مين الحمار فيكو ؟ / يوسف غيشان

مين الحمار فيكو ؟

موجة ارتفاعات في الأسعار قادمة بعد اسبوع، لا ريب فيها، لم تبدأ فقط في المشتقات البترولة(التي سترفع كل شئ، عدا سراويلنا والرواتب) ولا في الخبز المشروح ولا الشرموح. الإرتفاعات تشمل كل شيء ، لأنها صممت لتمتص جميع خيرات(يجوز تغيير مكان الأحرف) ما سمي أحيانا بالهيكلة أو الغدة المعثكلة، أو لعبة الجلا جلا.
بالمجمل، الحكومة مش مصلية ع نبي، ورغم البكاء وصرير الأسنان ، الا ان وزير المالية ما زال يعتقد أن ثمة ما يمكن الحصول عليه من المواطنين العاديين ، عدا أرواحهم. وإذا خلصنا من الحكومات وقواها الضاربة ، فلن نخلص من جشع التجار في كل مكان.
ليس في سالف الزمان ولا في غائب المكان ان رجلا لم يستطع تسديد ديونه ، فأعلن إفلاسه على الملأ ، فأمر القاضي الجندرمة بأن يركبوا الرجل على حمار بشكل مقلوب ويدوروا فيه بين البيوت والأسواق ، وهم يضربون الطبل ليجمعوا الناس ويخبروهم بأن الرجل أعلن إفلاسه حتى لا يتعاملوا معه…في عملية مدروسة يسمونها (التعزير).
وقد بقي الحمار وصاحبه مع الرجل حتى المساء ، حيث تم الإفراج عن الرجل المفلس ،إذ لا داعي لإبقائه في السجن ما دام لا يستطيع السداد، ولا يستطيع دفع ثمن طعامه هناك، لكن صاحب الحمار (المكاري ) أمسك بالرجل وطلب أجرته وأجرة الحمار . فضحك الرجل المفلس ملء شدقيه وقال:
– وإحنا في ايش من الصبح ….. وين كاين يا اخي ؟
فقال المكاري يائسا:
– طيب بلاش أجرتي ….أعطيني أجرة الحمار!!
فقال الرجل:
– والله….. مش عارف مين الحمار فيكو!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى