#العادات #الرمضانية #الاردنية #الاصيلة
خوله كامل
انتصف الشهر الكريم والقلوب ترجو من الله ان يتم عليها هذا الشهر العظيم بالخير واليمن والبركة وعلى جميع الشعب الاردني والمسلمين. يحي ايامه بالعبادات وطاعة الله والعمل الصالح ومساعدة الاخرين من المحتاجين والمساكين ، يشعر المواطن بالسعادة والراحة النفسية بحلول رمضان المبارك لعظم الاجر والثواب فيه، ويسترجع الاردنيون العادات التي تعودوا عليها من قيام الليل وصلاة التراويح وقراءة القرآن التي تزهو بها المساجد والجوامع في عموم محافظات وألوية الاردن .
العادات الرمضانية الاردنية متنوعة وجميلة فالتجمع حول مائدة الافطار واعداد الاطباق الاردنية الشهيرة، كالمكمورة الاردنية والمنسف الى جانب الشراب كقمر الدين والعرق سوس والتمر هندي وغيرها لا يطيب الشهر الفضيل الا بها، لتضفي تلك الأكلات والعصائر المميزة مزيدا من الالق والتوهج على الشهر الكريم، ويكون ذلك واضحا قبل الافطار بساعات قليلة يقبل المواطنون على الخبز الرمضاني وشراء الحلويات كالقطائف ولقمة القاضي والكنافة والكلاج، عدا الأشربة الرمضانية والتي تكون حاضرة على السفرة الرمضانية الاردنية كشراب اللبن والخروب ، تبهج الأجواء في رمضان وتزويده جمالا وتألقا، فتتجدد الفرحة في القلوب. فالحفاظ على العادات والتقاليد يعطي الاجيال القادمة دروسا في التمسك بتلك العادات وترسيخ لديهم مفهوم الارتباط بموروثاته المجتمع.
كل مجتمع لديه عاداته الخاصة التي يباهي بها امام المجتمعات الاخرى وتميزه عنها، ويعلم أبنائه الحفاظ عليها وتعليمها للاجيال التي ستأتي بعده. بلا شك هي عنوانه الثابت الذي لا يمكن التخلي عنه ، لانها تعرف بها فلو تهاونت عن قيمها وتخلت عنها كان من السهولة بمكان ان يختل بنيانها وتغدو ضعيفة لا تقاوم اي عقبة تواجهها، فهي تأصَّل ارتباط افراد المجتمع ببعضهم البعض لانها ضرورة تقتضيها مصلحة المجتمع والوطن.
وهنا في الاردن نتمسك بعاداتنا وتقاليدنا في كل وقت وحين ويبرز ذلك جلياً في المناسبات والمواقف الاجتماعية المختلفة، فمجتمعنا من المجتمعات التي يشهد لها بتمسكه بعاداته والعمل بها، فأبنائه يتوارثون عادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم ولا يقف عند هذا الحد ، بل وتعريف باقي المجتمعات بها، فرمضان من افضل المناسبات الدينية السنوية التي ينتظرها كل انسان على هذه الارض المباركة بشوق ولهفة وعزيمة على احيائه بالعبادات والطاعات والعادات المحلية القديمة قدم وجوده، والتي لا تتغير او تتبدل مهما تعاقبت الاجيال ، وهي فرصة لاصلاح العلاقات الاجتماعية بين الاسر وتقويتها ، وفرصة لعمل الخير وصلة الرحم، أضف الى ذلك تأصيل خصلتي الصدقة والاحسان، والاهتمام بالصحة البدنية والنفسية والروحية.