الفأل #الفأل
بقلم:الأستاذ الدكتور:حسين البطاينة
جامعة البلقاء التطبيقية
كلية اربد الجامعية
من قال هلك الناس فهو أهلكهم، والكاف في أهلكهم مضمومة بمعنى أن القائل أكثرهم هلاكا، وإن كانت منصوبة، فهي بمعنى أن القائل سبب هلاك الناس.
همسة في أذن كل من يلبس نظارة سوداء، ولا يرى إلا #الظلام، #متشائم قانط، يغير الحقائق، يذكر الأصفار دون الأرقام، جلاد للذات، نكار للإنجازات والنجاحات، محبط للمبادرات، والمبادأآت، شكاك على مدار الساعة، سيء الظن يبدل الحسنات بالسيئات، والخير بالشر، والإنجاز بالاخفاق، دائم التشاكي، والتباكي، والولولة، والتطير،والتأفف،الكل عنده متهم، والبراءة ترشح من جوانبه فقط، والفساد ديدن الجميع، والنزاهة عنوانه، لايرحم، ولا يلتمس الأعذار، يضع الشوك في الطريق، كامرأة أبي لهب، يلعن الظلام، ولا يشعل شمعة طيلة حياته، يرمي من حوله بالحجارة، أطرشنا بجعجعته، ولانرى له طحنا، رأيه صواب، ورأي غيره خطأ،هوالقوي الأمين الصادق، وغيره ضعيف، خائن كذاب.
هيا بنا ياصاح… نبدلها، فنلبس نظارة بيضاء، لنرى النور، والضياء، ونستشرف #المستقبل، نتفاءل، نعترف بالحقائق، والنجاحات، والإنجازات، نعزز المبادرات، والمبادأآت، نحسن الظن على الدوام، نبدل السيئات بالحسنات، والسلبيات بالايجابيات، والشر بالخير، والاخفاق بالنجاح، ليكن ديدنا الشكر، والحمد، والثناء،والعطاء،والمنح.
اعلم ياصاح أنه لايخلو انسان من الخير، والطيبة، حتى عنترة غير المسلم يعلمنا الوفاء للجار فيقول:
وَأَغَضُّ طَرفي ما بَدَت لي جارَتي.
حَتّى يُواري جارَتي مَأواها.
إِنّي اِمرُؤٌ سَمحُ الخَليقَةِ ماجِدٌ.
لا أُتبِعُ النَفسَ اللَجوجَ هَواها.
وأخيرا…
لا تصادق متذمراً، صادق من إذا تحدث أبهج، وإذا فعل أنتج، وإذا جلست مجلسه أضاف لحياتك علماً جديداً ، صادق من يحدّثك عن الجمال، والحب، والاطمئنان ، صادق من إذا رأيته ابتسمت، وإن خرجت من عنده أحببت الحياة.
واعلم أن الايجابية، والسلبية عدوى تنقل إلينا عند مجالسة الآخرين.
من بشائر القرآن. قال تعالى : كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر .
من عظمة القرآن ودقته وبلاغته أنه استعمل إذ الظرفية مع الليل، واستعمل إذا مع الصبح ، أتدرون لماذا؟
وهل كان يستوي أن يسبق كلمة الليل إذا، أو أن يسبق كلمة الصبح إذ؟
تأمل معي:
إذ ظرف لما مضى من الزمان ، وهي بشارة لنا بأن الليل، والقهر، والشدة، والعسر… إلى انحسار، وزوال، وانتهاء.
واستعمل إذا مع الصبح لأن إذا ظرف لما يستقبل من الزمان للدلالة على أن النصر، واليسر والفرج قادم لا محالة ، فهل هناك أعظم من هذه البشارة من رب العالمين؟
كن جميلا تر الوجود جميلا ياجميل…
حفظ الله البلاد والعباد