
محمد الأصغر محاسنة / اربد .
رعى أمين عام وزارة الثقافة الدكتور #نضال_العياصرة مساء أمس حفل افتتاح فعاليات #مهرجان #جمعية_التطوع_المدني الثقافية في بلدة #النعيمة بالتعاون مع مديرية ثقافة إربد ونادي النعيمة الرياضي ومنتدى النعيمة الثقافي وبحضور النائب مصطفى الخصاونة، ومتصرف لواء بني عبيد ومدير ثقافة اربد الدكتور سلطان الزغول وجمهور كبير من المجتمع المحلي. واستهلت فعاليات الحفل الذي أدار مفرداته موسى النعواشي، ابراهيم الطيار محمد العودات على آي من الذكر الحكيم، وكلمة لرئيس الجمعية خالد المومني قال فيها ” نحتفل اليوم في مهرجاننا الثالث الذي يحمل اسم المرحوم الحاج فؤاد الخصاونة احد وجهاء بلدة النعيمة واردنا الغالي، مصلح ذات البين صاحب الأيادي البيضاء. واضاف المومني في كلمته لابدلنا ان نستذكر قامات وطنية من هذه البلدة العزيزة خدموا في كافة القطاعات الحكومية. راعي الحفل الدكتور نضال العياصرة قال في كلمة له “بأن هذه المُناسبة التي تحمل إسم المرحوم فؤاد الخصاونة، هي تكريم رجل عروبي وإنساناً من رجالات الوطن ارتبط بالارض وتراب الأردن. حيث عمل رئيساً لاتحاد المزارعين وكان رئيسا لبلدية أيدون لعِدّة دورات ورئيس اتحاد الجمعيات الخيرية. وأضاف العياصرة ” نستذكر الزميل المرحوم مُستشاراً وزير الثقافة النائب يسار الخصاونة، الأديب والكاتب والخطيب المفوَّه، الذي تميَّز بخُلقهِ وإنسانيته وطيب معشره وثقافته المُتعددة المشاهِد، وبكتاباته المُكثّفة التي تختزل المعاني الواسعة. وأضاف ” ونحن نحتفل بهذا المهرجان بالشِّعر، فإننا نحتفل بديوان العرب، حامل مشاعل الحِكمة والمعرفة وينبوع الفلسفة والجمال، الذي خلّد الشعراء وحفِظ تراث الأمة وسيَر الأبطال وقصص الماضي التليد، فإننا على مرمى قصيدة من بيت شاعر الأردن مصطفى وهبي التل (عرار)، الذي أُختير رمزاً للثقافة العربية باحتفالات إربد، العاصمة العربية للثقافة، كان رائداً في تجنيد الشِّعر العربي الأردني “شكلاً ومضموناً”، وإنجازاً في قصته للناس البسطاء، إهتم بالشِّعر بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. وكان عرار الذي يمثل نموذج الشاعر المُنتمي لوطنه وأمّته مسكوناً بقضايا وطنه، أردنيّاً عروبياً يعكس روح الإنتماء للأردن والاعتزاز بالتُّراث الوطني، وفي الوقت نفسه يدافع عن القضايا العربية والإنسانية.
وأشار إلى وريث عرار في سلالة الشِّعر حبيب الزيودي، الذي تمرّ ذكرى رحيله بعد يوم من اختتام المهرجان، والذي سطّر أجمل القصائد في الوطن وعمّان والقائد. وكان الزيودي مسكوناً بحب بلاده، ويرى أن هذا الحب قائماً على قضايا تاريخية وجغرافية، وبأن العالم محوره قريته ووطنه، وترجَم هذا الحب بقصائد تنوّعت بين الفُصحى والمحكيّة وبين القصيدة العمودية والشِّعر الحُرّ.
الدكتور بسام أبو خضير المتحدث عن شخصية المهرجان المرحوك فؤاد الخصاونة تحدث عن مناقب الراحل الخصاونة قائلاً : لقد كان رحمهُ الله وفياً لوطنه مُحبّاً للناس، ولطالما أعطى وأجزل العطاء، وإكراماً لعطائه تسمّت دورة هذا المهرجان باسمه.
وأضاف، بأن الراحل يتحدّر من أصلاب أُسرة عربية أردنية كريمة، لها حضور فاعل وقوي في المشهد الأردني منذ عهد الإمارة، وأظهرت وثائق الدولة العثمانية أن شيوخاً من هذه الأُسرة كانوا ممثلين في مجالس سنجُق عجلون على مدى النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي. كما تبوأت هذه الأُسرة مكانة على الصعيدين الرسمي والاجتماعي ليتوالد منها أجيال حملوا قيَم الحياة جيل بعد جيل في ميادين القضاء والاقتصاد والإدارة السياسية والتعليم والصّحة، نستذكر منهم المرحوم يسار الخصاونة الذي رحل بالأمس القريب.
وأضاف بأن المرحوم الحاج فؤاد الخصاونة الذي تحدّر من هذه الأُسرة الكريمة، عُرِفَ عنه الحكمة والحنكة وسداد الرأي. وقد تجلّى عطاؤه في ميادين الزراعة والخدمة العامّة والعمل الخيري، فقد كان مزارعاً أحب الأرض من خلال ترأسه لاتحاد المزارعين مُساهماً في إدخال البذار المُحسّن الأجود والأغلى. من جانبه تحدث عبدالحافظ الخلايلة في كلمته عن المجتمع المحلي قائلا “تعتبر بلدة النعيمة إحدى بلديات لواء بني عبيد التي اجتازت بالزراعة والعلاقات الطيبة بين اهليها، كما تحدث عن رجالاتها الذين كان لهم دور كبير في بناء نهضة الأردن. وفي نهاية كلمته قرأ شعرا وصف به جماليات بلدة النعيمة التي احتضنت الفكر والإبداع .
الدكتور إبراهيم خصاونة نجل المرحوم ألقى كلمة اهل الفقيد ومن كلمته التي أشار بها إلى أهمية هذا المهرجان بتكريم الإبداع الثقافي والعطاء الإنساني الذي يستحق كل دعم ومؤازرة في سبيل رسالة سامية أساسها خدمة الثقافة المبنية على العِلم، لِما لذلك من دور في خدمة الوطن والإنسانية، لقد كان للإبداع والمبدعين أن أناروا دروب البشرية وفتحوا أمامها سُبُل الحياة وقوّضوا دعائم الظُلم والجهل والاستبداد. والأمم الحية في هذه المرحلة الحسّاسة من التاريخ أحوج ما تكون لأن تتضافر جهودها في كل عطاء مُثمر يُسهِم في نهضة الأوطان بما يقوّي عزيمتها ويوطِّد أركانها.
وثمّن الخصاونة جهود القائمين على هذا المهرجان بتسمية هذه الفعالية “دورة المرحوم الحاج فؤاد الخصاونة” الإنسان الطيّب إبن الأرض الطّيبة، الذي تؤكد سيرته الشخصية بأنه قامة وطنية ما انحنت له هامة في الدّفاع عن حاضر الأمة، ولا لانت له قناة في الذود عن مستقبلها، فكان عبر حياته ذراعاً امتدت بالعطاء ويداً تبتهل بالدُّعاء إلى الله مبسوطة كل البسط، تحيّة الوفاء والبِذار والجَني الزّكي . واشتملت فعاليات الافتتاح على قصائد شعرية للشعراء حربي المصري ، حسن البوريني ، حسين الترك ، سماح خصاونة ، قصائد للوطن والحياة ، ومعرض لوحات تشكيلية ومعرضا لمنشورات وزارةالثقافة. ومن قصيدة الشاعر حربي المصري
“قَلْبي ((النُّعَيْمَةُ)» نَبْضُها قُبَلُ
أَنْتِ الملاكُ الشَّامِخُ الأَمَلُ
- والروْحُ والماضِي وحاضِرُنا
والهَدْبُ والأَحداقُ والمُقَلُ
أَهْلُوكِ أُسْدٌ فِيْ مَرَابِعِهِمْ
إِنْ زَمْجَرتْ أَرْخَىٰ لَها جَبلُ
لَو جِئتَهُمْ فِي الْلَّيلِ تَرْقُبُهمْ
منْ دَمْعِهِمْ مِحْرَابُها بَلِلُ
همُ سادَةُ الأَوْطانِ أَنْجُمُها
ما أَرْجَفَتْ في سَطْرِهِمْ جُمَلُ
أَيُّ بَلْدَتي والنَّوْرُ يَسْكُنُها
والتَّيْنُ والزَّيْتونُ والحَجَلُ
أَضْيَافُها بالهِيْلِ تُكْرِمُهُمْ
عُشَاقها بالحُسْنِ تَكْتَحلُ
مِنْ بَعْدِ عَشْرِ عُدْتُ أَنْشِدُها
والشِّعِرُ غَيْمٌ سابِحٌ هَطِلُ
يَا جَنَّةَ الأَكوانِ جِئتُكِ نازِفا
عانيْتُ مِنْ خَطْبٍ بِنا جَلَلُ
كَمْ راقَ ليَّ النُّوَارُ غُصْني ذابِلٌ
ترْياقُنا مِنْ رِيْقِها عَسَل
ارْنُو إِليْها كُلَّما هَبّ الهوىٰ
والقَلْبُ مِنْ أَنْوارِها ثمِلُ
يا مَوْئلَ الأَحْرارِ فَرَّتْ دَمْعَتي
الكُلُّ قَدْ ضاقَتْ بِهِ السُّبُلُ . كما قدم الفنان أحمد أبو ربيع وصلة غنائية من التراث الأردني.
وفي نهاية الحفل كرم العياصرة ومدير الثقافة المشاركين والمكرمين.









