العلماء يتعرفون على نوع المخلوق البحري الغامض الذي ظهر على شواطئ إندونيسيا

سواليف

حط مخلوقٌ بحريٌ ضخم، ربما كان بأنيابٍ وربما كان خارجاً لتوّه من كوابيسك، على أحد شواطئ إندونيسيا الأسبوع الماضي، ما تسبب في إثارة الذعر بين المتواجدين على جزيرة سيرام والتسابق على المستوى العالمي لتخمين ماهية هذا المخلوق.

وبمجرد انتشار صور جثة الحيوان عبر الإنترنت، سأل مجتمع العلماء نفسه: ما هذا؟ وكيف وصل إلى جزيرةٍ إندونيسية؟ وما الذي يشي به وجوده حول التغير المناخي وعادات هجرة الحيتان؟

أما سكان جزيرة سيرام فلديهم سؤالٌ أكثر إلحاحاً: كيف يمكننا التخلص منه؟

وظن أسرول توانوكوتا، الصياد البالغ من العمر 37 عاماً، في بادئ الأمر أنَّه اكتشف قارباً شارداً في المياه الضحلة، حسبما نقل عنه موقع صحيفة “جاكرتا غلوب”. وبفحصه عن كثب تبين أنَّها جثة متعفنة لمخلوقٍ بحريٍ ميتٍ طوله 50 قدماً، ويحتمل أن يكون حباراً ضخماً لأنَّ بقاياه تبدو كلوامس الحبار، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

كما أنَّ الدم المتدفق من الوحش البحري الميت حوَّل الماء بالقرب من الشاطئ إلى لونٍ أحمرٍ فاتح، الأمر الذي لم يثنِ السكان المحليين للجزيرة عن الدخول إلى الماء للنظر عن كثب والتقاط الصور.

وقد صرح جورج ليونارد، العالم الرئيسي في منظمة الحفاظ على المحيطات، لموقع هاف بوست بأنَّ الجثة المتعفنة ربما تعود لحوتٍ باليني، مستنداً في حكمه إلى أجزاءٍ من الهيكل العظمي الناتئ وما بدا أنَّه صحائف بالينية تُستَخدَم لترشيح الطعام.

وقد نفخت غازات التحلل الحوت وأحالته إلى صورةٍ لا تشبه الحيتان تماماً، وكانت بعض الغازات الضارة تتسرب منه.


وتقع جزيرة سيرام، وهي أكبر جزر مجموعة جزر مالوكو، بالقرب من طرق هجرة حيتان البالين، لذا من المنطقي أن يكون واحدٌ من هذه الحيتان بالقرب من الجزيرة. وقد أفاد موقع هاف بوست بأنَّ السكان المحليين طلبوا من الحكومة المساعدة في إزالة الجثة.
غير أن الحيتان الميتة غالباً ما تغرق إلى أسفل المحيط، لتقدم بذلك بوفيه طعام يمتد لأعوام للكائنات التي تجوب القاع، وفقاً لموقع لايف ساينس الإلكتروني. ويقول الموقع إنَّ الحوت ربما يكون قد أُصِيبَ بعدوى بكتيرية نتج عنها إنتاج مزيدٍ من الغازات، أو أنَّه قد مات في المياه الدافئة، بما سمح للبكتيريا أن تتراكم وللغازات أن تتوسع داخل جسده. كما أنَّه من الممكن أن يكون أيضاً قد مات بطريقة غير طبيعية بعد أن التقطته سفينة.

بالطبع تموت الكائنات في المحيط طوال الوقت، مسببةً جميع أنواع الظواهر الغريبة. غير أنَّه في الوقت الراهن بات الصيادون والقرويون والسياح، وهواتفهم الذكية، في تواصلٍ مع مخلوقات البحر الميتة أثناء مرورها في دورة الحياة.

على سبيل المثال، عثر اثنان من الصيادين بعيداً عن الساحل الغربي لأستراليا على بالونٍ منفوخ وضخم من اللحم، بدا وكأنَّه كان العلامة الأولى لغزو مخلوقاتٍ فضائية. في البدء، ظن الوالد والابن أنَّهما في مواجهة بالونٍ من الهواء الساخن.

وأخبر مارك واتكينز صحيفة “ويست أستراليان” الأسترالية: “حين اقتربنا، أدركتُ أنَّه لابد وأن يكون حوتاً ميتاً بسبب رائحته”.

والتقط الصيادان صوراً لبالون الحوت، ثم اتجها صوب الشاطئ. ومنذ ذلك الحين، بدأت أسماك القرش التي تحوم حول المكان بالتهام الكائن الميت قضمةً قضمة، بما تسبب في انكماشه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى