الطلب المعكوس لمضربي الشاحنات ..الواقع والمآلات…؟

الطلب المعكوس لمضربي #الشاحنات ..الواقع والمآلات…؟
ا.د #حسين_محادين *
ربما،لم يقف احد من #صناع_القرار والمحللين الاعلاميين لازمة #اضراب #سائقي_الشاحنات كشريحة ممثلة لأفراد أسرهم وهي الشريحة المتضررة بعمق من #رفع_اسعار #البترول وانعكاسها الحاد عليهم جميعا كجزء من عملية تباطؤ النمو الاقتصادي في #الاردن اثناء وبعيد أزمة كورونا للآن .
أقول لم ينتبه الكثيرون منا الى مضامين شعارات المضربين التي يرفعونها من حيث التوقيت والتعاطف معهم ، سواءً بالتفكير ، او حتى المكان الحاضن لانطلاق هذا الاضراب- في الذاكرة الجمعية للأردنيين منذ عودة الحياة الديمقراطية 1989 وما ترتب على ذلك من الغاء للاحكام العرفية – وهو الاضراب المنطلق من العقبة كمنطقة اقتصادية خاصة مرورا في محافظة معان وجنوب الوطن وصولاً لمحافظات اخرى.
بناءً على ماسبق، يمكن التأكيد أننا لم نسمع او نطلع على تحليل عميق للمعطيات المستجدة- غير أمنية- والتي تضمنها هذا الاضراب كوسيلة علمية وسياسية ضاغطة كأساس لتلمس الحلول التوافقية بين الحكومة المضربين من شرائح عديدة متعاطفة مع هذا الاضراب الذاهب نحو بوابة احتمالات منتظرة.

أ- المعطيات المرافقة لهذا الاضراب… تتصف تشخيصا وتحليل بأنها قد انطلقت من اوجاع شريحة عمالية مهنية فاعلة في الاقتصاد الوطني والخدمي وبتعاطف شعبي متنام سواء المعلن منه او الصامت والمترقب لقادم ما حتى اليوم.
ب- ان مضمون الطلب بتخفيض اسعار النفط تحديدا وعدم اعتراف المضربين بالمفاوضات التي اجرتها الحكومة مع نقابة العاملين في النقل، وهذه المعطيات الجديدة من منظور علم اجتماع السياسي تصنف بانها نوع من الذكاء الاقتصادي والسياسي الشعبي لدى القائمين على الاضراب بهدف كسب التأييد الشعبي ضمنا معهم- وهذا الشعار المطلب قد نجح ارباك المشهد الحكومي في تباطىء الخطاب الاعلامي والتفاوضي للحكومة عموما ، فبهذا التوظيف لشعار تخفيض سعر البترول من حيث العائد وكوعد منتظر لكل المتضررين من استمراره.
ج- ان استمرار هذا هذا الاضراب سيفضي ضمنا على الارجح الى زيادة استقطاب الكثير من المتضررين البسطاء اي غير المسيسين جراء تواصل رفع اسعار النفط وعدم التوافق على حل ما لهذا التحدي الاردني.
د- إن تزامن هذا الاضراب مع زيادة وتنوع عناوين وحجم /نوعية الضخ الاعلامي القادم من خارج حدود الوطن عبر وسائل التواصل الاجتماعي و ارتفاع اعداد الذين يتابعونه في ظل تراجع الخطاب الاعلامي للحكومات المتعاقبة الامر الذي خلق استعدادا من الغضب المصاحب لازمة ومصاحبات هذا الاضراب لدى المتلقين لمثل هذه الخطابات.
أخيراً…
الأردنيون في ترقب لافت الى اي احتمالات الحل يمكن ان يُخرجنا جميعا من هذا التحدي الذي وضعنا عمليا كمواطنيين متضررين من إستمرار ارتفاع اسعار النفط المتلاحقة والديزيل تحديدا كعصب لقطاع النقل والاقتصاد طوال العام الحالي 48% تقريبا تزامنا مع ارتفاع نسب البِطالة والفقر ، هذا الواقع الذي خلق تضاداً حاداً مع قرارات الحكومة التي اصدرت هذه القرارات غير الشعبية…وهل هناك سيناريو اكثر أمنا وآمان لنا وللوطن وانجازاته غير “التفاوض والتوافق” على حل مُلح للجميع، وهذا ما نرجو تحقيقه سريعاً ودون إبطاء من الطرفين…فهل نحن فاعلون مضربين وحكومة يفترض فيها ان تتسم بالجرأة في اتخاذ قرار التفاوض وبسرعة مأمولة.. وانا لمنتظرون…
حمى الله اردننا الحبيب وأهلنا الرائعون فيه.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى