#الطبطبة : منهجا .. و أسلوب حياة / أحمد المثاني

.. في موسم البطيخ ، ثمة طقوس و صور مألوفة .. اعتدنا ممارستها و مشاهدتها ..
فالبطيخ ، نظرا لكبر حجمه و قصر موسمه يباع على الطرقات ، في ما يعرف بالمعرّش و هو ما يقي من حر الشمس اللاهبة ..
و هناك بائع البطيخ الذي يكون من مهمته اختيار رأس من البطيخ ، يقع عليه الاختيار من بين الكومة .. و ينحره .. بسكينه ، ليري الشاري حمرة دمه .. دم البطيخ أقصد !
و من المألوف اليوم أن البطيخ يباع مع أصحاب البكبات .. الذين يعتزلون الدكاكين مكانا قصيّا .. استدراجا للشارين .. الهاربين من زحمة المدينة ..
يترجل الشاري و يأخذ بمفاوضة البائع ، اولا عن السعر ، مبخسّا الثمن ليحظى بخصم أو ما يسمى ( دِس كاونت ..!!
و بعد الاتفاق على السعر ، يأخذ الشاري او البائع ب #الطبطبة على حبات البطيخ .. سعيا للفوز ببطيخة حمراء .. تسرّ الناظرين و الآكلين .. و بشرط أن تكون البطيخة 4 جيد .. !!
ما يلفت نظري ، و أنا أتأمل او أمارس هذا السلوك الغريزي #الطبطبة على البطيخ ، أنه سلوك عام لدى الأردنيين .. فالكل يحب
#الطبطبة ..!!
و الأغرب أن هذا السلوك ، ينسحب من البطيخ ، ليشمل أسلوب التربية و الإدارة العامة لشؤون العباد ، و أسلوب الحكومات المتعاقبة ..!!
فالأم تمارس الطبطبة على سلوك الأبناء حتى يفسدوا ، و يفلتوا من كل عقاب أو توجيه من قبل الأب ..
المدير يمارس الطبطبة على الموظف المهمل أو الطبطبة على فساد الدائرة أو المؤسسة ، حتى يصبح الإصلاح مستحيلا ..
و الحكومات تمارس الطبطبة على بعض الفاسدين ، و المتنفذين ، و أصحاب القرارات الهامة .. لتخرج بعض المشروعات شوهاء مثل بطيخة بيضاء… تغيض الناظرين و المشترين .. و حينها يخسر الوطن و المواطن .. و تمتد الأيادي للمال العام و تعيث بالارض فسادا ..
#الطبطبة تبدأ بزاوية حادة ، لا تلبث أن تصبح جدّ منفرجة .. أو كنقطة حبر .. تتفشى في حوض الماء الصافي .

أسأل الله أن تظل بطيخة الوطن حمراء ، شهية .. دون #طبطبة .. مع اعتذاري لصاحبي بائع البطيخ .. الذي لم تجدي
معي طبطباته .. فاكلتها بيضاء .. من غير
سوء ..

– أحمد المثاني –

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى