العقل مِنكو يا أردنيين / ا.د حسين محادين

العقل مِنكو يا أردنيين…لا تِنزلوا على الشارع..

1 – لا يوجد شعب اعقل وأوعى من الاردنيين تاريخيا؛ خصوصا عندما يتعلق التحدي بالشأن الداخلي وجوهر تعدديته.
كما لا يوجد اكثر استفزازا لأهلنا العقلاء للآن من عِناد الحكومة ونقابة المعلمين بعد دخولنا وطن ومواطنيين الاسبوع الثالث من إضراب مفتوح على ضبابية القادم؛ وعلى كل الاحتمالات حتى الصادمة منها؛ وكل هذا المرار برغبة أكيدة من هؤلاء غير السياسين من الطرفين؛ بدليل دامغ هو انسداد افق اي حل توافقي بينهما حتى الليلة.
2-هذا العِناد المُحبب لهما كما أستنتج؛ لا بل اقصد الاضراب المشترك بينهما وبالضد من اي حل منظور .
3- يبدو انهذا الاضراب المشترك “حكومة ونقابة معلمين” قد أصاب عقلنا الجمعي كأردنيين بالدوار وبالذهول معا من بساطة مضمون الخلاف المطلبي سابقا والسياسي حاليا بينهما؛ مثلما اصابنا جميعا بصدمة فاجعة هي التي تُعقد طرق حله؛ هذا الواقع الذي ساهم في تعذر تحررنا كمواطنيين من كلتا الاصابتين “الدوار والذهول”
خصوصا بعد ان خدُِرت اعصابنا وما زالت خدِرة للآن بالمعنى العلمي والتشخيصي الدقيق لذهولنا الرهيب هذا.
3- في حقيقة الواقع ورغم سعة هذا العِناد الثنائي الجارح بأوجاعه المتنامية للآسف؛ فعلينا ألا ننسى ومن حبنا لوطنا الصابر أننا كاردنيين؛ سُرعان ما نُصاب ونعطس بالعدوى من واقع واضطرابات وحروب المحيط اكثر مما نؤثر نحن فيها ؛ خصوصا واننا في هذا الواقع الاقتصادي والسياسي المرهِق والوقت الأردني المحلي والاقليمي هما الاصعب منذ علينا منذ عقود.
3- يبدو ان إنشغالنا ايضا في متابعة الاحداث والصراعات في المجتمعات الشقيقة والصديقة الاخرى؛ وانقسامنا كالعادة حولها..مع او بالضد من اطرافها؛ قد جعلنا مندهشين اكثر لحصول هذا الاضراب الاوسع عندنا؛ وفي صميم أمننا وآماننا الذي يُختبر الآن ؛ بسبب دقة وخطورة وحجم ضغط هذا الاضراب المشترك على الاعصاب المتوترة والمستفزة اصلا في جسد المجتمع الاردني باقانيه الثلاث؛المعلم،الطالب؛الأسرة يا للوجع.

أخيرا؛ ماذا يريدان منا “الحكومة ونقابة المعلمين” كي يُكسر هذا الجليد المطلبي / الرتق السياسي بينهما؛ والذي افتر بجموده المتنام إحساسنا بالاشياء ؛ومعاني الحِكمة في ضرورة خلق التفاهمات؛ وصولا الى المستقبل الغائم امامنا كمواطنيين؛ في ظل صمت العقل الرسمي الراشد حقا ؛ والذي يبدو أننا افرادا ونقابات وبسطاء قد توهمنا جميعا ايضا؛ ولعقود خلت بأنه مرجعيتنا القادرة على إعادة التوازن التوافقي للبناء السياسي والاقتصادي لمجتمعنا هذا ما عقد الواقع من جهة؛ومن الجهة الثانية ربما لبساطة وتعقد حل؛ واتساع مُصاحبات ومطالبات اضراب المعلمين حاليا؛ من تذمر محدود الى حِراك شعبي جديد كاستمرار لنمو بذور الربيع ؛وانزياحه كاضراب جراء زيادة منسوب الاحتقان الشعبي المخيف من نقابي مطلبي الى سياسي أشمل؛من حيق العناوين الاعلامية القاسية في ما تبثه على ذمتها من اوجاع وفساد مسؤولين حكوميين؛ وزيادة مترابطة هذا الحال من شرائح مساندة للمعلمين ومتدني الدخل والرواتب ومتعطلين عن العمل ؛و احتمال تحوله كأضراب وكقضية وطنية ابعد من الاضراب نفسه وبفضل وسائل التواصل؛ وثقافة الصورة والانفعال الجماهيري اللحظي؛ الى تجمعات كتلية عمياء هادئة التكوّن بداية؛ لكنها علماً وتجارب تاريخية لدى الشعوب غالبا هي خطرة التدحرج؛ خصوصا اذا ما اندمجت معا في الشارع الاردني المذهول؛ اذ سيصُعب التنبوء بسلوكات الجماهير التحطيمية التي ستُعزز غرورها وتزيد من سرعة تدحرجها اذا ما حصل هذا التشكل المحتمل لاسمح السياسيون ؛وهم الغائبون عنا وعن مرارتنا كمواطنين كما يبدو..واخشى حقا؛ انهم قاصدون كلهم او جزء فاعل منهم ضمنا الى ايصالنا لهذا التدحرج غير المحمود حدوثا وعواقب.
..لذا اقول لكل أهلي في الأردن الحبيب ونحن شركاء الوجع والفجيعة بهياكل مثل هذه المجموعة من السياسين الصورين الذابلين.. .العقل منكو..لاتردوا على استفزازهم لنا؛فيبدو انهم يدفعونكم -بالتحليل العلمي وباجتهادي- الى الشارع للاصطدام مع انفسكم ومع منجزات وطننا نحن ونحن الاهم من هؤلاء بالتأكيد ..اللهم اني قد كتبت…
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية”.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى