الظلم في المهد فإن نطق سينطق … حُريةَ / ديما الرجبي

ما يشهده الشرق الأوسط من ظلم فاض عن بكرة ابيه وابتلع كل من يقف في طريق الحق أو الخبز أو الحرية واقتلع آخر ما تبقى من جذور الصبر لدى الشعوب ، حريٌ بأن يقرع ناقوس النهاية ولا يقف عند تصورات للخطر فقط ، لا فرق بين الجوع والحرية ، الأولى خلقت ثورة البطون والأخيرة ولّدت مقصلة السياسة .

ولا بد للخوف الذي غُرز في أفئدة الأوطان أن يُحال إلى خنجر يستقر في قلب جشع السياسات المتأزمة إنسانياً وعروبياً .

كلما لاح عنوان في أفق الإعلام المسموم، ندعو الله أن تجف دموع الأمهات على فلذات أكبادها الذين يلقون حتفهم وراء قضبان أو على حبل مشنقة أو تحت بسطار فتات الخبز أو في المصحات العقلية .

وكلما خرج ” تمثال” يعبد المنصب ويأمر بالطوفان ان يأتي على كل من يحاول إبعاده عن مقعده ، ندعو الله أن يرينا بهم عجائب قدرته فقد فسقوا عن أمر ربهم والله يعلم وأنتم لا تعلمون .

مقالات ذات صلة

لم تعد قصة ” الربيع العربي ” منذ أن قتلت بالمهد عصيةً على احياءها من جديد ، فإن لم يكن الظلم مفتاح الثورات فماذا تبقى من إنسانية الشعوب ؟!

لا نلوم على ” الكرسي” بقدر ما نوجه اللوم إلى من يرفعون عروش الطغاة على ظهورهم ، مصر المحروسة وسودان البشير وجزائر بوتفليقة وتونس السبسي وعراق العُبادي ولبنان الأحزاب وليبيا الفراج وفلسطين الفصائل والسلطة وسوريا بوتين ومن يرعاه ، والقائمة تطول … جميعهم تحالفوا على ظهور شعوبهم مقابل البقاء على سدة السلطة .

حراكات في الأردن خرجت من رحم ” رغيف الخبز ” لا ينظمها حزب ولا يقودها داعية ، بل خرجت لأجل أن تصرخ ” متعطلين عن العمل ” اجتمعت فئات من شتى بقاع المحافظات ليكتبوا مرحلةً إذا لم تفهمها الحكومات فلا نعلم عاقبة اللامبالاة الحاصلة هنا .

هل ستبقى الحكومات العربية تراهن على ردود الأفعال ” الباردة” للشعوب ؟

وماذا إذا فقدت الشعوب القدرة على تمييز “المِحنّ” من الإستبداد ؟

ما حصل في مصر من اعدام لتسعة مواطنين أبرياء حاولوا أن يثبتوا ذلك أمام ” القاضي” ليس أمراً جديداً على سياسة ” السيسي” وما نتج عنه من ردود أفعال أيضاً ليست بالأمر الجديد الذي عهدناه فمشاعرنا لحظية وبرودنا حطب لجبروتهم، ولكن لمن يشاهد ويقرأ ويتتبع الشرق الأوسط سيعلم يقيناً بأن القادم سيخرج من مناطق قد تكون الحكومات ظنت بأن سكانها أرقاماً في التعداد السكاني فقط ، بينما الظلم في المهد فإن نطق سينطق .. حرية .

والله المستعان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى