العجوز
خلال حرب التحرير التي قادها الجنرال جياب ، وجد الثوار عجوزا فيتنامية وحيدة في غابات يتسلّل منها الأميركيّون أحياناً لمهاجمة مواقع الثوار.
وقد سألوها ماذا تفعل في هذا المكان ، فقالت:
– لقد قمت باستحضار سموم وغمست بها كميات من الإبر الصغيرة التي أزرعها في محيط الغابة لعلّ جنود الأميركان حين يجيئون إلى هنا يدوسون عليها فيموتوا!!
عجوز، مجرّد عجوز لا أحد يعتب عليها للقيام بواجب وطني ، لكنّها وجدت لنفسها طريقا تساهم فيه بالمجهود الحربي وبدعم الأبناء الذين يقاتلون العدو، فابتدعت هذه الطريقة التي تتناسب مع مقدرتها.
لو أنّ كل واحد منّا ، أو لو أن واحداً من كلّ ألف منّا – نحن العربان – فكّر بهذه الطريقة وابتكر طريقته الخاصة في المساهمة في دعم صمود الأهل في فلسطين، لانتقلت قضيّتنا من دعم صمود ، إلى حرب تحرير بلا شك .
لكننا للأسف مجرّد ظاهرة صوتية وأبواق كلامية للزعيق وشتم الأعداء الذين أودوا بالأبل ، على طريقة المثل العربي المشهور (أوسعتُهم شتما وأودوا بالإبل).
هذه العجوز الفيتنامية .. أقسم أنّها أكثر شبابا من أمّتنا بأكملها!!
من كتابي (لماذا تركت الحمار وحيدا)الصادر عام2008