العنف القائم على الجنس

العنف القائم على الجنس

د. ذوقان عبيدات

في محاضرة للدكتورة المبدعة سلمى النمس، قدمتها خلال الورشة التدريبية التي نظمتها الجهات المهتمة بالبعد #الجندري في وزارة التربية، طرحت الدكتورة مفاهيم عديدة ذات صلة بالموضوع، اتفقت معها في معظمها، وخالفتها في نقطتين:

وفيما اتفقت عليه مع د. النمس مفاهيم العنف الآتية:

كل مظاهر التحيز هي #عنف جندري، سواء كان في تفضيل تعليم الذكور أو في قضايا الإرث، أو قضايا #العمل والبطالة، فالزواج المبكر عنف، وأسلوب الطلاق عنف، وقد نبهت الدكتورة النمس إلى فشل الرجل في مسؤوليات العمل تعزى إلى مهاراته ومؤهلاته وقصور هذه المؤهلات. بينما يعزى فشل المرأة العاملة إلى عوامل لا علاقة لها بمهاراتها ومؤهلاتها، بل ترتبط بنوعها الاجتماعي مثل: عمرها كعجوز، وشكلها غير الجميل، وأخلاقها الشخصية، وسرعان ما تظهر ألفاظ مثل: عجوز شمطاء، امرأة مثل الرجل (طبعًا شكلًا لا أداءً)، فالمرأة – وهذا مهم – يفترض أن تكون أنيقة المظهر، تتمتع بلياقة جسدية كمذيعة أو عارضة أزياء تتوافر فيها كل عناصر الجمال: الإنسان والتكامل والبهاء وإلّا فهي ليست امرأة!!

كل هذا ينسجم مع أفكاري ومفاهيمي الخاصة، لكن ما اختلفت معها فيه، فهو:

  • إن استراتيجيتنا تبنى على إزالة كل مظاهر التمييز، ورأيي أن هذا وسيلة وليس غاية استراتيجية، فالمطلوب بناء ثقافة المساواة والعدالة والاستقلال وليس التكامل… وهذا يعني ما يأتي:
  • الإنسان: جنسان متعادلان متساويان.
  • يمكن للمرأة والرجل أن يمارسا نفس الأدوار المهنية والقيادية والمجتمعية.
  • ساهمت المرأة في بناء الحضارة بشكل كامل.

فليس المطلوب أن نكرّم المرأة بعبارات جندرية مثل:

  • والله إنها أخت الرجال.
  • هذه المرأة بتسوى ألف رجل.
  • المرأة هي زوجة الرجل وبنت الرجل وأم الرجل….

هذه العبارات هي عينها التحيز والتعالي والعنف الجندري.

أما القضية الثانية، التي اختلفت فيها، فهي أن الإنسان الأردني ليس صناعة المناهج التعليمية، بل صناعة اجتماعية، ثقافية، إعلامية، وهذا صحيح إلى حد ما، لكن المناهج المطلوبة هي مناهج:

  • تفكير ناقد يحصن الطلبة من تقبل أي معلومة دون فحص وتدقيق.
  • تفكير منطقي يجعلنا نميز بين ما يمكن قبوله أورفضه.
  • تفكير إبداعي يجعلنا قادرين على تجاوز الحدود المرسومة لنا.

هناك قضايا لا أرغب في مناقشتها، اختلفت فيها مع الدكتورة لأن مجالها ليس في مقالة قصيرة، قد تتاح الفرصة للحديث فيها في مناسبة أخرى.

وأخيرًا، تحية إلى كل مؤسسة تسعى لبناء ثقافة المساواة، وهذه مسؤولية المناهج ومؤسسات المرأة والرجل في كل مجال.

وتحية إلى اللجنة الوطنية للمرأة وقائدتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى