنبر
مرتبكاً لم يدعو دعوة
سوو الصفّ… قال الشيخ
وإتَجِهو صوب المحراب…
بقلوبٍ خاشعةٍ وجِلة
و لعلها ساعةُ رحمان…
و الحاكم يَقبلُها التوبة
كَبَْرَ…. بَسمّل
و بعد الفاتحةِ تَمهلَ
لم يذكر أيات الخطبة
فقرأ أطيعوا الله…
و أنهى ( و أولي الأمر)
… َ… و طال الصمت
همس أحدهم…. (منكم)
فغمم (منكم) …
ركع الشيخُ بسرعة
قال لنفسهِ بقيت أخرُ جولة…
إنها أخر ركعة…
أنهى الفاتحةَ و لم يَتمهل
قرأ الكوثر
و ركعَ.. و… سجدَ… و حيّا…
ثم تشهدّ
و يميناً و يساراً سَلّم
ثم خروجاً شدّ الهمة
كلبٌ للحاكم أوقَفهُ…
فلم يدعو للحاكم دعوة
و لم يدعو لولاةِ العهد
بطولِ العمر و ستر العورة
فخٌ محكم…..
تلك مؤامرةٌ و أُحيكت…
مُنزَعِجٌ هو أمن الدولة
فأينُ الشكرُ و أين الدعوة
الخطبة تَنقصها الحِنكة
الخطبة لا تحمل عِبرة
هاتِ لسانكَ كي نقطعها…
فحلَّ الصمتُ لوهلة
و بكى الشيخ لفترة
و تجمّعَ بضعُ مُصلينَ …
و بهِ صرخوا….
ادعو لعلها ساعة رحمة
إدعو الحاكم أن يَحسَبَها مجرد زِلة
أليسل الحاكم ملكُ الرحمة….
ولا تحملُ أحكامَه قسوة
الموقف آصبحَ مشحون
فقال الشيخ….
فمن أحسن من ربي حكما…
و قرأ الكهف و قرأ النون
و دعا أن تنتهيَ الغُمة
طفلٌ عَلّق…..حُكمٌ منكر..
لتسقط كلّ كلاب الدولة
قال رجال الحاكم فوراً
هاتو الطفل…
إقطوا رأسه…
فقطع الرأس عقابُ الرِّدة
و هنا البعض إعترضوا…
و صوتُ الشجبِ تعالى بقوّة
طفلٌ يلهو يصنعُ فخاًّ
و شيخٌ ساذج فوق المنبر
شيخٌ قد نقصَتهُ الخبرة
و خطبةُ جمعة.. وليس بأكثر
تلكَ ثلاثٌ تصنع ثورة…
درسٌ واضح…
خلال السكرة… لا فائدةً تُرجى لفكرة
وكذلك إن هبت ريحٌ
و إشتعلت نيران الثورة
فلن يجدي ندمٌ أو حسرة