اذا كنتم تخشون من #سيناريوهات_التهجير والتبعية اقليميا لاسرائيل عليكم ان توقفوا #العدوان فورا
كتب.. #باسل_العكور جو 24
٤٥ يوما واهلنا في غزة يقصفون بلا هوادة ، في حرب ابادة لم يعرف لها التاريخ مثيلا ، عدوان وحشي استهدف الابرياء حصرا ولا احد غيرهم ، عدوان يجري لايقاع اكبر عدد من الضحايا المدنيين وليس اي شئ اخر ، عدوان يسعى للتهجير القسري وليس له غاية اخرى غيرها ، عدوان يتطلع للتوسع والسيطرة واهلاك النسل والحرث ومصادرة الارض وهدم الممتلكات وتفريغ الارض من سكانها قتلا وتشريدا ، عدوان بربري استباح مرتكبوه من شذاذ الافاق وعتاة التطرف والارهاب المستشفيات بشكل ممنهج الواحدة تلو الاخر و قاموا بردمها على رؤوس المرضى والطواقم الطبية العاملة فيها ، قصفوا المدارس- مراكز الايواء- و قطعوا الامدادات الغذائية والطبية و الماء والكهرباء والوقود ، سرقوا الجثامين ، او تركوها في الطرقات لتتحلل وتأكلها الكلاب الضالة ، عدوان مارس به الاحتلال الصهيوني واعوانه شتى صنوف القتل الهستيري والقصف الاعمى الذي لم ينقطع على مدار الساعة طوال الايام التي خلت بعدد من الطائرات لو شاركت في حرب عالمية جديدة لحسمت النتيجة لصالحها ..
كل هذه الجرائم ترتكب والساسة الغربيون و العرب والمسلمون لم يفعلوا شيئا لايقاف هذا الجنون والعبث ، الاف الاطفال يقتلون دون رحمة ، نساء وشيوخ وشباب في مقتبل العمر ، يُفرط بهم ، مذابح تنفذ حيا على الهواء ، دون منتصر واحد لانسانيته قبل ان ينتصر لابناء جلدته ..
ليس مقبولا بعد اليوم ان يستمر المجتمع الدولي والقادة العرب باجترار ذات المواقف المتلعثمة غير المقترنة بفعل على الارض ، فلقد اتخمنا كلاما و تصريحات وبيانات لم تسفر عن شئ ، لا بل اتاحت الفرصة والفسحة للعدو الصهيوني ليستمر في ارتكاب جرائمه البشعة ، ان يستمر في قصفه الممنهج للابرياء من الاطفال و المدنيين العزل في قطاع غزة المنكوب ، ان يستمر في عمليات التدمير و التجريف محولا حياة الغزيين الى جحيم مقيم ، موت وخراب وجثث بالالاف تحت الانقاض ..
الدول العربية والاسلامية مطالبة بالتحرك الفعلي ، فلقد بلغ السكين العظم ، وبات الصمت تواطؤا والسكوت جريمة لا يمكن تبريرها ولا فهم اسبابها ..
اذا كنا نخشى هذا الحلف الدولي المتوحش هذه المافيا الدولية ونقصد هنا اسرائيل وحلفائها علينا ان نتدخل لنوقف العدوان على غزة ، اذا كنا قلقين على مستقبل المنطقة ورفاهها وازدهارها علينا ان نتدخل ،اذا كنا نخشى سيناريو التبعية اقليميا لاسرائيل وهيمنتها عليه علينا ان نوقف العدوان فورا ، اذا كنا نخشى على امن دولنا وانظمتنا السياسية بعد الاجهاز على غزة علينا ان نتدخل ، اذا كنا نخشى التهجير القسري علينا ان نتدخل ، فليس معقولا ان نصمت على جرائم الابادة الجماعية وسياسة الارض المحروقة وعمليات النزوح القسري التي يمارسها جيش الاحتلال ، ونقول ان تهجير الفلسطينين خط احمر وبمثابة اعلان حرب ، فكل العمليات العسكرية على الارض تفرض سيناريو التهجير الذي سيصبح الخيار الواقعي الوحيد المتاح بعد ان افسحنا المجال و الوقت لجيش الاحتلال ليستكمل عملية تدمير قطاع غزة و تسوية منازلها بالارض ، مصالح شعوبنا تستدعي التحرك ، انسانيتنا تفرض التدخل ، مروءتنا تستدعي ان نخرج عن صمتنا وسلبيتنا القاتلة ، الجمادات تستصرخ تحركنا ، فلماذا -والحالة هذه- ما زال قادتنا مترددون ؟!!
ثم ، اي نصر هذا الذي يتوقعه جيش الاحتلال و قادة امريكا و بريطانيا و فرنسا والمانيا و كندا ، وقد سقطت في هذه المعركة الكاشفة انسانية هؤلاء جميعا ، سقطت اقنعتهم و تكشف إجرامهم و عنصريتهم و وحشيتهم و تعطشهم للدماء و سعيهم للابادة الجماعية لسكان الارض الاصليين .. التباكي على وصول المساعدات الإنسانية لابناء قطاع غزة ، حتى نضمن ان يموت الاطفال والنساء و الشيوخ والرجال جميعا وتباعا ومعدهم ممتلئة ، هذه نكتة سمجة ، وتباكي مفضوح و مكشوف لا يستر بشاعة ما ترتكبون من جرائم .. ترفضون وقف اطلاق النار حتى يومنا هذا، لانكم تريدوننا موتى او قطعان هائمة على وجهها خائفة مرعوبة لا تملك من امرها شيئا ..
اي نصر هذا الذي تنشدون وقد خرجت شعوبكم و شعوب العالم في جميع المدن الرئيسية الكبرى على امتداد المعمورة بمئات الملايين ، ينددون بجرائمكم ضد الانسانية ويهتفون لفلسطين التي اصبحت ايقونة الحرية والفداء ..
اي انتصار تحققون و قد عطلتم كل المرجعيات القانونية الدولية المتوافق عليها و أوقفتم ديناميتها ، حتى بات القانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف وغيرها من الالتزامات الدولية التعاقدية وغير التعاقدية التي اوجدتموها و وقعتم عليها حبرا على ورق لا قيمة لها على الاطلاق ..
اي نصر هذا وقد فشل جيش الاحتلال النظامي في هزيمة مجاهدي القسام و الفصائل الفلسطينية الاخرى ، رغم فارق العدد والعُدة و العتاد ، و تكالب الغرب عليهم ، كما يتكالب الاكلة على قصعتهم ، و نحن هنا نتحدث عن دعم غربي مفتوح – شيك على بياض – ، و غطاء غير مشروط لعمليات جيش العدو الانكشاري ، لمرتزقتهم ، لهذه الشراذم الممسوسة و المسعورة ..
لقد سقطت منظومة الغرب القيمية والاخلاقية والقانونية و هم يلهثون خلف نصر متخيل على شعب اعزل ، هذا الشعب الذي لا يقبل الهزيمة ولا يضيره الموت من اجل القضية ..
رفقا يا الله باهلنا في قطاع غزة فليس لهم غيرك …