الغمر و الباقورة لنا وفلسطين لنا !!!

الغمر و الباقورة لنا وفلسطين لنا !!!
بسام الياسين

{{{ صادف السبت الماضي ذكرى وعد بلفور الـ ” 102 “، ومضى ربع قرن على معاهدة وادي عربة،ولم تتحقق وعودها بدفن الوطن البديل،ولا قيام دولة فلسطين.الانكى ان اسرائيل لم تحتفل بها كالعادة،فما الذي يكمن خلف الأكمة،وهل صدفة، جاءت الازمنة متطابقة }}} .

***وعد بلفور واتفاقية «عربة» ولادتهما مشؤومة، وتوابعهما كارثية. الوعد مزق قماشة الامة، وزرع فيها وبينها خوازيق الفرقة وطوق دويلاتها باسلاك شائكة ، لتصغيرها كي تصبح بلا حول ولا قوة، تمهيدا لدس بذرة الشر «اسرائيل» في رحمها. جاء وعد بلفور مثلما جاءت «عربة» نتيجة للهزيمة المنكرة وتراخي روح المقاومة ، وانتهاج سياسة هز الرؤوس بـ «النعم» امام الصهاينة بان فلسطين «ارض بلا شعب “، ظناً ان قادم الاجيال ستذوب في المنافي، وتضيع هويتها في المهجر، وتطمسها الدول المضيفة،لكن نبؤة حكماء صهيون وعربان الردة لم تتحقق واحدة منها،فالتمسك بفلسطين عربية ازداد قوة.

الفرقة الناجية من الخيانة، خيبت فألهم ، بانخراطها في المقاومة، و اشعال الانتفاضة، و ادخلت هذه المفردة عنوة في القواميس العبرية والانجليزية وحتى قواميس اللغات الميتة. لهذا فـ”عربة معاهدة وادي عربة” لم تتحرك خطوة،لهزال الحصان المكلف بجرها ولوضع الصهاينة الحصان خلف العربة لاستكمال المشروع الصهيوني بتهويد القدس، توسيع الاستيطان واحلال الهيكل مكان الاقصى . لذلك اصبحت “معاهدة عربة» صفحة سوداء، في كتابنا لان بنودها جرى تلحينها على انغام مزامير داود، وليس هناك اردني واحد – باستثناء – المطبعين – مستعداً للرقص على ايقاعها، رغم الحيل الفقهية التي سوقهّا فقهاء الشيطان لتبريرها، وضروب الشعوذة التي لجأوا اليها.وما عرفوا انها زُرعت في ارض مزوبعة، وسماء غاضبة !. فمن اين يأتينا اليهود بسلال العنب و انهار اللبن والعسل التي وعدنا بها المطبعون. ومنذ متى كانت الدبابير تعطي عسلا، وبطونها مليئة بالسم !! و اين هو اللبن المُصقى اذا كانت اسرائيل المحتلة تضخ لنا مياه ملوثة؟.

قبل التوقيع قلنا للمطبعين المتحمسين :ـ الثور اليهودي لا يدّر لبناً لكنه سيكسر جرارنا. اصروا على حلبة حتى لمسوا ذكورته بايديهم التي اخجلتهم. وذهبت فعلتهم مثلاً :ـ «قلنا له ثور … قالوا احلبوه ».. اما المتعطشون لانهار الخمرة فقد ُصدموا بعد ان جهزوا انخابهم، واعدوا «مازاتهم» بانتظار لذة الشاربين،لكن اليهود اسالوا مجاريهم على نهر الاردن حتى مغطس سيدنا المسيح عليه السلام لم يسلم من نجاستهم .هنا نستذكر مقالة كاتب مطبع، عريق بالنفاق،واحد من المبشرين بجنة المعاهدة عمل على استلاب الوعي وتضليل العامة بالقول :ـ ان «عربة» ستحول دبابات الميركافا الى تراكتورات زراعية، والمدافع البعيدة المدى الى انابيب ناقلة للمياه ، فيما المدافع القصيرة المدى ستستخدم لتصريف المجاري، اما الطائرات حاملات القنابل، فسيتم تحويلها الى طائرات رش للمبيدات الحشرية لحماية المحاصيل الزراعية و اشجار الفاكهة. وبعد ما آلت اليه «عَرَبةْ» من مآلآت مخزية على الكاتب صاحب النبوءة الكاذبة، ان يخجل من نفسه، ويطالب بصهر بنود « اتفاقية عَرَبةْ» الى اغطية للمناهل،بدل التي سرقها فقراؤنا من الشوارع ليبيعوا حديدها، ويشتروا به خبزا .

” عربة ” ذكراها اجراس تقرع الذاكرة.. وجع يضرب المفاصل،يشل الروح . استذكارها له طعم الدفلى، مذاق الحنظل. «عَرَبةْ» تشي بحكمة الخلل، وحسابات الزلل، فَمنْ يطفئ حرائقها في القلوب ؟ مَنْ يغسل قذاها من العيون ؟ . من يرش ماء زلالا على تراب غبارها المزوبعة.هو رجل الحكمة الاعقل ؟! حامل مفاتيح المستقبل ؟! العارف بالتاريخ قرآءة ورؤى … استشرافا و رؤيا !! مؤصل العروبة… معتق الرجولة… شروشه مشرشة في الارض المقدسة التي تستقي من ينابيع روحانية الاقصى. ذلك هو مَنْ يلقي بجثتها للغربان، ويُذرّي عظامها مع الريح.الاردنيون ينتظرون ذبحها قرباناً للكرامة الوطنية! اسالة دمها أُضحية لدماء شهداء الكرامة لتكون طهورا لهم، ولعودة الوطن طاهراً كالغيم، نقيا كبلور الماء العذب،فرحا بعودة الغمر و الباقورة ارضا اردنية لا تطأها قدم صهيونية دنسة بعد يومنا هذا،داخل ارض عربية محررة وبلا حدود ولا يهود من عرب او صهاينة ؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى