الضريبة المقطوعة على المحروقات / د . فائق العكايلة

الضريبة المقطوعة على المحروقات

يبدو أن الحكومة عازمة تماماً على فرض ضريبة مقطوعة على المحروقات إرضاءً لأسياد رئيسها ونائبه في البنك وصندوق النقد الدوليين!

تدعي الحكومة أن هذه الضريبة لا تضيف عبءً ضريبياً على المواطنين ، وتستغفل بذلك اللجنة المالية ولجنة الطاقة في مجلس النوائب اللتان ليس لهما من إسميهما نصيب. وتبرر الحكومة هذا الإدعاء بقولها أنه سيتم إلغاء الضريبة العامة على المبيعات والضريبة الخاصة على المحروقات وتوحيدها تحت بند “الضريبة المقطوعة على المحروقات”.

هذا الإدعاء الخبيث الباطل المضلِّل عارٍ عن الصحة تماماً ، ولا يمثل إلا مزيداً من إستغفال الناس واستجهالهم والدجل والمواربة والسياسات المهلكة غير المسؤولة.

مقالات ذات صلة

وفي حقيقة الأمر ، إن مشروع القرار الحكومي بفرض ضريبة مقطوعة على المحروقات ليس إحلالاً للضرائب العامة والخاصة الأخرى التي كانت مفروضة على المحروقات ، إنما يعني فرض ضرائب جديدة مرتفعة القيمة جداً وستقضي على معظم القوة الشرائية المتبقية للمستهلكين.

وتالياً تفنيداً للضرائب والرسوم القائمة حالياً ومقارنتها بالضريبة المقطوعة المنوي فرضها وسنأخذ بنزين أوكتان ٩٠ كحالة والذي يبلغ سعر التكلفة له بالمعدل ٢٤ قرشاً:

الضرائب المفروضة حالياً على بنزين اوكتان ٩٠:

٥.٥ قرش/لتر (ضريبة مقطوعة) + ٤.٣ قرش/لتر (ضريبة خاصة) + ٣.٣٨ قرش/لتر (ضريبة عامة بنسبة ١٠%) = ١٣.١٨ قرشاً تمثل مجموع الضرائب الحالية على اللتر من بنزين اوكتان ٩٠ ، بإستثناء رسوم الشحن والتخزين وبدل الفاقد.

لذا ، ومن أجل عدم تحميل المستهلكين أي ضرائب إضافية على المحروقات فيجب أن تكون قيمة الضريبة المقطوعة المنوي إقرارها تساوي أو أقل من ١٣.١٨ قرشاً على بنزين اوكتان ٩٠.

ولكن الكارثة هي أن الضريبة المقطوعة التي تنوي الحكومة إحلالها محل الضرائب القديمة على بنزين أوكتان ٩٠ هي ٣٩ قرشاً/لتر حسبما تم تسريبه!!! أي زيادة الضريبة على المحروقات بنسبة ٣٠٠% تقريباً هذا العام أو ما يساوي ٢٥.٨٢ قرشاّ/لتر ممثلةّ ضريبة جديدة سيدفعها المستهلك. وبالنسبة للمواطن المعتدل الذي يزود سيارته الإقتصادية أربع مرات قي الشهر بمعدل تنكة أسبوعياُ فإن هذا يعني أن عليه دفع ضريبة محروقات جديد لم يكن يدفعها من قبل مقدارها ٢٠٦٦ قرشاّ أو عشرون ديناراّ وست وستون قرشاً شهرياّ!!!

الحال أسوأ بكثير فيما يتعلق بالبنزين اوكتان ٩٥….

وستكون هذه الضريبة المقطوعة الجديدة سوطاً حكومياً حاراً قاتلاً سيجلد به المواطن ، ولغماً آخر سيسحق الطبقة المتوسطة وينقل نسبة كبيرة من الشعب من مصاف الطبقة الوسطى إلى جحافل الطبقةالفقيرة المسحوقة.

حكومة كذابة دجالة ، ونهج إفقار وانتقام من الأردن والأردنيين ، ليس هناك بديل إلا تقوى الله وقلب الطاولة على السحر(الحكومة) والساحر (النظام المتعفن).

حمى الله الأردن…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى