
الكونفدرالية بين التمني والواقع
بعيدا عن المجاملة فان مفهوم الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية مرفوض شعبيا اردنيا وفلسطينيا ولا
حواضن شعبيه له اطلاقا الا لتاجر او متاجر.
لم تكن ارض فلسطين بالنسبة للمواطن الشرق اردني الا انها حاضنة الاقصى اولى القبلتين وان
الدفاع عنها واجب شرعي واخلاقي وامانة .
للاردنيين في فلسطين دماء اختلطت بالتراب المقدس الطاهر وعليه فان العشق الاردني مكتوب
ومجبول بالدم ولم يسجل التاريخ لشخص واحد من ابناء شرق الاردن ابناء العشائر الاردنية
ان تاجر بالقضية الفلسطينية او باع شبر ارض فيها بل بذل ارواح دون انتظار الاجر الا من رب
السماء الذي يتخذ الاخيار منا شهداء.
في الجانب الفسطيني كان الاردن الحضن الدافىء شعبيا اردنيا والوطن البديل اسرائيليا وامريكيا
ودوليا فكانت التسهيلات للفلسطيني في كل دول العالم والخليج خاصة لتسهيل الحياة على من فقد
ارضه وتأمين دخل له لتمكينه من الاستقرار بمنطقة معينة مستفيدا من قوانين وجدت لتنفيذ هذه
المهمة .
في الوحدة الاردنية الفلسطينية الرسمية لم تسجل حالة نجاح واحدة بدءا بوحدة الضفتين حيث كان
الجندي الاردني يتعرض لمقاومة شعبية فلسطينية في الضفة الغربية حيث كان الجيش يرابط وقد
اطلق فلسطينيا على هذه الحقبة فترة حكم الاردن .
في السبعين حصلت مواجهة مسلحة بين فصائل المقاومة الفلسطينية مدعومة من الجيش السوري
الذي دخل من الشمال والعراقي الذي كان يرابط على ارض الاردن وافرزت هذه المواجهة جروح لم
تندمل بعد لان صاعق التفجير لا زال موجودا لاستخدامة في السيناريو الاخير . الكونفدرالية.
حتى مسألة القدس في مفاوضات السلام كان هناك تشكيك بالدور الاردني الرسمي من قبل عرفات
والقيادة الفلسطيني مرورا بانزال الخطيب الاردني من على منبر الاقصى ووصولا الى كاميرات
المراقبة داخل الاقصى وقطيعة اشهر في العلاقات.
هل نحن جاهزون الان للفدرلة او الكنفدرلة والجواب لا بل اننا نرى فيها تمهيد لمواجهة قادمة
بصيغة عراقية سورية يمنية فالصاعق لا زال مدفونا بيننا .
هل انقلبنا على مفاهيم الاخوة والوحدة والجواب لا لكننا بحاجة الى حوار فكري شامل نعرف فيه
مفرداتنا كامة او كشعبين يعترف المسىء ويعتذر ويندم ونغلق ملفاتنا المثقلة ونزيل الافكار المسمومة
من عقول الاطفال الذين لم يسلموا من تلوثنا عندها نتحدث عن الكونفدرالية.