عودة الشارع / د. مبروكة الساحلي

عودة الشارععودة الشارع

يشهدالشارع العربي حراك يتجلى في الحملات متعددة الاغراض والتي تهتم بالشأن العام للمواطن احتجاجا على الوضع القائم وانتشار الفساد. ويجدر التنويه هنا ان هذا الحراك يتزامن مع حراك عالمي وخاصة في اميركا ضد قرارات ترامب او في بريطانيا ضد الخروج من الاتحاد الاوربي وضد قرارات ترامب وكيف تؤثر على علاقة البلدين.

هذا الحراك ربما يكون الاوسع بعد خروج الجماهير العربية الى الشارع والاعتصامات والمظاهرات والتي عرفت بالربيع العربي .. والتي تحولت ال فوضى وتدمير واشلاء وبحر من الدماء في اغلب الدول وحروب اهلية وزادت حدة الاستقطابات الايدلوجية والعرقية والمناطقية. هذه النتيجة جعلت الناس تتوجسس من المشاركة السياسية والمطالبة بحقها في حياة كريمة وايقاف استنزافها واحتكار حاجاتها الاساسية . وبحجة الاستقرار والامن وعدم انفلات الامر الى الفوضى اصبح الفضاء العام (Public Sphere) مغلقا امام قطاعات كبيرة من الجماهير في الدول العربية.
هذا الانسداد في الافق يتزامن مع وجود القصور الحكومي ليس فقط على المستوى التنفيذي ولكن ايضا على مستوى البرلمانات والتي يفترض فيها انها انتخبت من الشعب لتمثيل ارادته و لتكون صوته ولكن للاسف هذه الاداة والتي تفترض فيها ان تكون شعبية لم يتعدى دورها اما داعما للحكومات وسياساتها او مجرد ديكور لاكتمال اللوحة ( الديمقراطية). ووراء الكواليس فهذه البرلمانات تحركها المنافع الشخصية المباشرة لهم ولعائلاتهم.
الحراك الجماهيري –مابعد الربيع العربي- لايبدو انه مؤدلجا في اي إتجاه فهو حراك من اجل تحسين ظروف العيش ومحاربة الفساد الذي نهش مقدرات هذه المجتمعات وراكم الامتيازات عند فئات فقط . ومايمز الوسيلة هنا ان هذا ا( الشارع) اصبح شارعا الكترونيا سريع في رد الفعل تجاه اي دعوة . فاستغلت شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر كمنصات ومنابر لعرض الاراء والنقاشات وإظهار مواطن الخلل في الاداء الحكومي .. وكذلك تشكيل الاحتجاجات على هذه الممارسات .ومن امثلة هذه الحملات الناجحة التى لاقت صدى جماهيري كبير حملات المقاطعة في الارد ن مثل : الحملة الوطنية للمقاطعة .. والحملة الاردنية للمقاطعة والتي استهدفت السلع الضرورية التي تجاوزت اسعارها قدرة المواطن الشرائية. وهناك ايضا حملات -اغلق خطك- والتي ظهرت في العديد من الدول العربية مثل السعودية وليبيا ولبنان والاردن ضد ارتفاع اسعار الاتصالات وتردي مستوى الخدمة المقدمة..

فهل سيشهد العام 2017 عودة النبض للشارع العربي عن طريق الرئة الالكترونية بعد ان يكون هذا الشارع قد تعافى من اخطاء وتجاوزات(الربيع العربي) واصبح اكثر نضجا وسلميا..وبذلك يكون قد وظف لغة العصر لمصلحته بدل ان يكون مجرد مستهلكا لها تستنفذ طاقته ووقته.

مقالات ذات صلة

د. مبروكة الساحلي
Exeter- UK

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى