
التخطيط الحكومي واوجاع الوطن
ولعل دائرة الاحصاءات العامة تتقن عملها وربما تصل الى درجة من الدقة تتجاوز جيوب المواطن وتعرف ما تبقى في بيته من قطع خبز بائته.
دراسة جديدة تقدر قيمة استهلاك الاردنيين من القطايف والتي تضاف الى انجاز معرفة استهلاك الاردنيين من الخبز والكهرباء والكافيار والاستكوزا والمكسرات واقراص الفحولة وحبوب الضغط والسكري .
لماذا لا تقوم دائرة الاحصاءات العامة باحتساب حجم الاحلام الملقاة على ارصفة الشوارع او قياس نسبة حب الوطن في الدم ، او معرفة عدد المصابين بالقهر حين يصطفون امام ديوان الخدمة المدنية .
هل تعلم الحكومة عن حجم الاسر الاردنية التي تنتطر طرود الخير على ابواب مديريات التنمية الاجتماعية ، وهل تستطيع ان تحصي عدد الاردنيين الذين وفروا اللحمة لابناءهم واعتذروا عن مشاركتهم بحجة انهم لا يحبونها ؟!
هل تستطيع الحكومة ان تحصي عدد الدموع التي ذرفها الاباء خلف الابواب ليخفوها عن ابناءهم في لحظة عجز عن شراء كيلو قطايف؟ !
ليت الحكومة تسجل عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم والسكري والجلطة بسبب ارتفاع مستوى القهر حين يدفعون ما ترتب عليهم لصندوق النقد الدولي والذي سرقه السارقون وتطاولوا في بنيانهم بحجة انهم من كبار موظفي الدولة ؟!
ولعل الشيء الوحيد الذي تعرفه الحكومة اننا فقط نحمل في جيناتنا مضاد وطني فعّال يدفعنا الى حب الوطن وخلايانا تفرز انزيمات الصبر على قرفكم من اجل ان نحافظ على ما تبقى لنا ولو مساحة بحجم مقبرة تضم رفات اجدادنا.
عشرة ملايين دينار تنفق على القطايف ….
ومع كل حبة قطايف الف دمعه .