مهارات ناقصة..

مقال الخميس 29-9-206
النص الأصلي
مهارات ناقصة..
الأمر صار مخجلاً أمام الأولاد.. فانا حتى اللحظة وبعد عقد ونصف من الزواج لا أبدو أمامهم أباً مهنياً مبدعاً..كلما تعرض غرض في البيت إلى عطب أو إلى خراب وتم تحويله إليّ من باب التسلسل الإداري ، لا أستطيع إصلاحه، على العكس أزيده خراباً وأزيد حالته بؤساً.. النظرات حادة ولئيمة من فريق العائلة وهم ينظرون إلي وأنا منهمك في التصليح وكلمات التطمين تخرج من فمي ولساني يلف حدود شفتي السفلى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار..” هاي بسيطة..هسع بزبّطها…شغتلها سهلة…اتركوا لي اياها”..ثم أبدا بتقليب القطعة من عدة زوايا وفحصها ثم أطلب كامل العدة التي تلزم والتي لا تلزم..كماشة!! وين المفك المصلّب؟؟..مفتاح الشق..قطارة زيت..سكّين…مطرقة…عملية التبديل بين الأدوات فقط لإيهام الأولاد أن المسألة لها علاقة بعدّة الإصلاح لا بيد المصلّح…فيش غير هذا المفك؟؟..ثم تتناول آخر..يسمع صوت كسر داخل القطع ومع ذلك تستمر..يبدأ ينسحب الأولاد من الجلسة والبعض يبدي امتعاضا مبطناً…
قبل اسبوع وردتني إخبارية سرية من فرق الصيانة البيتية قسم الصرف الصحي أن حمام الأولاد يهرب ماءً ، وان لا وجود لشبهة تخريبية أو حادثة مفتعلة ، وبالفعل ،أحضرت عدة الصيانة، دخلت الحمام قمت بخلع قطعة السيراميك التي تعتلي صندوق “السيفون” وبدأت أدرس كيف يصل الماء وكيف تعوم “الطواشة” وكيف يسحب خيط السيفون وأين يقع التهريب ، ثم أحضرت “طقم” كامل ليحل مكان المواسير والطواشة القديمة…في أول محاولة لحل البرغي من أسفل قاع السيفون بواسطة الكماشة ، قُرط إصبعي الأوسط، قلت لا يهم ، المحاولة الثانية ضغطت بكامل قوتي فقُرطت السبابة ، هنا بدأت أصابعي تنبض تحت الماء الذي يتصبب من الماسورة، الأولاد خلفي يراقبون المشهد كمن ينتظر مريضه في غرفة العمليات…”هات مفك زغير.”…”هات مفتاح انجليزي”..”هات مفك كبير”..والأولاد يناولونني وأنا أدير ظهري لهم وأحاول أن أصل إلى نتيجة منطقية أو رأس خيط الاصلاح..فلم أفلح..بعد أربع ساعات متواصلة؛ أطول من عملية ” العمود الفقري” قلت للأولاد أن عملية الاستبدال سهلة ، لكنني أريد إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل أن استنفذ كل الخيارات…لكن المشكلة كل المشكلة في الأدوات…لو عندي “عدّة زي الناس”..بتوخذش 5 دقايق..

هز الأولاد رؤوسهم مجاملة لا تصديقا وانصرف كل منهم إلى فراشه…أما أنا فانزويت في غرفة النوم أداوي أصابعي النازفة..التي حاولت أن أواريها عن أنظارهم…قلت لأم العيال بصوت منخفض..”بلاستر جروح ويود بسرعة “..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. بلا “تصليح ” بلا هم .. ارمي على طول ايدك وجيب طقم جديد … حتى لو صلحته راح يرجع يخرب وراح تل تدفع عليه اكثر من ثمن الجديد
    هيك اريح للراس وللجيبة

  2. مشكلتك بأوامرك الزعامية.. بس إن شاء الله ما بتفوت علي الدار راكب حصان أبيض ورافع سيف..!؟

  3. لا علاقة لهذا الموضوع بالسياسة، وأي تشابه مع الواقع غير مقصود، وهو محض صدفة.

  4. والله يا استاذ احمد في شغلات ما بنقدر على اصلاحها بس بنكابر قدام الأولاد على اساس اننا بنعرف كل اشي . نصيحه اعطي الخبز لخبازه والله بعوضك بأجرته المهم الستيره . دام ابداعك ودام قلبك وقلمك استاذ احمد .

  5. ههههههههههههههههه زي حكومتنا الموقرة تماما قادرة على الاصلاح ووضع خطط وسنوات عنل وتمديد السنوات واخر لشي الغي المشروع 😂😂😂😂😂

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى