الطريق إلى القدس !!

” الطريق إلى القدس !!”
د. محمد شواقفة

تبدو هذه الجملة الأكثر إستخداما في الايام الأخيرة … مما سبب لنا نحن الذين إلتزمنا حالة الصمت الأشبه بالموت ارتباكا لا تجد له حلا لا في التاريخ ولا في الجغرافيا …

فكل من هب و دب يعتبر القدس هدفه الأخير … و نجد أنها الشعار الأكثر تداولا بلا منازع … و لكن فعليا ما الذي يحدث …

العرب يرون القدس عروس عروبتهم و محور وجودهم … حاضرة في خطابات الزعماء في كل محفل و في كل مناسبة … لا تمر خطبة جمعة دون أن يتغزل بها خطيب مفوه و لا تنقضي لنا صلاة دون أن ندعو أن يرزقنا الله صلاة فيها يوما ما … لم يتبق شاعر أو أديب و لم يخصص أجمل أعماله عن القدس و لأجل القدس … و تربينا على أغان و أهازيج و بكائيات عن مدينة السلام … و لكن لم يعرف طريقها جندي عربي واحد يحمل روحه على راحته و يلقي بها في مهاوي الردى و لم يمت أحد كي يغيظ العدا … لم يصل على أسوارها أي قائد منتصر و للأسف لم نشهد إلا مجرمي الحرب يتسنمون جبالها و يمعنون فيها تهويدا و تغريبا … و نحن نبكي على حائطها …هي ترفضنا و نحن نشيح بوجوهنا خجلا من الضعف و الهوان…

مقالات ذات صلة

يرائي على قضيتنا التي اهملناها مدع أفاق من الطائفيين الحاقدين الذين يسبون فاتحها و ينكرون عهدته و يحاول أن يقنع العوام و الهوام بأن القدس همه و حبها يجري في دمه … فيذهب ليناصر مجرم حرب يقتل شعبه و ينكل به … و بكل صفاقة يؤبنه المرتزقة و المنافقين و يمجدون سعيه للوصول الى القدس عبر بوابة دمشق …. ينفق هذا المجرم على يد شركائه المجرمين الذين اغتصبوا القدس أول مرة و أكثر من مرة … و شريكه الفأر الذي يختبئ في جحور جنوب لبنان يهدد و يتوعد بأن يدافع عن القدس و يحررها حتى آخر طفل سوري … و طائرات العدو تمر من فوق عمامته و من أمام ناظريه تستبيح الارض و السماء و لا يرد إلا بترهات مللنا من سماعها ….

و يظهر لنا من بين ركام التاريخ مدع آخر وجد طريقا مختلفا الى القدس عبر الشمال الافريقي و عبر بوابة طرابلس الغرب … في حالة من الذهول و الصمت و الاستسلام …نراقب هذا و نؤيد ذاك … فهذا يجد ذلك شهيدا ..وهذا يجد ذلك سلطانا سيفتح القدس و أكنافها … و هذا لاه لا يعرف من هذا و من ذاك …

كل هؤلاء لا يبحثون عن القدس و لا يعرفون طريقها … و من الغباء أن تجرنا عواطفنا التي كانت سببا لضياع بلادنا و انحراف بوصلتنا عن قدسنا إلى التعلق بأوهام ندرك تماما أنها لا تعدو كونها أضغاث أحلام …

طريق القدس واضحة و جلية … لن يعيدها من يعيش الوهم بأن الصلاة و الدعاء هي الطريق … طريقها تحتاج لرجال و كثير من الدم

طريق القدس لا تحتاج لدليل … فهي هناك خلف الأكمة …. فقط أمعن النظر … و أعدته كرتين …تراها بقلبك دون عينيك …

طريق القدس لم ترسمها معاهدات مع بني صهيون… مفتاحها كان بيدي عمر و لن يفتحها إلا رجل كعمر …و فوق أسنة الرماح و من بين ألسنة اللهب …

طريق القدس لم تك يوما جذوة تكاد تنطفئ في عقول التائهين من طائفة الضلال … و لن تكون أبدا قادمة من طواغيت المجوس الذين فسدوا و أفسدوا و ولغوا في دماء الموحدين في أكنافها …

طريق القدس معروفة لمن يريد و لمن لا يريد … فلا تخبئ رأسك في الرمل كالنعامة … و تذهب راكضا مع المرتزقة لتحتل بلدا يبعد آلاف الاميال عن القدس لتفتح طريقا إليها كذبا و خداعا.

طريق القدس ليست طريقكم … لم تك يوما لكم و لن تكون…

طريقنا إليها حلم يراودنا فلا تقتلوا أحلامنا أيها الكاذبون !!

” دبوس لأجل القدس ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى