
#الفتنة وغاياتها، وتصحيح المفاهيم ضرورة وواجب.
#نايف_المصاروه.
أولاً.. . وقبل كل شيء، يجب ان نعترف ونصدق تماماً ، وبما لا يدع مجالاً لأدنى ذرة من الشك، بأن لكل من إيران وإسرائيل ، غايات وأهداف للتوسع، وعلى حدود وحقوق العالم العربي.
إسرائيل احتلت فلسطين منذ وعد بلفور، من اجل تحقيق حلم اسرائيل الكبرى، وهو احد مقررات موتمر بازل، والذي يعني التمدد لتحقيق ذلك الحلم، وفي كل كل الاتجاهات.
وهي اليوم كما بالامس تقتل البشر، وتقضي على الشجر وتغير معالم الحجر لتصل إلى تحقيق هدفها وغايتها.
وهنا يجب الإعتراف ، بان ما تحقق لإسرائيل ،سابقاً ولاحقاً ما كان ليتم، لولا وجود العناصر المهمة الثلاثة، القديمة والمتجددة وهي –
-التواطئ الأممي من قبل المنظمات الدولية والحقوقية.
- والتعاون الدولي الأوروبي المستمر، وعلى أعلى سدته أمريكا وفرنسا وبريطانيا.
- والامر الثالث هو حالات الضعف والتشرذم والتشظي العربي.
هذا كله كون لإسرائيل هذه الصورة القوية والإجرامية، وجعلها وصورها بأنها سيدة الشرق الأوسط، وصانعة القرار الأوحد فيه.
وإلا ماذا يسمى احتلالها لفلسطين، وسلسلة جرائمها في غزة وغيرها!
ومن أجل ذاك نراها تبطش هنا وهناك، وتتمدد وترعد وتبرق، ولا أحد يجرؤ على ممانعتها، بل إن من يظهر ممانعتها أو معادتها، يتهم بأنه عدو للسامية، ومجرم يستحق أقصى العقوبات الدولية.
حالة الخنوع والضعف والتشتت العربي، هي التي سهلت لكل الثعالب في مجتمع الغابة الدولي ، الجرأة والتمادي على العرب ،وذلك بغية الحصول على شيء من ” الحصة” أو الكعكة العربية.
وخاصة بعد رحلات مستر ترامب، وما نتج عنها، من الحصول على عدة تريليونات في ايام معدودات، وتكرار إعلانه بطلب المزيد.
ظهور النجم الإيراني ليس بجديد، فإيران التي تسعى من أجل إشعال نيران فارس مجدداً.
غايتها أيضاً الوصول إلى كل العالم العربي والإسلامي، من خلال الدعم المادي او التسليح العسكري للأفراد والجماعات، تحت عدة مسميات واهية، فتدخلت في شان العراق وقسمته إلى فرق وجماعات وطوائف، وكذلك فعلت في اليمن ولبنان، وكادت ان تفعل في سوريا وليبيا والسودان والصحراء الكبرى وغيرها.
ولذلك ما جرى بالأمس القريب من عدوان صهيوأمريكي على إيران، هو أمر حتمي وغير مستبعد.
والسبب في ذلك، محاولة إيران الدخول إلى نادي اصحاب حقائب الأزرار النووية، الأمر الذي لم يكن، من ضمن الاهداف التي رسمت لها، ولا من ضمن مخطط ثورتها
بمعنى أن إيران حادت عن الخط المرسوم لها، منذ إعلان ما يسمى بالثورة الإسلامية ، والتي من اهم أهدافها نشر مذهب التشيع، وإذكاء فتنة الطائفية في العالم العربي على وجه الخصوص.
وقد افلحت في ذلك، بعد ان رصدت وانفقت مئات المليارات من اموالها لتنفيذ مخططاتها، في ذات الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من الفقر والقهر.
العدوان الإسرائيلي على إيران، الذي بدأ صباح الجمعة الماضي، الغاية منه تدمير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، وقد تم ذلك إلى حدٍ ما.
فقد استطاعت إسرائيل في ساعات، ان تخترق كل أنظمة الدفاعات الجوية والاستخبارات الايرانية، وتجهز على قيادات الصف الأول، من العسكريين وبعض السياسيين والعلماء.
كما استطاعت ان تدك ترسانتها النووية ومصانعها ، وتشل القدرات العسكرية الإيرانية، والأهم من ذلك… استطاعت إسرائيل، ان تتفرد بإدارة المعركة وعلى الأرض الايرانية وفي سماءها.
وفي ذلك أيضاً، رسائل.. منها حرص إسرائيل، على البقاء بمظهر الدولة القوية، ذات القدرة على سرعة الحركة والرد والردع معاً ، والتي إن قالت فعلت.
وبالمناسبة الخسائر الإسرائيلية ، في أرض المعركة الإيرانية ، لا تكاد تذكر مقارنةً بحجم الدمار الذي لحق بإيران.
لكن وبالرغم من كل الاحتياطات التي اتخذتها اسرائيل، لتقليل نتائج الهجوم الإيراني المضاد، وبالرغم من تكرار الاعلان عن موعده.
وللحق بودي ان اعرف كيف لدولة تقاتل أخرى، تعلمها او تعلن لها ولغيرها، بموعد الرد العسكري عليها؟
المهم.. كان الرد الإيراني هزيلاً من وجهة نظري، من خلال النتائج مقارنة بعدد الصواريخ التي أطلقت.
فيما يقال كان الرد مزلزلاً بحسب إعتراف إسرائيل ذاتها ، بالرغم من قلة أعداد الضحايا البشرية، مقارنة بما فعلته إسرائيل في عدوانها على إيران أو غزة.
ولكن الرد الإيراني أصاب كبرياء إسرائيل، وضرب عمقها، وكسر شوكتها أمام شعبها ومؤيدوها، ودك قدراتها، وشل نظامها الدفاعي وقبتها وقدرتها الحديدية.
المحصلة..أن لكل من إسرائيل وإيران غايتهما ومقاصدهما.
وفي محاولتهما، لإثبات البقاء للاقوى، اتضح بانهما ليسا بالأقوى، وانهما يتصارعان لبقاءهما على أساس وجودنا كعرب ومسلمين.
من الضرورة بمكان ان نفهم جيداً، ان الهجوم الإسرائيلي على إيران كان له هدف وغاية، هو إظهار القدرة واستعراض القوة، وتقليم أظافر إيران عن التمدد.
ومن اجل إستكمال مشروع التمدد الصهيوني، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.
وأما الرد الإيراني فكان من اجل الثأر للكرامة التي أهدرتها إسرائيل وداست عليها، وليس من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، أو ردع اسرائيل عما ارتكبته في غزة.
وهنا اقول.. لكل أنصار إيران في ربوعنا العربية، إن كانت إيران صادقة فيما تدعي وتعلن، وبأنها تنتصر للمظلومين في فلسطين على وجه الخصوص.
فأين كان مثل هذا الرد الايراني، على جرائم الإحتلال الإسرائيلي في غزة أو غيرها من المدن الفلسطينية؟
وأين كان مثل هذا الرد، للثأر لدم اسماعيل هنية الذي تم تصفيته من قبل اسرائيل، وعلى الأرض الايرانية؟
وأين كان مثل هذا الرد على مقتل القيادي في جيشها قاسم سليماني، او زعيم حزب الله حسن نصرالله ومن معه، في جنوب لبنان؟
انا كأردني وعربي ومسلم سني، حقيقي، وليس صوره، أسعدني كثيراً وضوح الصورة، وبشكل اكثر، تعرية وجه إيران، وكشف حقيقتها ورد كيدها وإبطال زيفها وكذبها ودجلها، على الإمعات من العرب، لعلهم يستيقظوا، قبل فوات الأوان، لعلهم..؛
وبصدق اقولها… اسعدني… تدمير القدرات النووية والصاروخية الإيرانية، التي كانت اداة لمضايقات وتهديد الأمن لدول الجوار العربي.
كما اسعدني الرد الايراني على إسرائيل وضربها في عقر دارها، وكسر شوكتها، وقد وجدت في ذلك شيئا من الثأر لأطفال غزة ونساءها.
فمن رأى المشاهد في تل ابيب وغيرها، ودمار البنايات على رؤوس ساكنيها،وبعض المفقودين من الصهاينة لا يزالون تحت أنقاضها، يستذكر الصورة المشابهة تماماً، لما فعله الصهاينة في غزة.
وليدرك ان عدالة الله ستتحقق ولو بعد حين، والعذاب الآخرة أشد وأبقى، وهذا يتطلب أيضاً… ان يستيقظ العرب ويتوحدوا، ويكفي ان يكونوا على الهامش وفي ذُل وذيل القائمة.
ختاماً.. لكل الذين يتطالون على الأردن، ويتساءلون… لماذا يتم إسقاط الصواريخ الإيرانية المتجهة إلى الكيان الصهيوني، عبر الأجواء الاردنية، ويتهموننا بالعمالة..!
لهم ولغيرهم من الإمعات أقول..
أولا – الحرب بين إيران وإسرائيل، هي حرب تصفية حسابات بين دولتين لهما غاياتهما، والرد الإيراني على إسرائيل ، هو رد إعتبار سياسي وعسكري بين دولة وأخرى.
ولا ولن ولم يكن نصرة لفلسطين، ولا لأي من العرب أو المسلمين على الإطلاق.
وحربا مثلها… فما شأننا بها، وإلى جوار من نكون ولماذا؟
ثانياً.. الاردن… دولة تحترم سيادتها، فلا تسمح لكل وااالغ بالجرأة على حدودها أو حقوق سيادتها، وهو حق شرعي وقانوني وسيادي، دونه الدماء والأرواح.
السيادة تعني الكرامة، وهي رمز عزتنا، ولاااا بقينا… إن أُستبيحت كرامتنا.
الحق في الدفاع عن السيادة، لا يعرف معناه، مهدوري الكرامة ومعدومي الهوية، متسولي المواطنة، سفهاء الاحلام، ابطال الصوره من هواة وسائل التواصل، ومن السكارى والحشاشين وأهل التخزين.
وهنا أقول… إذا رضي البعض ان تكون أرضه وسماءه ممراً لطائرات الصهاينة ، فذلك شأنهم.
لكني اقول للبعض.. من العيب ان تكون مواطن لمسمى دولة، وفي ذات الوقت، تطلب تلك الدولة، من أمريكا التدخل، لوقف إسرائيل عن انتهاك مجالها الجوي؛
عيب… وخجل…؛
ختام الختام.. الأردن دولة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، في القومية.. فما تأخرنا يوما عن نصرة عربي أو مسلم، والتاريخ يشهد.
كما ان لنا هويتنا التاريخية والشرعية، ويكفينا فخراً، ان لنا قيادة عربية هاشمية، يمتد نسبها إلى بيت النبوة الشريفة، ومنه إلى عدنان ثم إلى إسماعيل ابن ابراهيم خليل الله عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
والكرامة والرجولة لها أهلها، وهي لنا عنوان، وأسألوا عنا…، فليس كل من ركب الخيل صار خيال.
وسلامتكم.
كاتب وباحث أردني