العاقل الثقيل
صفوان قديسات
لو كان قلبي معي لما رجعت اليوم مبكرا من الجامعة ، ولبقيت هناك حتى الهزيع الأخير من الليل ، هنالك أسباب موجبة ، أنت السبب الوحيد ، غير أن الواجب يقتضي أن أزجر الأولاد الذين يلحقون مجنون ليلى بالحجارة ، من باب الزمالة ، حتى الهزيع الأخير من الليل والليل يا ليلى يعاتبني .
من يراني لا يرى إلا خيالا لي على صورة طالب هندسة ، مع قليل من الأكسسوارات تدل على أن هناك شيئا ما يحدث ، كاسة شاي وسيجارة ، أنا لا أدخن ، وللحق فإن الأحداث كلها تجري في داخلي ، أحداث ساخنة ، واحتفالات تنطلق في حجرات القلب ، ونبضات تفلت من صمامات الأمان لتسافر في الشرايين المؤدية إليك .
أنا عاشق جاد ، ولدي مبدأ واضح ، أنا غير شكل ، ومن ميزاتي أني لا أشارك في الحملات المنظمة لإفساد معنى الحب ، جعله مستهلكا وباهتا بالتحديد ، برامج إذاعية خاصة بالتنهد ، وورود حمراء مصنوعة من القماش ، حتى أني لا أعطي المتسول الذي يحلفني بحياة حبيبتك ، كل هذا مسيء لمعنى الحب ، فأنا عاشق جاد ، سنتزوج بعد الجامعة ، لا يتطلب الأمر إلا العمل الجدي لسنتين أو ثلاث ، والتسرع لا يفيد ، ألمهم أن لا يغيب عني مشهد الذبلتين في يدينا .
أصل إلى البيت وأدخل فألمح أن لدى أمي ضيفة غريبة ، أطرح السلام وأمر بحيادية إلى الداخل ، أسمع في الأثناء أمي تقول للضيفة : ابني علي : العاقل الثقيل