مسلسل الجماعة.. شيطنة مملة / عمر عياصرة

مسلسل الجماعة.. شيطنة مملة
رغم الجهد الكبير الذي بذله السيناريست وحيد حامد والمؤلف حمادة حسني في شيطنة جماعة الاخوان المسلمين المصرية من خلال الجزء الثاني لمسلسل الجماعة، الا انهم تعرضوا لهجوم كاسح من قبل الوسط الاعلاني والثقافي المصري تحت عنوان الاساءة للعسكر، وتلميع نفوذ الاخوان.
انا شخصيا اتابع المسلسل بشغف، وازعم انني قارئ معقول لتلك الفترة التي تتناولها الدراما ( فترة ثورة 1952، واغتيال البنا، وقدوم حسن الهضيبي ).
المؤلفون رغبوا بشدة في تشويه صورة جماعة الاخوان المسلمين قيميا، فهناك كثافة في اظهار انتهازيتهم، وعدم تورعهم عن التنسيق مع الانجليز والاميركان، نقضهم للعهود، شغفهم بالحكم، تقديمهم الجماعة على الوطن، السمع والطاعة العمياء التي لا تراعي القوانين والنظام العام.
حتى سيد قطب حاولوا اظهارة بمنطق المتعجرف، الذي يعاني عقدا نفسية، ويريد الثأر لنفسه من خلال التشدد والعنف، وينطبق الامر على المستشار عبد القادر عودة وغيرهم.
الادلجة والانحياز والشيطنة لدى كاتبي المسلسل، لم يحمهم من هجوم عنيف شنه اعلام “كره الاخوان”، والسبب، ان ثمة نقلا امينا “غير مقصود” لبعض الوقائع والاحداث، كما ان المسلسل قيميا لم يعف العسكر من اتنهازيتهم وسقوطهم الاخلاقي.
ففي الاطار العام، اثبت المسلسل ان الاخوان قوة اجتماعية وتنظيمية لا يمكن التجاوز عنها بسهولة، كما انها تحمل بذور القدرة على التجدد واعادة انتاج نفسها بمرونة وحيوية.
من جهة اخرى، اعترف المسلسل بأن سيد قطب كان الموجه الفكري للثورة، وصاحب الفضل بتسميتها، كما انه شكل ملهما وقدوة للرئيس جمال عبد الناصر.
لقد اعترف العمل الدرامي بأن الاخوان المسلسل جزء من تاريخ مصر، لا يجوز التغاضي عنه او حذفه بقرار من شخص هنا او هناك، ولعل هذه الاشارة كانت سبب غضب الاعلام الانقلابي الذي كان يرغب بحذف دور الاخوان وعلاقتهم بتاريخية مصر.
جماعة الاخوان ليست مبرأة من الخطأ، فهي تجربة بشرية تحتمل الخطأ والصواب، لكن محاولة شيطنتها السافرة، قد تجعل المنتمين لها يشعرون بملائكيتها كرد فعل منطقي على الكذب في وصف الواقع، ومن هنا، اعترف، انني تابعت المسلسل بشغف وبدقة، واعتقد انه لو اتبعت به لغة الموضوعية والمهنية، لكنا امام قراءة تاريخية ناقدة لمرحلة هامة من عمر الجماعة ومصر على السواء.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى