
#سواليف – اندونيسيا / بالي .
شارك #الأردن في أعمال #قمة_الثقافة_والتراث والفنون والدبلوماسية والابتكار (CHANDI 2025)، التي تستضيفها مدينة #بالي بإندونيسيا، ما بين الثالث والخامس من أيلول الحالي، والتي افتتحها وزير الثقافة الإندونيسي الدكتور فاضلي زون، مندوبًا عن رئيس جمهورية إندونيسيا، بمشاركة واسعة من وزراء الثقافة من مختلف دول العالم، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وممثلين عن منظمات وهيئات دولية وإقليمية.
ومثّل الأردن في القمة أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال الأحمد، إلى جانب السفير الأردني في جاكرتا الدكتور صدقي العموش، حيث قدّم الأحمد كلمة الأردن في الجلسة الافتتاحية المخصصة لرؤساء الوفود، وأكد من خلالها أن الثقافة والفنون تمثلان قوة ناعمة لتعزيز السلم العالمي والتقارب الإنساني، مشيرًا إلى مبادرات الأردن الثقافية، مثل: رسالة عمّان، وأسبوع الوئام بين الأديان، ودور المهرجانات الثقافية وفي مقدمتها مهرجان جرش في دعم الحوار والسلام، إضافة إلى دور الأردن في الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس وصون الهوية الفلسطينية.
وعقد على هامش القمة لقاء ثنائي جمع وزير الثقافة الإندونيسي مع الأمين العام والسفير الأردني، حيث جرى بحث استكمال مذكرة تفاهم ثقافية بين البلدين، تشمل التعاون في الإنتاج السينمائي، وحماية التراث مثل البتراء، والتبادل الثقافي والفني، إلى جانب السياحة الثقافية والدينية.
كما شارك الوفد الأردني في الجلسات النقاشية التي تناولت قضايا حماية الممتلكات الثقافية، ومكافحة الاتجار غير المشروع بها، ودور المعرفة التقليدية في بناء مجتمعات مرنة، وسبل تمويل مستقبل الثقافة، إضافة إلى علاقة الثقافة بالمخاطر المناخية والعمل المناخي.
وتُعد مشاركة الأردن في قمة “تشـاندي 2025” محطة مهمة لتعزيز حضوره الثقافي والدبلوماسي، وترسيخ مكانته كشريك فاعل في حماية التراث الإنساني وتعزيز التعاون الدولي من خلال الثقافة والفنون والإبداع.
وآتيا نص كلمة الأردن :
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي المبعوث رحمة للعالمين ..
رئيس الجمهورية الأندونيسية فخامة السيد فرابوو سوبيانتو،
أصحاب المعالي الوزراء،
أصحاب السعادة والعطوفة،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه ليسعدني ويشرفني أن أمثل بلادي، المملكة الأردنية الهاشمية، في هذا المؤتمر العالمي “قمة الثقافة والتراث والفنون والدبلوماسية والابتكار”، الذي تستضيفه أندونيسيا، بما تملك من أرث حضاري وتاريخ عريق وطبيعة خلابة وساحرة.
وزيادة على جمال الطبيعة التي تمتاز بها أندونيسيا، وطيبة وكرم إنسانها، فإن أندونيسيا تتصف بتنوعها الثقافي، وجمال فنونها، وعبق منسوجاتها المزخرفة على القماش، ومنحوتاتها التقليدية، وفنونها الأدائية، ومسرح الظل وفنون العمارة التي تمزج ما بين الإرث التاريخي التقليدي ونمط الهندسة الإسلامي.
وتكمن أهمية انعقاد هذا المؤتمر في ظل الكثير من الأزمات والأحداث والتحولات، التي يتم الرهان فيها على الثقافة والفنون والدبلوماسية ليكون لها دور في إحلال السلم العالمي، ورسم صورة مشرقة لمستقبل الأجيال.
الحضور الكريم،،
لقد نهض الأردن بالفعل الثقافي محليًّا وعلى المستويين: العربي والعالمي، واستطاع أن يوصل صوته إلى العالم من خلال الثقافة والفنون والآداب والفكر؛ فعزز من اتفاقيات التبادل الثقافي لوزارة الثقافة مع وزارات الثقافة الشقيقة والصديقة، بما حملته هذه الاتفاقيات من تأكيد للعمل المشترك والأفكار البناءة والإيجابيّة والشراكة القوية لصالح البشرية. وأودُّ تاليًا أن أقف على بعض هذه المحاور المهمة لدى بلدنا في هذا المجال.
فلقد عززت الثقافة دور الوصاية الهاشميّة على القدس الشريف، وأكدت لكل العالم جهود الأردن في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحيّة، من خلال المشاركة الأردنيّة الفاعلة في المؤتمرات والنشاطات والمهرجانات العالمية؛ وكذلك من خلال استضافتنا في الأردن لأعمال ومؤتمرات فكرية ونشاطات ثقافية ذات طابع فكري وسياسي، حيث برز في هذا المجال دور المهرجانات الوطنيّة ودعوة المفكرين لقراءة مثل هذا الموضوع؛ إيمانًا بقدرة الثقافة على احترام حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده وثباته على أرضه، بالرغم من كل ما يتعرض له من تدمير.
وفي هذا المجال، اسمحوا لي أن أقول إنّ مهرجان جرش للثقافة والفنون يعد نموذجًا قويًّا على قراءة الوضع السياسي بعين ثقافية؛ كما في قراءة الوضع الفلسطيني وتوضيح موقف الأردن الداعي دائمًا إلى العدل والسلام، من خلال برنامج ثقافي موسّع وكبير؛ فلقد حمل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بما يترتب على ذلك من موقف أخلاقي ومادي ومعنوي لحماية معمارها وصون هويتها وحرية إقامة الشعائر فيها.
كما حملت الثقافة الأردنيّة مواقف مبدئيّة وثابتة للأردن مما يجري في العالم؛ حيث كانت “رسالة عمان”، و”أسبوع الوئام بين الأديان”، والمبادرات الملكيّة السامية، جميعها نماذج ناجحة في تعريف الأشقاء والأصدقاء بدعمنا ومباركتنا للجهود الإنسانية في مواضيع التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة وتكاتف المسؤوليات أمام تغيّر المناخ، وغير ذلك من مواضيع وقضايا ذات اهتمام عالمي.
ويكفي أن أشير، كمثال، أيها الأصدقاء والحضور الكريم، إلى مشاركة ستٍّ وثلاثين دولة في مهرجان جرش التاسع والثلاثين للثقافة والفنون في دورته لهذا العام، إذ عادت هذه الدول إلى بلادها بعد مشاركة فاعلة وحافلة لها من خلال استضافة الشعراء والأدباء والفنانين والدبلوماسيين العاملين في المملكة الأردنية الهاشمية، لمشاهدة “جناح السفارات”، في المهرجان، كتأكيد على عنايتنا بالموروث الثقافي العربي والأجنبي على الأرض الأردنية، ومثل ذلك معارض التبادل الثقافي المحلية والعالمية التي عززت من أواصر القرب الإنساني نحو حياة أجمل يتحقق فيها حلم الإنسان في عالم قريب ومتكاتف يسعد فيه الجميع.
أيها الحضور الكريم،،
لقد حملت “رسالة عمان” التي أصدرها جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة الأردنية عمان عام 2004، توضيح الصورة الرائعة لجوهر الإسلام الحقيقي والدعوة إلى التسامح والوحدة ومواجهة التعصب.
كما حملت “رسالة عمان” قيم الاعتدال والوسطيّة ونبذ العنف والتطرف والحروب والحد من الكراهية، وخلق فَهْم عالمي إيجابي من خلال الثقافة؛ كقوّة ناعمة، تؤثر في الناس وصنّاع القرار السياسي والاقتصادي.
وتحققت هذه النظرة الإيجابية من خلال فنون وإبداعات الشعر والقصة والرواية والفنون المسرحية والسينمائية والموسيقية وغير ذلك من أعمال الدراما والإعلام الثقافي، فهذه القيم باختصار هي قيم الدولة الأردنية التي تؤمن بها وتسير عليها في كلّ الظروف والأحيان، فكانت “رسالة عمان”.
إكما عمل الأردن على موضوع اقتصاديات الثقافة، وجعل الثقافة عنصرًا إنتاجيًّا، يتم تحقيق نسب أعلى فيها، وقراءة مدى التمكين وتقليص الفجوات الاقتصادية ما بين دول العالم.
كما عزّز الأردن، كشريك لكلّ دول العالم، من جهود الحدّ من تهريب المقتنيات الوطنيّة من الآثار وشواهد التاريخ الإنساني؛ لتبقى هذه الآثار أيقونات مضيئة على حقّ الإنسان في الاحتفاظ بتراثه.
الحضور الكريم،، إننا في الأردن ننظر إلى الثقافة بوصفها وسيلة للتواصل الإنساني ما بين الشعوب والدول، وأداةً للتعبير عن القيم الإنسانية المشتركة وأهميتها في تحقيق الفهم المشترك للتحديات العالمية، الأمر الذي يسهم في تعزيز الأمن والسلم على هذا الكوكب، إيماناً بأنّ لكلّ مجتمع ما يضيفه للمحتوى العالمي في إطار التعاون المثمر بين البلدان.
إننا ونحن نجتمع اليوم في “قمة الثقافة والتراث والفنون والدبلوماسية والابتكار”، لنؤكد أهمية هذه العناوين التي يحملها مؤتمركم الكريم، وكلّنا أمل بأن تثمر مجموعة الأوراق المقدمة والنقاشات والأوراق في ما يعود بالفائدة على جميع البلدان المشاركة ودول العالم، مدركين الأثر الحقيقي للثقافة في تلاقي الدول والأمم والشعوب على كلمةٍ سواء لخدمة هذا الكوكب وجعله واحةً للأمن والاستقرار والرفاه الاقتصادي والتماسك المجتمعي..
والسلام عليكم ورجمة الله وبركاته.



